البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

فحصُ دمٍ يكشفُ عن السَّرطان!

تعتمدُ الفُحوصاتُ الدَّمويَّةُ للكشفِ عن مرضِ السَّرطانِ على مبدَأين:

1. الواصمات الورميَّة: وهي بروتيناتٌ خاصَّةٌ تُفرزُها الخلايا الورَميَّة؛ إذ تساعدُ في تشخيصِ الإصابةِ بالسَّرطانِ، أو تَوقُّعِ إصابةٍ مُستقبليَّةٍ، أو مراقبةِ علاجِ السَّرطان وانتكاسَاته؛ ولكنَّ فحوصَ الواصماتِ غيرُ كافيةٍ، ولا تُعطي نتيجةً حتميَّةً ودقيقةً لوجودِ الوَرمِ، فالعديدُ من هذه الواصماتِ تُفرزِها الخلايا الطَّبيعيَّةُ في بعضِ الحالات غيرِ المتعلِّقةِ بالسَّرطان.

2. المادَّةُ الوراثيَّةُ للخلايا السَّرطانيَّة: تحرّى الباحثون مؤخَّرًا عن المادَّةِ الوراثيَّة للخلايا السَّرطانيَّة لأجل الكشفِ عن المرضِ.

ومن أجلِ الحصولِ على نتيجةٍ موثُوقةٍ؛ دُرسَتْ إمكانيةُ الدَّمجِ بين المبدَأينِ السَّابقَين في الفُحوصاتِ الدَّمويَّةِ في اختبارٍ يُدعى اختصارًا CancerSEEK، والذي يُركِّزُ على أكثرِ ثمانيةِ أنواعٍ رئيسةٍ للسَّرطان؛ والتي تتمثَّلُ في: الرِّئةِ والثَّدي والقولون والبنكرياس والكبد والمعدة والمبيض والمريء.

وعند تطبيقِ هذا الاختبارِ على الأشخاص؛ كانت النَّتيجةُ إيجابيَّةً عندَ 70% من المرضى المُشخَّصين بأحدِ السَّرطاناتِ السَّابقةِ الذِّكر، وأقلَّ من 1% عند أشخاصٍ غير مُشخَّصين بالسَّرطان، والذي يُعدُّ بالطَّبع حالةً إيجابيَّةً كاذبةً لوجودِ السَّرطان؛ لكنَّ هذه النِّسبةَ الضَّئيلةَ من القراءَات الخاطئة تُعدُّ شيئًا بالغ الأهميَّةِ في هذه الأنواعِ من الاختباراتِ التي تُجرى على عددٍ كبيرٍ من النَّاس.

وبالطَّبع فإنَّ الاختبارَ موجَّهٌ إلى المرضى غيرِ المُشخَّصين بعد؛ لذلك فإنَّ النَّتائجَ السَّابقة ليست حقيقيَّةً فعلًا. وعند تطبيقِ الدِّراسة على مرضى مجهولِي الحالةِ التَّشخيصيَّةِ، أعطى 40% من مرضى المرحلةِ الأُولى من السَّرطانِ نتيجةً إيجابيَّةً؛ أي إنَّ الاختبارَ أعطى نتيجةً خاطئةً عند أكثر من نصفِ الحالات! ومن جهةٍ أُخرى؛ فإنَّ هذا  الاختبار يكشفُ عن وجودِ السَّرطانِ فحسب، دونَ معرفةِ العُضوِ المُصاب.

  وتكمنُ فائدةُ هذا الفحصُ في تشخيصِ المرضِ عند الأفرادِ اللاعرَضيين، لكن يجبُ أن يترافقَ مع نسبةٍ قليلةٍ من الخطأ في الحالاتِ الإيجابيَّةِ الكاذبةِ؛ كي لا تُسبِّبَ الهَلعَ غير الضَّروريِّ عند المرضى السَّليمِين. وإضافةً إلى ذلك؛ فإنَّ تحديدَ العُضو المُصاب أمرٌ مُهمٌّ؛ لأنَّ بعضَ أنواعِ السَّرطانِ تتطلَّبُ إجراءَاتٍ عِلاجيَّةٍ أقلَّ قساوةٍ من غيرِها؛ كَسرطانِ البروستاتِ والثَّدي، فقد يُجنَّبُ المريضُ مُعالجاتٍ خطيرةٍ ومُؤلمةٍ بتحديدِ العُضوِ المُصابِ.

  ويرى العديدُ من الباحثينَ من مُختلَفِ المؤسَّساتِ العلميَّةِ أملًا واعدًا في هذا الاختبارِ؛ لإعطاءِ نتائجَ مبكِّرَةٍ لمرضى السَّرطان اللاعرَضيين، فضلاً عن سعيهم لمراقبةِ التَّأثيرِ على عُمرِ المريضِ في حالِ الوُصول إلى اختبارٍ فعَّالٍ.

وأمَّا فيما يخُصُّ تكلِفةَ الاختبارِ فقد حدَّدها المركزُ مبدئيًّا بقرابةِ 500 دولار أمريكي؛ ولكنَّنا لا نعرفُ التَّغييرات التي قد تَطرأُ عليه، أو السِّعرَ الذي ستطرحُهُ الشَّركات. وفي كلِّ الأحوالِ؛ فإنَّ هذه الدِّراسةَ تُعدُّ أوَّلَ خُطوةٍ في رحلةِ الأّلفِ ميل.

المصدر: 

هنا

هنا