الطب > مقالات طبية

التهابُ التّامورِ.

نظرةٌ عامّةٌ:

التّامورُ هو غشاءٌ مُزدوجٌ  مَملوءٌ بسائلٍ، يُحيطُ بالقلبِ والأوعيةِ الدمويةِ الكبيرةِ، والتهابُهُ يُسبِّبُ ألمًا صدريًّا شديدًا. ويوصَفُ بأنَّهُ ألمٌ طاعنٌ (يُشبِهُ طعنَ السّكّينِ)، وينجمُ هذا الألمُ عن احتكاكِ وُرَيْقَتَي التّامور بعضِهما ببعضٍ. وهو يبدأُ فجأةً، ويمكِنُ أنْ يمتدَّ مدّةً قصيرةً فيُدعَى حادًّا، ويُدعى مُزمِنًا عندما تتطوّرُ الأعراضُ تدريجيًّا، أو تستمرُّ أكثرَ من اللّازمِ.

الأسبابُ:

في أغلبِ الحالات يكونُ مجهولَ السّببِ، و لكن عندما يكونُ معروفَ السّببِ، فإنَّ السّببَ الأشيَعَ هو الإنتاناتُ الفيروسيةُ، و يمكن لأسبابٍ أُخرى أن تُسبِّبهُ مثلَ:

-احتشاءِ العضلةِ القلبيةِ.

-إصابةِ الصدرِ.

-جراحةٍ قلبيةٍ حديثةٍ.

-إنتاناتٍ جُرثوميةٍ وفطريةٍ.

-بعضِ الأمراضِ؛ كالذّئبةِ الحماميّةِ، والإيدز، والسلِّ، وقُصورِ الدَّرَقِ.

-بعضِ الأدويةِ متضمّنةً أدويةَ علاجِ السّرطانِ.

وقدْ يَترافَقُ مع العديدِ مِنَ الأمراضِ، مثل:

-الحُمّى الرثويّةِ.

-السّرطاناتِ متضمّنةً اللوكيميا.

-الفشلِ الكُلَوِيّ.

الألمُ هو العَرَضُ الأساسيُّ، وهو يتّصفُ بما يأتي: حادٌّ وطاعِنٌ – يُشعَرُ بِهِ في مُنتصفِ الصدرِ أو أيسرِه، وينتَشِرُ إلى الكَتِفِ اليُسرَى – وقد يستمرُّ عدّة أسابيعَ، ويتغيّرُ بتغيُّرِ وضعيّةِ الجسدِ؛ فيزدادُ عند الاستلقاءِ وعند أخذِ نفسٍ عميقٍ، ويخِفُّ بالجُلوسِ والانحناءِ بالجسدِ (الجِذْعِ) إلى الأمامِ.

و هناكَ أعراضٌ أُخرى قد تشعُرُ بها، مثل:

-الحُمّى الخفيفةُ.

-السُّعالِ.

-الشُّعورِ بالتَّعبِ والضُّعفِ.

التَّشخيصُ:

التَّشخيصُ يكونُ بالفحصِ السريريِّ والفحوصِ المُتمِّمةِ، وعلى رأسها تخطيطُ القلبِ الكهربائي، وصورةُ الصَّدرِ البسيطةُ، وإيكو القلب.

العِلاجُ:

عادةً ما يُشفى التهابُ التَّامورِ من تلقاءِ نفسِهِ في غضونِ أسابيعَ قليلةٍ، وفي هذه المُدَّةِ يُمكِنُنا مُعالَجةُ الأعراضِ كالألمِ عن طريقِ تناولِ مُسكّناتِ الألمِ كالإيبوبروفين و الأسبِرِين، أو رُبّما يَصِفُ الطَّبيبُ المعالِجُ مُسكّناتٍ أقوى كالكولشيسين.

بعضُ الأدويةِ الأُخرى التي يمكنُ استخدامُها:

السِّتيروئيداتُ القشريّةُ: كالبريدنيزولون، ويُمكِنُ استخدامُه عند بعضِ الأشخاصِ.

المُدِرّاتُ لإزالةِ السَّوائلِ المُتراكِمة.

و في حالِ أدَّى تراكُمُ السّوائلِ إلى تراجُعِ وظيفةِ القلبِ، فقد يتضمَّنُ العلاجُ:

نزحَ السوائلِ من جَوفِ التّامورِ بعمليّةٍ تُدعَى "بزلَ التامورِ".

فَتْحَ نافذةٍ للتّامورِ عبر هُوَّةٍ فيهِ، ممّا يؤدّي إلى نَزْحِ السّوائلِ من التَّامورِ إلى جَوفِ البَطنِ.

قد نلجأُ أحياناً إلى عمليّةٍ جِراحيَّةٍ تُدعى "استئصالَ التّامورِ" (يُستأصَلُ فيها التّامورُ، أو يُقطَعُ جُزءٌ منهُ) عندما يَستَمرّ التهابُ التّامورِ مُدّةً طويلةً، أو يعودُ ويَنكُسُ بعدَ الشِّفاءِ، أو عندما يُؤدّي لتَسَمُّكِ النَّسِيجِ حولَ القلبِ، وعِندَها يُدعَى "التهابَ التَّامورِ الحاصِرِ".

الإنذارُ:

يتراوَحُ الإنذارُ مِن مَرَضٍ يُشفَى من تَلقاءِ نفسِهِ إلى مرضٍ مُهَدِّدٍ للحَياةِ؛ إذ إنّ تراكُمَ السَّوائِلِ وتَراجُعَ وظيفةِ القلبِ قد يزيدُ مِن خُطورةِ المرض.

تكونُ النتيجةُ جيدةً عندما يُعالَجُ سريعًا، ويُشفى معظمُ المرضى بعد أسبوعَين إلى ثلاثةِ أشهُر.

ويُدعى التهابُ التامورِ بالناكِسِ إذا أُصيبَ به المريضُ مرّةً أُخرَى بعدَ الشّفاءِ، ويُدعى بالمُزمِنِ إذا استمرَّت الأعراضُ مُدَّةً طويلةً من الزمن، فضلًا عن انَّ تسَمُّكَ و تندُّبَ النّسيجِ المُحيطِ بالقلبِ يُمكِنُ أنْ يَحدُثَ عندما يكونُ المرضُ شديدًا، وتُدعى هذهِ الحالةُ بـ"التهابِ التَّامورِ العاصِرِ".

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا