الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

الحشيشُ رسميًّا في علاجِ الصَّرَع

شهدَ العالمُ خلالَ العقد الماضي اهتمامًا متزايدًا بتطويرِ علاجاتٍ مُستخلَصة من نباتِ الماريغوانا ومكوناتها، ويُسوِّقُ مؤيّدو هذه الفكرة استخدامَ الماريغوانا في علاجِ عددٍ كبيرٍ من الحالات الطبية كالسرطان والتصلُّبِ المُتعدِّد واضطرابِ ما بعد الصدمة والأرق، وهذه الأمثلةُ هي على سبيل المثال لا الحصر فقط. وقد دعَمت منظمةُ الغذاء والدواء أبحاثًا من هذا القبيل طيلة سنواتٍ عديدة، لكنَّ الماريغوانا بوصفها من مُركَّباتِ الجدولِ الأوَّل في سجلّ المواد الدوائية نظرًا إلى مخاطرِها المحتملة؛ فقد وَجَب إنجازُ أبحاثٍ أوسعَ لدراسةِ مدى أمانها وفعاليَّتها في معالجة الاضطرابات الطبية، وذلك بالاعتماد على المعيارِ المُطبَّقِ نفسِه على المركَّباتِ الدوائية الأُخرى وليسَ أقلَّ منه.

تمتلكُ منظمةُ الغذاء والدواء برنامجًا فعَّالًا لمساعدةِ مطوِّري الأدوية ممَّن يرغبون في إجراءِ تحريَّاتٍ عن استخدامِ الماريغوانا أو مركباتها، وذلك عبر التجاربِ السريرية المُدارة إدارةً صحيحةً؛ لإثباتِ القدرةِ على استخداماتٍ آمنة وفعَّالة لها.

أقرَّت منظمة الغذاء والدواء مؤخَّرًا شكلًا مُنقّىً من دواءِ الكانابيديول، وهو واحد من ثمانين مركَّبًا كيميائيًّا فعّالًا في الماريغوانا، ويُستخدَمُ المنتج الجديدُ الذي أُقِرَّ الاعترافُ به في علاجِ التشنُّجات المصاحِبة لنوعَين نادرَين وشديدَين من الصَّرَع لدى المرضى ذوي الأعمار من سنتَين فما فوق. ويُعَدُّ هذا الاكتشافُ تطوُّرًا علميًّا مُهمًّا، ولكن من المُهمّ أيضًا أن نُدركَ أنَّ هذا البحث لا يشملُ الماريغوانا ومكوّناتِها جميعًا، وإنَّما مركَّب الكانابيديول فحسب؛ ولأجل استخداماتٍ طبية محددة. وإضافةً إلى ذلك؛  فإنَّ المُنتَجَ المُستخدَم في هذا البحث هو الشكلُ المُنقَّى من الكانابيديول ويُعطى للمرضى على شكل جرعاتٍ موثوقةٍ وقابلةٍ للتكرار؛ لضمانِ الاستفادة المتوقَّعة للمريض.

وما يزالُ القلقُ قائمًا حيالَ انتشارِ منتجات الكانابيديول غير المعترف بها رسميًّا والتسويقِ لها عبر ادّعاءاتٍ طبيّةٍ كاذبة، ولذلك تسعى منظمةُ الدواء والغذاء الأمريكية إلى اتّخاذِ الإجراءات اللازمة لضمانِ حصول المرضى على الدَّواءِ الأنسب والأمثل لحالتِهم.

المصدر:

هنا