التعليم واللغات > اللغويات

لهجاتُ اللغةِ الثانية

إنَّ مشكلة تعلُّم اللغة الثانية هي مشكلةٌ شائعةٌ لدى الكثير من الأشخاص، فمثلًا إذا كنت تُتقِن لغةً واحدةً مثل اللغة النَّرويجية السائدة في أوسلو أو الإسبانية السائدة في المكسيك- ثم انتقلت إلى تروندهايم أو مدريد، ستقول "ماذا يتحدَّث هؤلاء؟!".

لذا قدَّمت دراسةٌ جديدةٌ نصائح لتعلُّم اللهجات غير المألوفة و منها: مشاهدة الأفلام مع الترجمات الأجنبية.

فالإنسان يحتاج باستمرارٍ إلى سماع لهجاتٍ غير مألوفة، كالتحدُّث إلى أشخاصٍ جدد، وقد وجدت التجارب السابقة أنَّنا نستخدم ما نعرفه بالفعل عن لغةٍ معينةٍ لفهم الأشياء الجديدة التي نسمعها؛ فعلى سبيل المثال: إذا سمع أحد الأشخاص حرفًا ساكنًا غريبًا يقع ما بين "s" و"f" في كلمة "horf" فسوف يسمعه "horse"، كذلك الأمر في "girass" التي عادةً ما يسمعها الناس "giraffe"، ويسمع الصوت في "nife" ك "nice" أو"knife".

أراد عالم النَّفس هولجر ميتر -من معهد ماكس بلانك لعلم اللغة النَّفسي في نيميجن، هولندا- معرفة ما إذا كان "التعليم الموجه للكلام"سيعمل في مواقف الحياة الواقعية التي يجب على المستمع أن يفهمها، فعمِل ميتر -وهو ألماني الأصل- على تصميم دراسةٍ عن الأفلام وذلك بسبب تجربته الخاصة كمتعلم للغة الإنجليزية، فيقول: "عندما وصلت إلى هولندا أول مرة، ذهب عددٌ من طلاب التبادل لمشاهدة فيلم "Trainspotting" وهو فيلم أسكتلندي عن مدمني الهيرويين، وكان لديهم جميعًا مشكلة في متابعة الفيلم -ولكنَّه فهم ما يكفي من الهولندية ليحصل على القليل من الترجمة الهولندية التي ساعدته على فهم الفيلم- وفي نهاية الفيلم كُنت مرتاحًا لمتابعة إيوان ماكجريجور "نجم الفيلم".

وأمَّا بالنسبة للدراسة، فقد شاهد الطلاب الهولنديين الذين يتقنون اللغة الإنجليزية حلقةً مدة 25 دقيقة من المسرحية الكوميدية kath & kim؛ والتي تتحدَّث شخصياتها بلهجاتٍ واسعةٍ من ضواحي ملبورن، أو شاهدوا نسخةً من Trainspotting والتي حُرِّرت على نفس المستوى وأُخرجت منها المقاطع المسيئة، ويقول ميترر: "شعرت لوهلةٍ كما لو أنني مخرج أفلامٍ من الخمسينيات؛

شخصان يصعدان سيارة الأجرة، يتبادلان القُبَل، ثم قطعته (الفيلم)، إنه الإفطار"

لقد شاهدَ بعض الطلاب مقاطعَ فيديو مع الترجمة باللغةِ الإنجليزيةِ وكان يحتوي بعضُها على ترجمةٍ باللغة الهولندية، ثمَّ سمعوا مقاطعَ صوتية من الكلمات التي كانوا قد سمعوا بعضَها بالفعل والبعض الآخر كانت كلمات جديدة تتحدَّث بها شخصيات الفيلم.

وقد ذكرَ الباحثون مؤخرًا في PLOS ONE أنَّ الترجمة الإنجليزية واللغة الهولندية ساعدت الطلاب على فهم الكلمات التي سمعوها بالفعل، ولكنَّ الترجمة الإنجليزية ساعدتهم فقط على فهمِ كلماتٍ جديدةٍ من اللهجة نفسها.

يقول ميترر "لنأخذ الإنجليزية الأسترالية"، مثل "Straight away- على الفور"تمامًا مثل "strite awaye"، فإذا فهمت ذلك ستفهم أنَّ "kiveman" تعني "caveman أي؛ رجل الكهف، ولكن إذا رأيت كلمة "straight away" على الشاشة باللغة الإنجليزية فإنَّ الترجمة الهولندية لن تساعد على الفهم.

وهذا الأمرُ منطقيٌّ كقول الأستاذة آن برادلو من جامعة نورثويسترن في إيفانستون، إلينوي: "عندما تقرأُ الكلماتِ الهولندية، فأنتَ ترفعُ صوتَ الهولندية إلى مقدِّمة عقلك -على الرغم من أنَّك لا تسمع الأصوات- وهذا يتداخلُ مع قدرتِكَ على الوصولِ إلى صوتِ الكلمات الإنجليزية".

وتوصي الملايينَ من غير النَّاطقين باللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة بوضعِ النتائجِ موضع التَّنفيذ عن طريق تشغيل التعلق المكتوب لضعاف السمع على أجهزة التلفزيون.

ويحتاج البقيَّة منا لحملةٍ لجعل الموزِّعين يُدخلون ترجمةً باللغة الأجنبية على أقراصِ DVD للأفلامِ الأجنبية، فتقول أستاذة علم النفس كاثي بست من جامعة ويسترن سيدني في أستراليا: "أنا أحب الدراسة إنَّها ذكية، وتضيف: "إنَّه مدخلٌ جيدٌ لمعرفة كيف يمكن أن يصبح المتحدِّثون باللغة الثانية أكثر مرونةً في الطريقة التي يتعرَّفون بها على الكلمات".

المصدر: 

هنا