الفيزياء والفلك > فيزياء

فيزيائيات وفلكيات: نجوم لامعة في سماء العلم

مع أن النساء في الماضي لم يلاقين التشجيع الكافي أكاديمياً للخوض في مجال البحث العلمي عموما ومجال الفيزياء والرياضيات والفلك خصوصا فقد قدمت العديد من الفيزيائيات والفلكيات مساهمات جوهرية أدى الكثير منها إلى تغيير نظرتنا عن كوننا. وحتى اليوم تستمر العديد من العالمات بتقديم رؤى جديدة ثورية للكون وقيادة فرق أبحاث كاملة نحو فهم أعمق لعالمنا الذي نعيش فيه. نقدم هنا بعضاً منهنّ: (بالترتيب من اليسار إلى اليمين ابتداء من الأعلى)

فيرا روبن (1928- ): عالمة فلك أمريكية كانت بعد تخرجها قد اعتزمت على الحصول على درجة الماجستير من جامعة برينستون ولكن لعدم السماح للفتيات في برينستون بالتسجيل للدراسات العليا في اختصاص علم الفلك حتى عام 1975 فقد أتمت فيرا دراستها في جامعة كورنل. قدمت في اطروحة الدكتواه فكرة أن المجرات قد تكون متجمعة مع بعضها في عناقيد بدلاً من أن تكون متوزعة بشكل منتظم في الفضاء ولكن هذه الفكرة لم يتم بحثها إلا بعد مرور عقدين من الزمن. انتقلت بعدها لدراسة دوران المجرات حيث نبهت لوجود عدم تطابق بين الحركة الدورانية الفعلية للمجرات والنموذج النظري المتوقع. وقد بينت حساباتها أن المجرات يجب أن تملك عشرة أضعاف الكتلة التي تملكها النجوم المرئية في هذه المجرات. وقد أدت المحاولات لحل هذه المعضلة لظهور فرضية المادة المظلمة التي تشكل معظم المادة في كوننا بحسب القياسات الحالية.

فابيولا جيانوتّي (1962- ): فيزيائية إيطالية مختصة في فيزياء الجسيمات. بدأت عملها على كواشف الجسيمات في مصادم الهادرونات الكبير منذ عام 1990 واستمرت بعدها في تجربة ATLAS لكشف الجسيمات الناتجة عن التصادمات في مسرع الجسيمات نفسه. وهي في ذات الوقت تحمل شهادة في عزف البيانو من معهد ميلان للموسيقى. شغلت فابيولا منصب المنسّقة في تجربة ATLAS في الفترة 1999- 2003 ثم شغلت بالإضافة لذلك منصب المتحدث الرسمي باسم فريق العمل المكون من 3000 فيزيائي تقريبا مشرفة على التخطيط الشامل للعمل وتقديم النتائج للمجتمع العلمي. في الرابع من تموز 2012 قدمت خلال المؤتمر الدولي لفيزياء الطاقة العالية النتائج التي حصل عليها فريق ATLAS عن الكشف عن جسيم يتوافق في خواصه مع بوزون هيغز. تلقت خلال الأعوام الماضية العديد من الجوائز أحدها Fundamental Physics Prize. وقد اختيرت لتكون مديرة المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN اعتباراً من 1 كانون الثاني 2016.

ليزا راندل (1962- ): فيزيائية نظرية أمريكية ومن أهم المتخصصين في مجال فيزياء الجسيمات والكونيات. شغلت مناصب تدريسية في معهد MIT وجامعة برينستون قبل أن تعود للتدريس في هارفرد التي حصلت منها على شهادة الدكتوراه سابقاً. وتعتبر أول امرأة تحصل على منصب أكاديمي دائم في قسم الفيزياء بجامعة برينستون وكذلك أول فيزيائية نظرية بمنصب دائم في هارفرد. تتمضن أبحاثها فيزياء الجسيمات والقوى الأساسية ودراستها ضمن عدة نماذج يتضمن بعضها البحث عن أبعاد إضافية. بالإضافة إلى ابحاثها المتعلقة بالتناظر الفائق والتفاوت بين شدة القوى الأساسية الأربعة وأثر ذلك على التضخم الكوني والمادة المظلمة. وبحسب موقع مسرع ستانفورد الوطني للجسيمات عام 2010 يعد أحد الأبحاث التي نشرتها ليزا في هذا المجال ضمن أكثر عشرة أبحاث اقتباسا في الفيزياء.

ليني هاو (1959- ) : فيزيائية دانماركية واستاذة الفيزياء التطبيقية في جامعة هارفرد في مجالي الضوئيات وتقنيات النانو. تمكنت مع فريق عملها من خفض سرعة الضوء حتى 17 متراً في الثانية عام 1999 عبر امراره بعينة من ذرات الغاز شديدة البرودة ولاحقا احتجاز الضوء كليا لميلي ثانية عام 2001. وتتابع ضمن المجال ذاته في انتقال البيانات الكمومية ضوئياً لما في ذلك من تطبيقات في مجال الحوسبة الكمومية والتشفير الكمومي. بالإضافة إلى دراساتها على البنى الماكروية في درجات الحرارة المنخفضة جداً إذا تعتبر من الرواد في هذا المجال. إلى جانب ذلك فهي من الشخصيات الأكاديمية ذات المرجعية العلمية فكثيراً ما تتم دعوتها للتحدث في المؤتمرات العلمية وصياغة السياسات العلمية للعديد من المؤسسات العلمية.

بيرسيس دريل (1955- ): فيزيائية أميركية مختصة في مجال فيزياء الجسيمات وشغلت منصب مديرة المختبر الوطني لمسرع الجسيمات الخطي في ستانفورد بين أعوام 2007-2012. كونها ابنة أحد الفيزيائيين البارزين سيدني دريل فقد التقت بالعديد من كبار فيزيائيي القرن العشرين ومع ذلك كانت في البداية عازمة على دراسة الرياضيات ولكنها خلال دراستها الجامعية مالت أكثر للفيزياء. عن عملها في مسرع الجسيمات تقول بيرسيس: نحن نحاول أن نفهم مما يتكون الكون على المستوى الأساسي، لأني أم لأطفال أفكر في أن عملنا هو ايجاد أصغر قطعة ليغو يمكنك أن تصنع كل شيء آخر منها.

هينرييتا ليفييت (1868- 1921): فلكية أمريكية بدأت عملها بعد تخرجها في مرصد جامعة هارفرد في اجراء الحسابات وفحص اللوحات الفوتوغرافية لتسجيل وتصنيف سطوع النجوم. مساهمتها الكبيرة أنها اكتشفت علاقة بين السطوع الحقيقي لأحد أنوع النجوم المسماة المتغيرات القيفاوية والتي تتغير اضائتها بشكل دوري وبين زمن تغير اضائة النجم مما يسمح بمعرفة مسافته الحقيقية مما سمح لاحقا بقياس المسافات بيننا وبين العديد من المجرات العديدة وقد اعتمد أدوين هابل على هذا القانون ليبين وجود عدة مجرات أخرى غير درب التبانة وأنها تبتعد عن بعضها مما يدل على توسع الكون.

آيمي نويثر (1882-1935): عالمة رياضيات ألمانية قدمت عدة مساهمات في مجال الجبر المجرد والفيزياء النظرية. ولعل عملها الذي تربط فيه بين التناظرات والمبادئ اللا متغيرة في الفيزياء ومبادئ الانحفاظ كانحفاظ الطاقة وكمية الحركة هي من الأركان الأساسية للفيزياء الحديثة. عانت كثيراً كغيرها من الأكاديميات تحت وطأة التمييز ومعارضة الكثيرين حينها لدخول النساء مجال التعليم العالي. عدا عن معاناتها مع العديد من الأكاديميين في ظل بداية الانتشار النازي في ألمانيا مطلع الثلاثينيات. عن مدى عبقريتها وتمكنها في مجال الرياضيات كتب ألبرت اينشتاين لعالم الرياضيات الكبير ديفد هلبرت: البارحة تلقيت بحثا مثيراً للاهتمام من الآنسة نويثر عن المبادئ اللامتغيرة،وقد أعجبت وتأثرت في كيفية أنه يمكن فهم هذه الأمور بهذا الشكل العام. يجب أن يأخذ المدرسون القدماء في معهد غوتنغن دروساً من الآنسة نويثر إذا يبدو أنها تعرف الكثير في مجالها.

تشيان-شيونغ وو (1918- 1997): فيزيائية صينية-أمريكية اشتركت في مشروع مانهاتن الذي أدى في النهاية إلى صنع أول القنابل الذرية حيث ساعدت في تطوير عملية فصل نظائر اليورانيوم عن بعضها. كما عملت في مجال دراسة التفكك الاشعاعي. إلى جانب تمكنها من اجراء تجربة تأكد وجود تشابك كمومي بين فوتونين فقد قامت بتجربة هامة أكدت فيها شكوك الفيزيائيين النظريين في مخالفة القوة النووية الضعيفة لأحد التناظرات في الطبيعة فيما يعرف بمخالفة الازوداجية مما يعد مساهمة كبرى في فيزياء الجسيمات تلقت عليها وو جائزة وولف في الفيزياء أحد أرفع الجوائز في هذا المجال بالإضافة لعدة جوائز على مدى مسيرتها المهنية.

اعتمد على المواقع التالية كمصدر للسير الذاتية للشخصيات المذكورة:

هنا

www.britannica.com

www.biography.com