الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

لصحة جهازِك الهضمي.. لا تُهمل ثمار الجوز!

سمعنا كثيرًا عن الفوائدِ العظيمةِ لاستهلاك العديدِ من أنواع المكسَّرات وبالأخصِّ النيَّئة منها، وتُطالِعُنا اليوم دراسةٌ جديدةٌ من جامعة Illinois لتقدِّم بعضَ الفوائِد التي لوحِظت عند استهلاكِ ثمارِ الجوز؛ إذ بيَّنت هذه الدِّراسة التي نُشرَت في دورية The Journal of Nutrition أنَّ الطريقة التي يؤثِّر فيها استهلاكُ الجوزِ على مجموع الميكروبات المتعايشَة في الأمعاء microbiome قد تكون السببَ وراء بعض منافعِه على صحَّة الإنسان.

تُعدُّ ثمارُ الجوز صنفًا من الأغذيةِ ذات المحتوى المرتفعِ بالألياف؛ والتي تُشكِّل مصدرًا لغذاء الميكروبات المعويَّة ووقودها لهضم الأغذيةِ المركَّبة والاستفادةِ من مكوناتها، وقد حَظِيت باهتمام العلماء لفوائِدها على صحَّة الأمعاءِ والجسم عامة، وتُشكَّل الفواكه والخضراوات والحبوبُ الكاملة والمكسرات والبقوليات مصادر نباتيةً مُهمَّةً للغاية فيما يتعلَّق بمحتوى الألياف الغذائيَّة، ويؤدِّي التنويعُ في استهلاكِها إلى تعزيزِ التنوُّع في إنتاجِ بكتيريا الأمعاءِ ودعم صحَّة الجسم، وقد لاحَظ الباحثون في دراسة اليوم أنَّ استهلاك الجوز دعَم إنتاج هذه البكتيريا والعصارات الصفراويَّة الثانويَّة بكتيريَّة المصدر، وزيادةً على ذلك فقد لوحظ انخفاضٌ في مستوياتِ الكوليسترول الضَّار LDL لدى المشاركين.

يقول الباحثون أنَّ استهلاك ثمار الجوز ساهَم في زيادةِ معدَّل إنتاج مركَّب البيوتيرات butyrate النَّافع لصحَّة القولون، وقد توصَّلوا إلى هذه الملاحظاتِ عن طريق مساهمة 18 بالغًا تَناوَلَ بعضٌ منهم 42 غرامًا من الجوز مدَّة أسبوعين إلى ثلاثة، ولم يتناول البقيَّة أيًا منها كعيِّنةِ مقارنة، وجُمِعت عيِّنات من دم وبراز جميع المشاركين قبل وبعد نهاية الدِّراسة لمراقبة النَّتائج، فكشف التَّحليل أنَّ استهلاك ثمار الجوز زاد من مستويات ثلاثةِ أنواعٍ رئيسيَّةٍ من البكتيريا: Faecalibacterium، و Roseburia، و Clostridium وهي المُنتِجة لمركَّبٍ ثانويٍ هو البيوتيرات butyrate. وقد أُثبت سابقًا أنَّ بكتيريا Faecalibacterium تُساهم في خفض الالتهابات لدى الحيوانات، وزيادةِ حساسيَّتها للأنسولين على مستوياتٍ مرتفعةٍ منها، وأظهرت أبحاثٌ سابقةٌ دعَمت هذه الدِّراسة أيضًا أنَّ الطَّاقة النَّاتجة (السعرات الحراريَّة) عن تناول ثمار الجوز هي أقل مما كان يُعتقد سابقًا، وقد اقتُرح أن أجسامنا تستهلك 80% فقط من إجمالي السعرات الحرارية للثِّمار، وتذهبُ ال20% المتبقيَّة لغذاءِ الميكروبات المعوية.

ومازالَ هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الأبحاث للتَّحقُّق من ماهيّة المركَّبات النَّاجمة عن عمليات الاستقلاب التي تقوم بها هذه الميكروبات، ومنافع هذه المركَّبات على صحَّة الإنسان.

 

 

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا

الدراسة المرجعية: هنا

1 - Hannah D Holscher، Heather M Guetterman، Kelly S Swanson، Ruopeng An، Nirupa R Matthan، Alice H Lichtenstein، Janet A Novotny، David J Baer. Walnut Consumption Alters the Gastrointestinal Microbiota، Microbially Derived Secondary Bile Acids، and Health Markers in Healthy Adults: A Randomized Controlled Trial. The Journal of Nutrition، 2018;