الطبيعة والعلوم البيئية > زراعة

أسسُ العناية بالحدائق المنزليّة: زراعةُ محصولٍ في حديقة المنزل

تُعدّ المساحةُ الكافية والتربةُ المناسبة إضافةً إلى الإضاءة الجيّدة (6-8 ساعات على الأقلّ خلال النهار) شروطاً أساسيّة يجب توافرها للزراعة في حديقة المنزل، إذ تحتاج أغلب المحاصيل وخاصّة المحاصيل المثمرة إلى ذلك.

وللحصول على مردودٍ مجزٍ لا بدّ من تحضير التربة (كما قرأنا في الجزء الأول من السلسة) من تسميد وحراثة.

وسنتعرّف في مقالنا هذا على أهمّ المعلومات الّتي يجب الإلمام بها للبدء بالزراعة.

1- موعد الزراعة:

إنّ الموعد الأمثل لزراعة البذور والشتول دائماً وفي أغلب مناطق العالم بعد مرور فترة حدوث الصقيع (ويمكن الحصول على ذلك التاريخ من محطّات الأرصاد الجويّة أو الإنترنت)

2- المحاصيلُ الشتويّةُ والصيفيّة:

إنّ المحاصيل الصيفيّة أكثر حساسيّةً تجاه الصقيع وأكثرُ عرضةً لإظهار علامات التقزّمِ في حال زُرعت مبكّراً.

3- درجةُ حرارة التربة:

يمكنُ ألّا تنمو بذورُ بعض أنواع المحاصيل في حال كانت درجة حرارة التربة تحت مستوىً معيّن، لذا فإن الزراعة قبل وصول درجة حرارة التربة إلى المستوى المطلوب يؤدّي بدوره إلى انخفاض نسبةِ إنبات البذور أو انعدامها في حالات معيّنة.

وإليكم بعض درجات الحرارة المثلى داخل التربةِ واللّازمة لإنبات بذور بعض الأنواع:

الجزر 26.6 درجة مئويّة             البطيخ 35 درجة مئويّة

الخسّ 23.8 درجة مئويّة             الفليفلة 29.4 درجة مئويّة

السبانخ 21.1 درجة مئويّة           الطماطم 29.4 درجة مئويّة

تُزرعُ أغلب أنواع المحاصيل الخضريّة ابتداءً من البذرة، إذ يمكّننا ذلك من الاختيار بين كثيرٍ من الأصناف أو الأنواع، ويمكن أن تبدأ زراعةُ البذور ضمن أحواضٍ صغيرةٍ داخل المنزل مؤقّتاً إلى أن تنبتَ وتصلَ إلى نموّ جيّدٍ، إذ تُنقَل بعدَها إلى الأرض الدائمة خارجاً.

ويمكنُ زراعةُ بعض الأنواع ابتداءً من شتول يمكن شراؤها من المشاتل، ويُفضَّل الحصول عليها من مصادرَ موثوقةٍ والتأكّد من خلوّها من الإصابات الحشريّة أو الفطريّة، وذلك بواسطة تفقّدِ الأوراق وخصوصاً سطحها السفليّ وقمّة النبات، إضافةً إلى سلامة المظهر العامّ للنبات وخلوّه من البقع الغريبة.

يفضّلُ تقسيةُ النبات قبل زراعة الشتول، أي أقلمَةُ النبات على الظروف البيئيّة الجديدة الّتي سيتعرّض لها في الحديقة، والّتي تختلف عن ظروف بيئةِ التشتيل ضمن البيوت البلاستيكيّة، ويمكن إنجازُ ذلك بترك النبات خارج المنزل قبل زراعته ضمن منطقةٍ نصف ظليلة ومحميّةٍ من التيّارات الهوائية لمدّة 7-10 أيّام مع الريّ الكافي خلال هذه الفترة.

وبعد زراعة الشتول يُفضَّل إزالة الأزهار الّتي تحملُها الشتول بغية توجيه طاقة نموّ النبات نحو الجذور.

يمكن تغطية التربة حول النبات بالمَلش*، ويُفضّل أن يكون ذا منشأ عضويّ (نشارة الخشب)، والّذي يؤمّنُ ثبات درجة حرارة التربة ويقلّلُ من فقد الماء بالتبخّر، وكذلك يحمي النبات من نموّ الأعشاب الضارّة المنافِسة.

ولضمان استمرار الجني لمدّة طويلة يمكنُ زراعة البذور على فتراتٍ مختلِفة ضمن الموسم الواحد، مثل زراعة بذورِ الفجل كل 3-4 أسابيع.

وكذلك يمكن استثمارُ التربة باتجاه العمق عن طريق زراعةِ محاصيلَ مختلِفة في تعمّقِ الجذور (عند زراعة محاصيلَ جذريّة متعمّقة كالجزر يمكن زراعةُ الخسّ ذو الجذور السطحيّة الّتي تُشكّل طبقةً من الملش الحيوي)

هذا ما يُسمّى بالبستنةِ الذكيّة والّتي يمكن أن تتضمّن أيضاً الاستفادة من نباتٍ ما بعدّة أوجه، كزراعةِ نباتات عشبيّةٍ مزهرة يمكن الاستفادة منها كمحصولٍ غذائيّ، إضافةً إلى دورها في جذب الحشرات المُلقِّحة للأزهار، وجذبِ الحشرات النافعة الّتي تؤمّن المكافحةَ الحيويّة للآفات الزراعيّة.

هامش:

المَلش Mulch: غطاءٌ يوضَع فوق سطح التربة، من موادّ طبيعيّة عضويّة غالباً، أو أحياناً من موادّ صناعيّة، ويساهم في تحسين خواصّ التربة مثل رفع درجة حرارة التربة والحفاظ على الرطوبة ومنع نموّ الأعشاب.

الجزء الأوّل من السلسلة: هنا

الجزء الثاني من السلسلة: هنا

الجزء الثالث من السلسلة: هنا

المصدر:

هنا