منوعات علمية > منوعات

الفرقُ بين الرشحِ والكريبِ

يعدُّ كلٌّ من السَيلانِ الأنفيِّ وألمِ الحلقِ والعُطاسِ والسُّعالِ والوَهنِ العامِّ أعراضًا يألَفُها الجميعُ، وعانى منها الكبيرُ والصغيرِ، وما إن تشتكي منها حتّى يشخّص أحدُ الموجودين لك مباشرةً أنّك مُصابٌ بالكريبِ، ثم يأتي شخصٌ آخرٌ ليسمّي حالتك رشحًا، فتتصفّح الإنترنت لتجده مرضًا آخر. وبالطبع؛ فهذا أحدُ الأخطاءِ الشائعةِ في مجتمعِنا، إذ لا يعلمُ معظمُنا أنَّ الرشحَ والكريبَ مرضان مختلفان على الرغم من تشابهِ أعراضِهِما إلى حدٍّ كبيرٍ. ومقالنا هذا سيتناول الفرقَ بينهما؛ إضافةً إلى أهمِّ الأخطاءِ التي نرتكبها في التعامل معهما.

ينتمي كلٌّ من نزلةِ البردِ(الرَّشح) والأنفلونزا(الكريب) إلى قائمةِ الأمراضِ الفيروسيّة، ويسبّب كُلّاً منهما فيروسٌ مختلفٌ، ولكي تفرّق بينهما عليك أن تجيب عن الأسئلةِ الآتيةِ بـِ (1) إذا كانت أعراضُك توافق الخيارَ الأوّلَ، وبِـ (2) إذا ما كانت توافقُ الخيارَ الثانيَ:

ظهورُ الأعراضِ:  1-فجأةً. 2-تدريجيًّا.

الحرارةُ:   1- مرتفعةٌ.     2-معتدلةٌ أو (قليلةُ الارتفاعِ).

الصداعُ:    1-موجودٌ. 2-غائبٌ.

الشهيَّةُ للطعامِ:        1- منخفضةٌ. 2-طبيعيّةٌ.

العضلاتُ:  1-مؤلمةٌ.      2- غيرُ مؤلمةٍ.

التعبُ:  1- شديدٌ.    2- معتدلٌ.

القشعريرةُ:         1- موجودةٌ. 2- غائبةٌ.

إذا كانت معظمُ إجاباتِك (1) فأنت غالباً تعاني من الإنفلونزا(الكريب)، وإذا كانت (2) فهي غالباً نزلةُ بردٍ(رشح).

وأمَّا الخطأُ الشائعُ الذي يرتكبه كثيرٌ من الناسِ فهو تناولُ الصادّاتِ الحيويّةِ ظنًّا منهم أنّها تساعدهم على التحسّن، لكنَّ ذلك خاطِئٌ؛ فالصاداتُ أدويةٌ مضادّةٌ للجراثيم في حين أنَّ هذَين المرضَين فيروسيَين، وبذلك فهي لا تقدّم أيَّة فائدةٍ؛ فلا علاجَ لنزلةِ البردِ إلّا الراحةُ وتخفيفُ الأعراضِ بمُزيلاتِ الاحتقانِ والمُسكِّناتِ والغرغةِ بالماءِ المالحِ أو تناولِ مشروباتٍ ساخنةٍ، وأمّا الإنفلونزا فقد لا تحتاج أكثرَ ممّا ذُكِرَ سابقًا، ولكنّها أخطرُ؛ ففي حال اشتدادِ الأعراضِ يجب عندها تناولُ المُضادَّاتِ الفيروسيّةِ تحت إشرافِ الطبيبِ.

متى يجب أن نراجعَ الطبيبَ؟

تستمرُّ أعراضِ نزلةِ البردِ مدّةً تتراوح بين 7-10 أيام وهي نادراً ما تتطور إلى اختلاطاتٍ أخرى، ولكن في حالِ استمرار ارتفاعِ الحرارةِ أكثرِ من 5 أيامٍ؛ أو في حالِ حدوث ضيقِ التنفسِ؛ أو حدوثِ ألمِ الجيوبِ؛ فلا بُدَّ عندها من استشارةِ الطبيبِ. وتستمرُّ أعراض الإنفلونزا بين الأسبوعِ والأسبوعَين، ولكن كما ذكرنا آنِفًا؛ فاحتمالُ حدوثِ اختلاطاتٍ خطيرةٍ أشدُّ؛ إذ قد تتطوّرُ إلى ذاتِ رئةٍ أو التهابِ قصباتٍ أو التهابِ أذنٍ وسطى، لذلك فلا بدَّ من الذهاب إلى الطبيبِ عند اشتدادِ الأعراضِ أو تطاولِ مدّتها.

كيف نستطيع وقاية أنفسِنا وعائلتِنا منهما؟

فيما يخصُّ الوقايةَ من الرشحِ فهي شبهُ مستحيلةٍ، ولكن يُمكِننا الحدُّ من العدوى بتكرارِ غسلِ اليدينِ والابتعادِ عن المرضى وتجنُّبِ تقبيلِهم، إضافةً إلى ارتداءِ الكمّامةِ في الأماكنِ العامّةِ. وأمّا الوقايةُ من الأنفلونزا فيتوفّر لها لَقاحٌ في المستوصفاتِ يجب أخذهُ سنويًّا؛ إذ طُوِّر ليغطّي معظمَ الفيروساتِ المتوقَّع انتشارُها في العامِ الجديدِ، ويمكن إنقاصُ مدّةِ المرضِ أيضًا بتناولِ مضادّاتٍ فيروسيّةٍ في أثناءِ يومَين من بدايةِ ظهورِ الأعراضِ.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا