الطب > ‏معلومة سريعة‬

هل أمعاؤُك عُشٌّ للدُّودةِ الشَّريطيَّة؟

تكثرُ عواقبُ تناولِ اللحومِ النيئةِ؛ إذ يُعدُّ الطهيُّ الجيّدُ للحومِ إحدى التوصياتِ الصحيَّةِ الشائعةِ والتي يتجاهلُها بعضُ الناسِ، والذين فُوجِئُوا لاحقًا بمشكلاتٍ صحيَّةٍ مزعجةٍ؛ بل خطيرةٍ!

وسُجّلَت مؤخّرًا حالةُ مريضٍ جاءَ بألمٍ بطنيٍّ شديدٍ مترقٍّ (أي يزدادُ سوءًا) وإقياءٍ وَوهنٍ عامٍ مع فقدانِ وزنٍ، وكانت هذه الأعراضُ قد بدأَت تتفاقمُ منذ 3 أيامٍ؛ مع أنَّه كانَ قد تلقَّى علاجاتٍ لكل من الألمِ البطنيِّ وفقرِ الدمِ على مدى العامَين السابقَين.

وباشرَ الأطباءُ الفحصَ السريريَّ؛ لكنَّهم لم يجدوا أيَّة علاماتٍ مميزةٍ، ممَّا دفعَهم إلى تحليلٍ مِجهَريٍّ لعيّنةٍ من البراز؛ فوجدوا فيها بيوضَ دودةٍ تُدعَى الدودةَ الشريطيَّةِ العزلاءِ Taenia saginata -النوعُ البقريُّ؛ إذ يُعدُّ وجودُ هذه البيوضِ في البراز تشخيصيًّا للإصابة المعويَّة بهذه الدودة.

تُعدُّ الإصابةُ بالديدان الشريطيَّة من الإصابات الهضميَّة التي لا تترافقُ مع أعراضٍ في أحيانٍ كثيرةٍ؛ إذ من المُمكنِ أن يكشفَها المصابُ من رؤيةِ قطعٍ من جسمِ الدودةِ في البرازِ، أو قد تتظاهرُ -في حالِ وجودِ الأعراضِ- بغثيانٍ وانزعاجٍ معويٍّ وتعبٍ وفقدانِ وزن؛ إضافةً إلى الأعراض المُبهَمة الأخرى؛ كالإسهال أو الإمساك أو ألمِ الجوعِ البطني.

ونظرًا لكون هذه الديدان تنتقلُ إلى الإنسانِ عبرَ تناولِ لحومِ الأبقارِ المُصابةِ وغيرِ المطهوَّةِ جيِّدًا؛ فمن المنطقيِّ أن يكونَ المريضُ قد اعتادَ تناولَ اللحومِ النيئةِ، وهذا ما عرفَه الأطباءِ باستجوابهم إياه.

وبدأَ الأطباءُ بعدها مباشرةً بالعلاج، وبعد إعطاءِ الأدويةِ بقرابةِ ساعتَين ونصفٍ؛ خرجتِ الدودةُ مع برازِ المريضِ بطولٍ يصلُ إلى 6.2 أمتار! وتَمكَّنَ المريضُ بعدها من استعادةِ عافيتِه ووزنِه السابق؛ الأمرُ الذي لُوحِظَ عند زيارِته للطبيبِ بعد 3 أشهر.    

وعلى الرَّغمِ من أنَّ الإصابةَ بالديدانِ الشريطيَّةِ قد تكونُ أحيانًا قليلةَ الأعراضِ وسهلةَ التدبيرِ، لكنَّ الأمرَ قد يختلفُ أحيانًا؛ فقد تُسبِّبُ بعضَ الاختلاطاتِ الخطيرةِ كانسدادِ الأمعاءِ أو القناةِ الصفراويَّةِ أو البنكرياسيَّةِ، أو قد تهاجرُ يرقاتُ الدودةِ إلى أعضاءٍ أخرى مُسبِّبةً حدوثَ عدوى مهددةٍ للحياة.

ولهذا السبَّب؛ من الواجبِ التأكيدُ على بعضِ النقاطِ للوقايةِ من الإصابةِ بالديدانِ الشريطية؛ كالابتعادِ عن تناولِ اللحم النَّيء أو غير المطهوِّ طهيًا كافيًا، وقد يُساعِدُ الانتظارُ بضعَ دقائقَ قبل تناول اللحمِ المطهوِّ  في استمرارِ القضاءِ على ما تبقَّى من عواملَ مُمرِضَةٍ بحرارةِ الطهيِّ.

 وفي الختامِ؛ لا بدَّ من تأكيدِ ضرورةِ غسلِ الأيدي جيِّدًا بالماءِ الساخنِ والصابونِ قبلَ تناولِ الطعامِ وتحضيرِه.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا