الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب

رشا رزق... مغنيةٌ لكلِّ الأجيال

رشا رزق ذلك الصوتُ المخمليُّ الذي رسخ بأذهان جيلٍ كاملٍ بل عدة أجيال وارتبطَ بالحنين إلى الطفولة والذكرياتِ الجميلة وتحديداً جيل التسعينيات. السوبرانو السورية المولودة في عام 1976 لم تختص فحسب في غناءِ شاراتِ الرسوم المتحركة، بل بدأتِ الغناءَ والتدرُّبَ على الغناء الشرقي بعمر التاسعة، وشاركت في روَّاد الطلائع وحصلت على المركز الأول بعمر الثانية عشر. لم تتوقف يوماً عن العمل الموسيقي، فقد انضمت في أوائل التسعينيات إلى فرقٍ موسيقيةٍ عدَّة منها "ليزر"، إلى أن أسَّسَ الثنائي رشا رزق وإبراهيم سليماني فرقة "هورايزن" ومن ثُمَّ فرقة "إطار شمع" التي سجلا تحتَ اسمها عدة ألبومات، ويتنوع نمطُ أغانيهم بينَ الروك والجاز، كما غنت بلغات عدة.

رزق حاصلةٌ على إجازةٍ في الأدب الفرنسي والتجارة، عدا عن كونها خريجةَ المعهد العالي للموسيقا بدمشق بتفوقٍ من قسم الغناء الكلاسيكي، ودخلتِ المعهدَ بعدَ تحضيرها لامتحانِ القبول بإشراف السوبرانو السورية لُبانة القنطار على مدى أسبوعين. تدرَّبت تقنياً على يد العديد من الخبراء بالإضافة إلى ورشاتِ عملٍ موسيقيةٍ مع مغنين من أنحاء العالم، منهم المصرية القديرة رتيبة الحفني وغلوريا سكالكي وشونا وينزلي، كما درَّسَتْ غناء الأوبرا في المعهد العالي للموسيقا بدمشق.

أجرت رشا رزق العديد من حفلات الموسيقا الكلاسيكية، منها مع الأوركسترا الوطنية السورية في مدنٍ عربيةٍ وأوروبية وغناء الأوبرا، وسجلت أيضاُ العديدَ من كانتات هايدن الإيطالية وأدَّتْ حفلات لموسيقا الباروك في عدة مدن. قدَّمت دورَ البطولة في أول أوبرا عربية على الإطلاق، أوبرا "ابن سينا".

عام 2008 قدَّمت حفلاتٍ لموسيقا الجاز ضمنَ فعالياتِ دمشق عاصمة الثقافة العربية، وغنَّت في ذكرى رحيل المايسترو صلحي الوادي، كما أن السوبرانو سجَّلت ثلاث أغانٍ مع فرقة Era ضمنَ ألبومهم الصادر في 2008 في استوديوهات "أببي رود" في العاصمة البريطانية لندن.

تحظى السوبرانو السورية بطابعِ صوتٍ فريدٍ، كما أنَّ مساحةَ صوتها الواسعة وأدائها لأنماطٍ عدة كالأوبرا والجاز والموسيقا العربية وغيره عدا عن موسيقا شارات الرسوم المتحركة، جعلها مؤديةً شديدةَ التنوع وأعطاها ذلك القدرةَ على التنقُّل بينَ الخيارات الموسيقية بحريةٍ كبيرة.

غنَّت رزق أيضاً مع المؤلف اللبناني زياد الرحباني في سلسلةِ حفلاتٍ في دمشق و لبنان، كما شاركت مع المخرجة اللبنانية نادين لبكي في الموسيقا التصويريَّة لفيلمَيْها "سكر بنات" و "وهلأ لوين".

عَمِلت رشا مع شركة "الزهرة" المسؤولة عن دبلجة وإعدادِ الرسوم المتحركة في قناة سبيستون، وسجَّلت ما يتجاوزُ المئة شارة على مدى أكثرَ من عشر سنوات، من غناءٍ وتلحينٍ إلى كتابة الأغاني لشاراتِ الكرتون. كانَ تأثيرُ أداء رشا رزق على الأطفال إنسانياً بحتاً، إذ أنها غنَّت عن قيمة الصَّداقة والمحبة والإنسانية، ومن تلك الأغاني نذكرُ "عهد الأصدقاء" "بوكيمون" "كونان" "القناص" "كابتن ماجد"  "أناستازيا" "دروب ريمي" و غيرها الكثير.

 أصدرت رشا رزق سنة 2017 ألبومَها "ملاك"، ويطغى على أعمالها الخاصَّة النزعةَ التجريبية تحديداً من حيثُ المزجِ بينَ الموسيقا الشرقية والروك والجاز.

لطالما كانت لرشا رزق الشجاعة الموسيقية في اقتحام أنماطٍ  لا تلقَى الحيِّزَ الكافي من الاهتمام في العالم العربي، ولعلَّ كونَها فنانةً ترسَّخَ صوتها في أذهان أجيالٍ عدة، قد يدفعُ الشبابَ الموسيقي العربي إلى الانفتاحِ على التطورات الفنِّية الحاصلة في العالم، ولربَّما قد ينافسُ موسيقيونا الشباب بجرأة في السوق العالمي.

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا