الفنون البصرية > أساطير الشعوب

بينيلوبي الزوجة الجميلة الوفيّة

بينيلوبي في الأساطير الإغريقية هي زوجةُ البطل أوديسيوس Odysseus (أحد أبطال الإغريق في حرب طروادة) والدها إيكاريوس  Icarius ووالدتها الحورية بيربوا Periboea.

تبدأ قصة بينولوبي عندما خُطِفَت هيلين -أو هربت بحسبِ لبعض الروايات- من قبل الشاب باريس إلى طروادة، حيث استُدعيَ جميعُ الإغريق للقتال ضد الطرواديين، وكانت بينيلوبي قد أنجبت للتو تيليماخوس ابن أوديسيوس، لكنَّ الأخيرَ أُجبِرَ على المغادرة وفاءً بعهده ، (وفي رواية ثانية يقال أنه أثناء عودة الإغريق إلى بلادهم بعد الحرب غضب عليهم آلهة كثر من بينهم بوسيدون Poseidon إله البحر فأرسل لهم عواصف هوجاء و قد كان بوسيدون ناقماً على أوديسيوس لأنه قد كان اعتدى يوماً على أبناء هذا الإله بضربةٍ على عينه أفقدته بصره، فاحتجزه و لهذا فقد انقطعت أخبار أوديسيوس عن أسرته حتى ظن الجميع أنه مات ما عدا زوجته بينولوبي التي لم تفقد الأمل بعودته.)

ولكن جمال بينولوبي و طول غياب زوجها دفع العديد من الرجال النبلاء إلى التقدم لخطبتها، ولكن كل هذا كان يزيدها وفاءاً لزوجها الغائب، ورغم ذلك فهي لم ترد صدهم ومفاجأتهم بالرفض خوفاً منهم من أن يفتكوا بها و بابنها الصغير، ففضلت مخادعتهم ومراوغتهم، فأخبرتهم أنها ستختارُ واحداً منهم عند انتهائها من حياكة غطاء كفنٍ لوالد زوجها لارتيس، لكنّها كانت في كل ليلةٍ تزيل جزءاً من الغطاء الذي تحيكه نهاراً كي لا ينتهي، إلى أن كشفها أحد الخدم.

دامت حربُ طروادة عشر سنين واحتاجَ أوديسيوس عشر سنين أخرى ليصل إلى موطنه أثينا؛ متنكراً كمتسولٍ لاختبار وفاءِ زوجته له (أو حسب الرواية الثانية للتخفي عن عيون أعداءه الذين احتجزوه و عذبوه حيث استطاع الهرب والتخفي بمساعدة الربة أثينا و أباها زيوس)

وفي نهاية الأمر، أعلنت بينيلوبي أنها ستتزوج الخاطِب الذي يستطيع إطلاق سهمٍ من خلال اثنتي عشر حلقة إلى هدفٍ منصوب، لأنها تعلم أن زوجها هو الوحيد القادر على فعل ذلك. وبطبيعة الحال، باءت جميع محاولات الخاطبين بالفشل، إلى أن تقدَّمَ أوديسيوس بهيئته المستعارة ليحاول تحقيق الشرطِ، فأطلق سهمه مخترقاً الحلقات مصيباً الهدف، ثم وجه سهامه نحو أعداءه و الخاطبين فقتلهم جميعاً بمساعدة ابنه.

لم تقتنع بينيلوبي بأنَّ هذا المتسول هو زوجها بعد، فطلبت منه أن يأمر أحد الخدم بتحريك السرير، لكنَّ أوديسيوس احتج قائلاً أنَّه من المستحيل تحريك هذا السرير لأنَّ أحد قوائمه جزءٌ من شجرة زيتون حية، فصدقته بينيلوبي أخيراً وتعانقا طويلاً واجتمع الزوجانِ أخيراً من جديد.

بينولوبي تنوح فوق سهم أوديسيوس - رسمتها أنجيليكا كاوفمان (1741–1807)

 

 

المصادر الأجنبية:

1 - هنا

2 - هنا

المصادر العربية:

1 - سارة، خليل: تاريخ الإغريق ، جامعة دمشق 2012 . ص217 حتى 219