المعلوماتية > عام

تقنيّاتٌ متطوّرة؛ كأس العالم أكثر عدلًا!

تؤدّي التِّقنيات المستخدمةُ في البطولة الحالية دورًا أكبر من سابقاتها؛ إذْ كانت تقنية الفيديو هي الأكثر إثارةً للجدل، ولكن تميَّزت هذه النّسخة من البطولة باستخدام تقنياتٍ متطورةٍ وُضعَت من قِبل أهمّ الشّركات العالميّة  في خدمة هذا الحدث العالميّ المُنتَظر.

وتُوفِّرُ الأدوات المختلفة التي تعمل خلف الكواليس دعمًا إضافيًّا للحكَام، ومعلوماتٍ إضافيَّةً مُهمَّةً للفرق المُشاركة في عملية اتّخاذ القرار ضمن مباريات البطولة، وتُساعدُ على تحسين أداء كُلٍّ من اللاعبين و الحُكّام على نحوٍ فعّالٍ على أرض الملعب أيضًا.

أنظمةُ التّتبّع وقياس الأداء الإلكترونيَّة Electronic Performance and Tracking Systems (EPTS)

تُعدّ هذه التّقنية  الأكثر إثارةً للإعجاب من بينِ  التّقنيات التي قدّمتها FIFA؛ إذ إنّها تُمكِّنُ جميع الفرق المُشاركة من الوصول إلى هذه الأنظمة لتتبّع وتحسينِ أداء اللّاعبين والفرق.

تتتبَّعُ أنظمةُ EPTS - المجهَّزةُ بآلاتِ التَّصوير والتِّقنيّات القابلةِ للارتداء - مواقعَ اللّاعبين والكرة عبرَ حواسيب لوحيَّة، وتُوفِّرُ إحصائيَّاتٍ لللّاعبين ومقاطع الفيديو للمدرّبين، … إلخ. يستقبل كُل فريق هذه البيانات عبر ثلاثة حواسيب لوحية، أحدها للمُحلل الذي يجلسُ على مقاعدِ البُدلاء والآخر للفريق الطّبّي والثّالث للمُحلِّل الّذي في الجناح، حيث تُجمع المعلومات بواسطةِ كاميرتين ضوئيّتن مثبّتتينِ على المِنصَّةِ الرّئيسةِ.

سمحتْ FIFA سابقًا باستخدامِ هذه التِّقنية في أثناءِ التَّدريبِ فقط؛ واجتازت أجهزةُ التّتبع الخاصّة بشركةِ Catapult اختباراتٍ صارمةً للتّأكّد من تلبيتِها جميعَ متطلّباتِ اتّحاد كرةِ القدم  كالسّلامةِ والمتانةِ والأداء، لتُصبحَ هذه الشّركة المزوّد الأوّل لنظامِ التّتبعِ المستخدمِ في المبارياتِ الرَّسميّة لكأس العالم 2018.

تُتيحُ المعلوماتُ الفنيَّةُ المُستمدّة وروابط الاتّصال المُقدَّمة التَّفاعلَ المُستمرّ في الوقتِ الحقيقيّ؛ الأمر الّذي يُؤمّنُ الدَّعم لمُحلّلي الفرق، ويُساعدُ الحكّام في اتّخاذ قراراتهم في أثناءِ المباراة.

كرةُ أديداس المُتطوّرة (Telstar 18)

الكرةُ الرَّسميّةُ لكأسِ العالم FIFA 2018؛ صنعتها الشّركةُ العالميّة الشّهيرة Adidas المنتجةُ لكراتِ  الفيفا الرَّسمية منذُ عام 1970، وادّعت الشّركة أنَّ التّصميم الجديد لهذه الكرة يزيدُ من متانتِها على نحوٍ كبير؛ إلّا أنَّ استخدامها شريحةَ اتصالاتٍ مُدمجة (NFC) يعدُّ المِيزة الأكثرَ إثارة فيها، والّتي استخدمت أوّل مرَّةٍ في المباريات الرّسمية.

تَعتمدُ هذه التّقنيّة على جهازين؛ أحدُهما للإرسال والآخر للاستقبال، وذلكَ بهدفِ الاتّصال وتبادل البيانات، تُدمج هذه الشّريحة في الكرة لتتّصلَ مع الهواتف الذَّكية التي تَستخدمُ أنظمةَ Android أو IOS.

تُمكّنُ هذه التّقنيّة الأجهزةَ (الهواتف الذكية مثلًا) من إرسالِ إشاراتِ التّردّد اللّاسلكي لتستقبلَها الشّرائحُ المدمجةُ في الكرةُ لاحقًا، فتُمّكِّنُ هذه التّقنيّة الأجهزةَ من جمعِ معلوماتٍ حصريّةٍ من الشَّريحة؛ ولكنّها  لن تُساعد اللّاعبين على تتبّعِ أدائهم وتحسينه.

قدّمت شركةُ Adidas قبلَ هذه الكرة (Telstar 18)  كرة قدمٍ ذكيَّةٍ أخرى عُرفت باسم Mi Coach؛ مُجهزّة بحاسوبٍ داخليّ، وتسمحُ للّاعبين بتتبّع المسارِ والسّرعة بهدفِ تقييمِ ركلاتهم وتحسينها والتّحكم بها؛ لكنها لم تُعتَمَد في اللَّعب بسببِ مشاكل المتانة. لتُطلق بعد ذلك الكرة Dribble Up ، و التي تميّزت في أنَّ معظمَ العملَ الذّكيَ يتم عبرَ تطبيقِ الهاتفِ المُرافق بدلاً من الكرةِ نفسِها، إذ يتتبَّعُ التَّطبيقُ الكرة في الزّمن الحقيقيّ باستخدامِ كاميرا الهاتف، ويُحلّلُ آلاف نقاطِ البياناتِ ويجمعها ليتم الاستفادة منها في التدريب.

ساعاتُ الحُكّام الذّكيّة (Big Bang)

صُمِّمت هذه السّاعاتُ الذّكية خصّيصًا لهذا الحدث من قبل شركةِ Hublot، وتعمل هذه السَّاعة الذَّكيّة ذات الإصدار المحدود وفق نظام التّشغيل Wear من Google.

ستسمحُ للحكّام بالتّواصل مع تقنية الفيديو المُساعِدة على أرض الملعب، ووُصِلَت بتِقنيَّة خطّ المرمى؛ وهوَ نظامٌ مُساعدٍ إلكترونيّ يتتبّع اتّجاه الكرةِ بدقَّة كبيرةٍ ليكتشفَ  تجاوز الكرة لخطّ المرمى أو عدمه.

ولعشّاق كرةِ القدم؛ دعمت الشّركة المُصنِّعة نسخةً تجاريةً من هذه الساعة؛ إذ يُمكنُ تلقّي إشعاراتٍ قبلَ المباراة وآخر التّحديثاتِ على النّتائج وأسماء الهدافين وكثيرٌ من المعلومات الأخرى، وتُوفِّر 32 واجهة مميزة تُمكّن المشجعين من دعم بلدانهم أيضًا.

تقنيَّةُ خطّ المرمى Goal-Line Technology

في بطولةِ كأس العالم 2014 في البرازيل، كان الفرنسيّ "كريم بنزيما" أوّل لاعبٍ يستفيدُ من تقنيَّةِ خطّ المرمى لتأكيدِ تحقيقِهِ هدفًا في كأسِ العالم، وذلك عندما تجاوزَت الكرة خطَّ المرمى لبضعةِ أجزاءٍ من الثَّانية في المباراةِ الّتي جمعت منتخبَ بلاده مع مُنتخبِ الهندوراس.

ودعمت هذه التّقنيّة الحُكّام في ثلاثةِ حوادث في النّسخة السّابقة من بطولة كأس العالم، وما يصلُ إلى ثمانيةِ أهدافٍ في بطولةِ كأسِ العالم للسّيدات FIFA 2015 في كندا، واستمرّ اعتمادُ الحكّام على هذه التّقنية خلالَ البطولةِ الحاليَّة، إذ جُهّزت الملاعب المُشاركة بهذه التّقنيّة لمُعالجةِ المعلوماتِ عبر 14 كاميرا عالية السرعة ترُسِل الإشارات خلالَ ثانيةٍ واحدةٍ إلى ساعةِ الحكم مُشيرةً إلى عبورِ الكرة لخطّ المرمى.

تقنيّة الفيديو المُساعدةُ للحكم (VAR)

بعدَ النّجاح الّتي حقّقته تِقنيّةُ خطّ المرمى قبل أربع سنواتٍ؛ طالبَ العديدُ باستخدامٍ المزيدِ من الأدواتِ لزيادةِ دعمِ مسؤولي المبارياتِ في اتّخاذِ القراراتِ الحاسمة.

وبعدَ عامين من التّجارب من خلالِ مئاتِ مبارياتِ الاختبار؛ أعطى المجلسُ الدَّوليّ لكرةِ القدم IFAB الضوءَ الأخضر لاستخدامِ تقنيَّة VAR في كرةِ القدم، وتُعدّ النّسخةُ الواحدةُ والعشرون الحاليَّة هي الأولى من نوعِها في استخدامِ تقنيَّةِ الفيديو كأداةٍ إضافيَّةٍ داعمةٍ للُحكَّام، ومع ذلك ستُسخدَمُ لتصحيحِ الأخطاءِ الواضحةِ والحوادث الّتي تظهرُ فيها الحاجةُ للتدخِّل في اتّخاذ القرار فقط، ويُمكنُ للحُكَّام الاعتماد على المعلومات الشَّفهيّة من حكم الفيديو المُساعد أو مراجعةُ اللّقطات الخاصّة بحادثةٍ مُعيَّنةٍ بأنفسهم عبرَ شاشةِ مراقبةٍ على جانب الملعب.

وخُصِّصت هذه التّقنيّة الجديدة القائمةُ على أجهزةِ البثّ والأجهزة الصوتية  على مدارِ العامين الماضيين لتلبيةِ الاحتياجاتِ الخاصَّة بكرة القدم من أجل تحقيقِ أقلّ قدرٍ مُمكنٍ من التَّشويش وأقصى درجةٍ من الفائدة.

وتسعى هذه التِّقنيّات المُستخدمةُ في كأس العالم 2018 إلى جعل المُبارياتِ أكثر عدلًا؛ إذ بدأت الهيئاتُ المسؤولةُ عن كرةِ القدم تقبُّل فكرةِ دمجِ التّقنيّة باللعب والتقنيات القابلة للارتداء على وجه الخصوص، ويُتوقَّع أن تشهدَ لعبة كرة القدم الكثيرَ من التغييرات لاحقاً.

المصادر:

هنا

هنا