الفيزياء والفلك > فيزياء

من هو ماكس بلانك؟

صدم ماكس بلانك المجتمع الفيزيائيّ عام 1900 باكتشافه أنّ الطّاقة تأتي دائماً على شكلِ كميّات مُحددّةٍ، إذ لا يُمكن للذرّات أن تُشعّ أو تمتصّ الطّاقة إلا وفقاً لهذه الكميّات. شكّل هذا الاكتشاف نقطةَ التّحول من الفيزياء الكلاسيكيّة؛ حيث يُمكن للجسمِ الضّخمِ امتصاص أيّة كميّة من الطّاقة، إلى الفيزياء الحديثة؛ حيث يُسمح للأجسامِ امتصاصَ كميّات محدّدة فقط من الطّاقة.   

 

حاول أحد أساتذته في جامعة ميونخ عام 1874 إقناعهُ بالعدولِ عن دراسةِ الفيزياء؛ اعتقاداً منه أنّ علمَ الفيزياءِ قد اكتملَ ولا يوجد أيّ شيءٍ جديد يُمكنُ اكتشافه في هذا المجال. تجاهل ماكس بلانك هذه النّصيحةَ لحسنِ الحظّ، ليعودَ ويقلبَ الطّاولة على الفيزياءِ الكلاسيكيّة، ويُنشأ فرعاً جديداً في الفيزياء له الفضلُ في جميعِ جوانب التّقنيّةِ الّتي نملكها الآن.    

 

بعد دراسة الفيزياءَ في كلّ من برلين وميونخ،  في عام 1879؛ بعمر الواحدِ والعشرين، حصلَ ماكس بلانك على شهادة الدّكتوراه في الفلسفةِ من جامعة ميونخ وعمل فيها لفترةٍ من الوقت، بعدها أصبحَ بروفيسور الفيزياء النّظريّة في جامعة كيل. شغلَ أخيراً منصبَ كيرشوف كبروفيسور في جامعة برلين وعملَ فيها حتى تقاعده، ليصبحَ بعد ذلك رئيساً لمجمّع الإمبراطور "فيلهلم"* العلميّ.  

*الإمبراطور فيلهم آخر أباطرة ألمانيا.

 

 

لم تمنع إنجازات بلانك الكبيرةُ في الفيزياء من ممارسة هواياته في الموسيقى وتسلّق الجبال، فقد كان عازفَ بيانو ماهراً، حتّى أنّه كاد أن يدرس الموسيقى عوضاً عن الفيزياءِ. كان يقيم حفلاتٍ صغيرةٍ في منزلهِ ويرافقُه آينشتاين أحياناً في العزفِ على الكمان، حافظَ على ممارسة هوايته في تسلّق الجبال حتّى عمر الثّمانين؛ فكان يذهب في رحلاتٍ منتظمة لتسلّق جبال الألب.   

 

 

لم يكن مفاجئاً أن تُتوّج مسيرةُ ماكس بلانك - الحافلة بالإنجازات - بنيلهِ جائزة نوبل في الفيزياء. فقد قُلّد الجّائزةَ عام 1918 نظراً لاكتشافِه كمّاتِ الطّاقة، إضافةً لتفسيره إشعاعَ الجسمِ الأسود.

 

 

أدرك ماكس بلانك أهميّة عمل آينشتاين في النّسبية مبكّراً، وكان من أوائل مُروّجيها في الوسط العمليّ، إذ لعب دوراً كبيراً في دعم نظريّة أينشتاين؛ والّذي لم يكن قد حصل على شهادةِ الدّكتوراه بعد آنذاك. بقي الإثنان صديقين وزميلين مقرّبين معظمَ حياتهم وعندما قدّم المجتمع الفيزيائيّ في برلين ميداليةً خاصّة لماكس بلانك، قدّم بدوره نسخةً منها لصديقه آينشتاين.

 

 

توجد كثيرٌ من الأشياء الّتي تحمل اسم ماكس بلانك حالياً؛ منها ثابت بلانك أو نسخته المُعدّلةُ الّتي تظهر في الصّورة، إضافةً إلى نظام وحدات ماكس بلانك وقانونِ بلانك الّذي يصفُ إشعاع الأجسامِ السّوداء؛ والّذي فسّر ما كان يُعرف آنذاك بالكارثةِ فوقَ البنفسجيّة.

 

 

أُعيدت تسمية مُجمّع الإمبراطور "فيلهلم" العلميّ عام 1948 إلى مجمّع ماكس بلانك العلميّ، وهو شبكةٌ مستقلّةٌ غير ربحيةٍ تتألّف من 84 جامعةٍ ومؤسّسةٍ بحثيّةٍ ألمانيّةٍ في كافّة المجالات؛ من العلوم الطّبيعيّة والإنسانيّة إلى الفنّ. يضمّ حالياً 17000 موظّفاً منهم 5470 عالماً، كما يُقدّم المجمّعُ الفيزيائيّ الألمانيّ ميداليةَ ماكس بلانك للإنجازات العظيمةِ في الفيزياء؛ والتي تعدّ أهمّ جائزةٍ في هذا المجال في ألمانيا.

 

 

 

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا

4 - هنا

روابطٌ من مقالاتنا:

1 - هنا

2 - هنا;