الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

مضادّاتُ الاكتئاب تهدِّد التنوّع الحيويّ

تتراكمُ مضادّات الاكتئاب البشريّة وبقاياها الاستقلابيّة (كالسيرترالين sertraline ومشتقّاته) الخارجة من محطّات معالجة مياه الصرف الصحّيّ بتراكيزَ عاليةٍ في أنسجة الدماغ لأسماك أنواع القاروس الصخريّ  rock bass (الاسم العلمي: Ambloplites rupestris) و10 أنواعٍ سمكيّةٍ أُخرى شائعةٍ في شلّالات Niagara وذلك وفقاً لدراسةٍ أمريكيّة.

وأوضح الباحثون أنّه على الرغم من عدم خطورة مستويات مضادّات الاكتئاب على البشر الّذين يتناولون هذه الأسماك - لأنّ  أغلبهم لا يأكل أدمغتها - لكنّها تؤثّر على سلوك التغذية لدى الأسماك أو غريزة بقائها على قيد الحياة، وقدرتها على التعرّف على المفترِسات، ممّا يهدّد التنوّع الحيوي ويثير مخاوفَ بيئيةً خطيرةً حول إبقاء النظام البيئيّ مستقِرّاً.

وتزايد القلق والاهتمام مؤخّراً مع زيادة مستخدمي العقاقير المضادّة للاكتئاب من جهة، وفشل وسائل معالجة مياه الصرف الصحّيّ في مواكبة هذا النموّ وتجاهُلها لهذه الأدوية من جهةٍ أخرى.

إذ تركّز محطّات المعالجة أساساً على قتل البكتيريا المسبِّبة للأمراض واستخراج الموادّ الصلبة كالبراز البشريّ، وكذلك تعمل هذه المحطّاتُ على إزالة النتروجين والفوسفور والكربون العضويّ المنحلّ، بينما تُتَجاهل نسبُ مضادّات الاكتئاب الموجودة في بول المخلَّفات البشريّة في محطّات المعالجة تجاهلاً كبيراً بالتوافق مع غيرها من المواد الكيميائية الأُخرى الّتي غدا استخدامها شائعاً من قبل الناس شيوعاً مقلقاً.

وكنتيجة لذلك؛ تتعرّض الحياة البريّة لكلّ هذه الموادّ الكيميائيّة، وتستقبل الأسماك كلّ هذه العقاقير المختلِفة على مدار الساعة لنعثر على هذه الأدوية اليومَ في أدمغتها.

وتزداد المشكلة تفاقماً عن طريق تدفُّق مياه الصرف الصحّيّ الّتي تنقل كمّيات مياهٍ غير معالجةٍ إلى الأنهار والبحيرات... ممّا يطرح مزيداً من التساؤلات حول آليّة عمل هذه المحطّات وأماكن تواجدها! فهل من حلّ؟ شاركونا آراءكم.

المصدر:

هنا