الطب > طب الأطفال

أُمِّي؛ هل أنا بَدين؟

بدايةً لنتعرف على مفهوم البدانة  

           البدانة: هي وجودُ كَمّيّة كبيرة من الدهون في الجسم. ويعدُّ الطفل بدينًا إذا كان وزنُه/ها أعلى بنسبةِ 20% من الوزن المثالي لصبيٍّ أو فتاةٍ لهما الطول والعمر ذاتهما، وأظهرت إحصائيات منظمة الصحة العالمية تزايدًا كبيرًا في الاضطرابات الاستقلابية في الشرق الأوسط؛ فقد تبدّى في البياناتِ المأخوذة من أشخاصٍ  في عمر 15 سنة فما فوق - والقاطنين في 16 دولة من دول المنطقة - أنَّ أعلى مستوياتِ البدانة والوزن الزائد تُوجد في الدول الآتية: مصر، والبحرين، والأردن، والكويت، والسعودية، والإمارات.

كيف يمكنني معرفةُ كونِ طفلي بدينًا؟

إنَّ طبيبَ الأطفالِ قادرٌ على تحديد إذا ما كان وزنُ الطفل أعلى ممَّا ينبغي، ولديه عدة طرائق لأجل ذلك:

قياسُ كلٍّ من الوزن والطول ومقارنتهما بأرقام مرجعية.

قياس سُمك طيّة الجلد  Skinfold thickness في منطقة العَضُد بمقياس خاص، وسيكون الرقم الناتج أعلى من المتوقع عندما يكون الطفل بدينًا.

الطريقة الأفضل هي حساب مؤشر كتلة الجسم Body Mass Indicator.  

وذلك بتقسيم الوزن (بالكيلوغرام) على مربع الطول (بالمتر) ومقارنةِ الناتِج بالأرقام المرجعية.

ما الأسباب التي تجعل طفلي بدينًا؟

في الواقع؛ ليس للبدانةِ سببٌ وحيدٌ ومحددٌ؛ وإنَّما تنتج عن تداخُلِ عدة عواملَ بعضِها مع بعض؛ مثل؛ مورثات الطفل والبيئة المحيطة به وسلوكياته.

وستعتقدونَ أنَّ المُتَّهمَ الرئيسي هو الطعام؛ فالصورة النمطية في الأذهان تتمثَّلُ في طفلٍ بدينٍ يتناول الطعام دون توقف، ولكن في الحقيقة؛ أظهرت الدراسات أنه ليس هنالك فرقٌ كبير في كمية الطعام المستهلَكة بين الطفل البدين والطفل الذي يتمتع بوزن مثالي؛ وإنَّما فروقٌ صغيرةٌ في استهلاك الطعام تُضيفُ على مدى الزمن قدرًا صغيرًا من الوزن الزائد.

                                         

ويُعَدُّ النشاطُ الجسديُّ من العوامل المهمّة جدًّا؛ فالأطفال الذين يُمضون وقتًا أكبر في مشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفيديو ولا يمارسون الرياضة هم أكثرُ عرضةً ليصبحوا بدينِين.

ومع الأسف؛ فإنَّ الأطفالَ لوالدَين بدينَين هم أكثر ميلًا ليصبحوا بدينين أيضًا، فإذا كان أحدُ الوالدين بدينًا فمن المحتمل بنسبةِ 80% أن يصبحَ طفلُه مراهقًا بدينًا؛ ويُعزى هذا غالبًا إلى خليطٍ من المورِّثات والسلوكيات العائلية.

وإضافةً إلى ذلك؛ فإنَّ الأطفالَ المولودين لأمهاتٍ مصاباتٍ بالسكري يُرجَّحُ أن يكونوا بدينين أيضًا.

ونادرًا ما قد يكون مُسببُ البدانة حالةً مرضية؛ كاضطرابات الغُدد الصَّمَّاء أو بعض الأمراض الوراثية.

وتُشير بعضُ الدراسات إلى أنَّ التعرُّضَ للمركبات الكيميائية قد يؤدِّي دورًا في البدانة؛ إذ يَفترض الباحثون أن تعرُّضَ الطفل الحديثِ الولادةِ لبعض المركَّبات الكيميائية - مثل مُركَّب xenoestrogen bisphenol A  الذي يدخل في تركيب العبوات الحافظة للطعام والشراب - قد يُسبِّبُ اضطرابًا في الغدد الصمَّاء، ويؤذي نتيجةً لذلك آليات الجسم للتحكم بالوزن، ويؤدي إلى البدانة أيضًا.

كيف ستؤثر البدانة على صحة طفلي؟

للبدانةِ تأثيراتٌ سلبيةٌ عديدة على جسم الطفل؛ وسنقسمها إلى مرحلتين؛ مرحلة الطفولة ومرحلة البلوغ.

مخاطرُ البدانةِ على الطفل في مرحلة الطفولة عديدةٌ نذكرُ منها:

70% من الأطفال البدينين سيعانون من ارتفاع الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم؛ وهي عوامل خطر تُؤهِّب للإصابة باضطراباتِ القلب والأوعية الدموية.

تزايدُ خطر الإصابة بالسكري.

اضطراباتٌ في التنفس مثل توقف التنفس في أثناء النوم والرَّبو.

مشكلاتٌ في المفاصل، وآلامٌ في العضلات والعظام.

داءُ الكبِد التشحُّمي، والقلَسُ المعدي المريئي، وحُصيَّاتُ المرارة.

مشكلاتٌ نفسية واجتماعية؛ كالتمييز في المعاملةِ، وانخفاض احترام الذات، والتي قد تستمر حتى البلوغ.

أمَّا عن مخاطرِ البدانةِ في مرحلة البلوغ؛ فسوف تُرافِقُ البدانةُ الأطفالَ البدينين حتَّى مرحلةِ البلوغ غالبًا، وترتبط البدانةُ عند الكبار بكثيرٍ من الأمراض كالأمراض القلبية ومرض السكري وبعض أنواع السرطان.

هل هناك دواء يُساعدُ على تخفيض الوزن؟

هناك أدويةٌ للكبار؛ لكن لم يوافَقْ على استخدامها للأطفال والمراهقين، لأنَّ هذه الأدوية قد تؤثِّرُ على النمو وتسبِّبُ مُشكلاتٍ صحية؛ فالدواء الأفضلُ لهم هو تغييرُ العادات الغذائية وأسلوب الحياة.

وهنالك مجموعةٌ من النصائح تُساعد الطفلَ في التخلُّص من البدانةِ والحفاظ على وزن مثاليّ:

قل نعم للوجبات العائلية:

دعنا نوحِّد أوقاتِ الوجبات؛ لنجعلها أوقاتًا مُخصَّصة للعائلة، ولنستمتِعْ بتناولِ الطعام معًا ونحن نستمعُ إلى أخبار بعضنا بعضًا، أو ربّما ونحن نشاهدُ التلفاز.

طريق الألف ميل يبدأ بخُطوة:

ابدأ بوضعِ أهدافٍ قصيرة المدى؛ ضَع خُطةً أسبوعية لتغييرِ نظامك الغذائي والبدء بممارسة الرياضة، وحَدِّث هذه الخُطة مع بداية كل أسبوع جديد، ثم حدِّدْ وقتًا لمشاهدة التلفاز ووقتًا أكبرَ للمشي اليومي، واجعل هذه الأهداف واقعيةً؛ فمثلًا ليس صحيحًا أن تضعَ ضمنَ خُطة الأسبوع الأول: ممارسةَ التمارين الرياضية ساعتَين يوميًّا في حين أنَّك لستَ معتادًا على ممارسة الرياضة بعدُ.

حافظ على سجلٍّ لما تأكل ولما تمارس من الرياضة:

كي تكونَ واعيًا بسلوكياتك، وكي تستطيعَ ملاحظة السلوكيات الصحيحة وتعزيزها، والتنبُّهَ إلى السلوكيات الخاطئة واستبدال الصحيحةِ بها.

والداك موجودان دائمًا لأجلك:

اطلب مساعدتهما حين تحتاج، فلن يبخلَا عليكَ بها، وراجِع كلًّا من خُطتِك الأسبوعية وسِجلِّك معهما دائمًا.

أنت تستطيع أن تُحدث فرقًا:

وتستطيعُ أن تحققَ الوزنَ المثاليَّ الذي تحلمُ به؛ لا تنسَ ذلك!

استمع إلى معدتك:

توقَّفْ عن تناولِ الطعام عندما تُحِسُّ بالشبع؛ فالطعام الزائد عن حاجة جسمك سيتحوَّل إلى كيلوغرامات زائدة في وزنك.

تناول الفطور دائمًا:

فمن الخطأ تقليلُ كمية طعام الفطور وتعويضُ ذلك بتناول كميات ضخمة من الطعام على الغداء، أو عدم تناول الفطور على الإطلاق؛ فهذا يزيدُ من خطر البدانة.

املأ نصف طبقك بالخضروات والفاكهة.

الوجبات الخفيفة تُحتسَب!

فتناوُلُ العديد منها يُسبِّبُ زيادةَ الكميةِ المأخوذة من السُّعرات الحرارية؛ فضلًا عن أنَّ معظمَ الوجباتِ الخفيفة ليست مُغذّيةً. فعندما تشعرُ بالحاجة إلى وجبةٍ خفيفةٍ؛ تَناوَلِ الفاكهة والخضروات واجعلها في متناوَل يدَيك دائمًا.

حان الوقت لاتخاذ أصدقاء جُددٍ:

         فالجلوسُ ساعاتٍ طويلةً أمام التلفاز وتناولُ الأطعمة السريعة المليئة بالسعرات الحرارية لن يفيداكَ أبدًا.

حان وقتُ التحرُّك!

اجعلِ الرياضةَ عادتك الصحية كلَّ يوم؛ إذ تستطيعُ ممارسة الأنشطة الممتعة مع أفراد عائلتك؛ كركوبِ الدرَّاجةِ والمشي والسباحة.

واستعملِ الدَّرَج بدلًا من المصعد، وحاولْ أن تذهبَ إلى مدرستك سيرًا على الأقدام إن أمكن.

وأخيرًا عزيزتي الأم؛ إن كنتِ تعانين مع طفلك في مسألةِ حثّه على تناول الطعام الصحي؛ فيمكنكِ الآن اللجوءُ إلى الابتكار بتقديمِ الأطباق على نحوٍ مبهج وممتع.

يمكنكِ الاطلاعُ على الرابط الآتي عن بعض الاقتراحات الرائعة:

هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا