الكيمياء والصيدلة > مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة

ماذا عن علاجِ الميزو Mesotherapy في حالاتِ تساقُط الشَّعر؟

لقد لاقى الـ Mesotherapy انتشارًا واسعًا في الإعلام فيما يخصُّ فعاليَّتَه في علاجِ تساقُطِ الشَّعر الإندروجيني (المُسبَّبِ بالهرموناتِ الذكرية) على الرَّغم من نقصِ المعلوماتِ الكافية عن هذهِ الطريقة.

Mesotherapy (العلاج بالميزو): تقنيةٌ تعتمدُ على حَقنِ أدويةٍ مباشرةً ضمن الجلد، وقد تحدَّثَ عنها في البدايةِ الطبيبُ الفرنسي مايكل بيستور؛ إذ حقَنَ مادَّةَ البروكائين وريديًّا لمريضِ رَبوٍ، وَوجدَ أنَّ هذه الحقنةَ أدّت إلى تحسينِ السَّمع لدى المريض!

ثم أجرى الطبيبُ تجاربَ حَقْنِ البروكائين سطحيًّا، وذلك من أجلِ استطباباتٍ مختلِفةٍ ومتعدِّدةٍ، ولهذا فقد دوِّن المصطلحُ (Mesotherapy) عام 1976، ويدلُّ مصطلح الميزوثيرابي على العلاجِ الذي يستهدِفُ الطبقةَ الوسطى من الجلد (Mesoderm).

وبعدئذٍ؛ اختُبِرت هذه الطريقةُ في علاج العديد من الحالات متضمّنةً ألمَ المفصل والأكزيما وطنينَ الأذن، وأمّا مؤخَّرًا فقد حازَ العلاجُ بالميزو شعبيَّةً واهتمامًا كبيرَين كونَه يُستخدَمُ في العلاجاتِ التجميلية؛ كالتخلُّص من الدهون الزائدة وعلاجِ شيخوخةِ الجلد ونَحتِ الجسم، ولقد ظهرَت تقاريرُ على الإنترنت عن استخدامه في حالةِ فُقدانِ الشَّعر.

وفي العيادات التجميلية والعيادات الهندية للعنايةِ بالشعر (وبعضُها عياداتٌ غيرُ احترافيّة)؛ قد سُوِّقَ لمأمونيّةِ الميزوثيرابي وفعاليّتِه في علاجِ تساقط الشعر المُسبَّب بالهرمونات الذكرية، وطُبِّقت هذه التقنية في العديد من العياداتِ التجميلية هناك.

ولكن؛ ما زالَ أطباءُ الجلدية يتحرَّون فعاليّة هذا العلاج في حالاتِ تساقُطِ الشَّعر إن وُجِد لها فعاليَّةٌ حقًّا، والخبرُ الصادمُ هو عدمُ وجودِ الأبحاثِ والأدلَّةِ الكافية في المجلّاتِ الطبية عن هذا العلاج وآليَّتِه والحركيّة والديناميكيّة الدوائيّة له، أو النظامِ العلاجي الواجبِ اتّباعُه.

وتقترحُ المنشوراتُ المحليَّة والكُتيِّباتُ الصادرة عن الشركاتِ حَقنَ مزيجٍ من الخلاصات النباتيّة وعناصر العلاجاتِ المختلفة والمُوسِّعاتِ الوعائية؛ والفيناسترايد (دواءٌ مُستخدَمٌ لعلاج تساقط الشعر)؛ والمينوكسيديل (مُوسِّعُ أوعية)؛ وفيتاميناتٍ تُحقَن بواسطةِ مِحقنةِ الميزو مرَّةً كلَّ 2-4 أسابيع.

ومن بين المواد السابقةِ والمُستخدَمةِ في العلاج فإنَّ الفيناسترايد والمينوكسيديل هما الدَّواءانِ الوحيدان المُثبَتةِ مشاركتُهما في علاجِ حالاتِ تساقط الشعر، في حين تَبقى فعاليّةُ وطريقةُ تأثيرِ المواد المحقونة الأُخرى موضِعاً للشك كَونها غيرَ مُثبَتة الفعالية.

ومن اللافتِ للنظر أنَّه عندما بحثنا عن (ميزوثيرابي) وَ(تساقط الشعر) في المواقعِ البحثيّةِ الطبيّةِ حصلنا على نتيجتَين فقط! في حين أنَّه عند البحث عن الكلماتِ المفتاحية ذاتِها في محرِّكِ البحثِ غوغل حصلنا على 209،000 نتيجة! وقد كانت نتيجتَا البحثِ في المواقع الطبيّة هي مجرّدَ تقاريرَ تتناولُ الآثارَ الجانبيّة التالية لِاستخدامِ تقنيّةِ الميزو لعلاجِ تساقط الشعر، ووضَّح أحدُ التقارير حالَ شخصَين قد أُصيبوا بحالةِ تساقطِ شَعرٍ تاليةٍ للعلاجِ بالميزو!

وأظهرت نتائجُ التشريحِ المَرَضيّ عدمَ حدوثِ تنشيطٍ ابتنائيّ لبُصيلاتِ الشعر، وتزايُدًا في تخرُّبِ هذه البصيلات، ممَّا أدَّى في النهايةِ إلى حدوثِ تساقطِ شعر دون وجود نُدَب.

ولم تكنِ الآليةَ الإمراضيَّةَ التي سبَّبت فقدانَ الشعر في كلا الحالتَين سهلةَ الإثبات أيضًا، لكنَّ التقريرَ الثاني بيَّن حدوثَ تطوُّرٍ لخرَّاجاتٍ عديدةٍ، وبذلك فقد يكونُ لهذا العلاجِ آثارٌ ضارّةٌ حقيقية.

ومن الجدير بالذكر أنَّ منظمةَ إدارةِ الغذاء والدواء FDA لم توافِقْ على استخدامِ هذه الطريقةِ لأيِّ استطبابٍ كانَ، في حين صرّحت مراكزُ السيطرة على الأدواء ومنعِها CDC بوجوبِ استخدامِ طرائقِ حَقنٍ عقيمةً، واتّباعِ تقنياتِ التَّعقيمِ الصحيحة، وإمكانيَّةِ حَقنِ الموادّ المُصرَّحِ بها من الـ FDA فقط.

وفي دليل العلاجات التجميلية في سنغافورة؛ صُنِّفَ الميزوثيرابي في الزمرة B؛ أي من العلاجاتِ ذاتِ الأدلَّةِ القليلةِ أو الشحيحةِ على فعاليّتها ومأمونيتها.

وبذلك كلِّهP فما توصَّلنا إليه عن الـ Mesotherapy هو:

1- لا يوجَدُ معلوماتٌ كافيةٌ عن مأمونيّةِ هذه الطريقة وفعاليّتها في علاجِ تساقُطِ الشَّعر.

2- عدمُ كفايةِ المعلوماتِ المُستخدَمةِ في تقييم التأثيرِ العلاجيّ النَّاتجِ عن استخدام الخُلاصاتِ العشبية مع العلاجات المثلية؛ إذ إنّه لا يُوجَدُ دليلٌ إرشاديٌّ لتحديِد جرعاتِ المواد ومدى فعاليَّتِها.

3- لا يُمكِنُ عَدُّ هذه الطريقة العلاجيةِ آمنةً كما يصوِّرُها الإعلام، بل إنَّ المشكلاتِ الناجمة عنها في تزايُدٍ مستمرّ.

المصدر:

هنا