الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

لماذا يجب أن تضيف البطاطا الحلوة إلى قائمة أطعمتك؟

نعلمُ جميعاً أهميةَ تناولِ الخضارِ والفواكه لقيمتها الغذائيّةِ ولفوائِدها الصّحّية، إذ تظهِرُ العديدُ من الدّراساتِ ارتباطَ استهلاك الخضارِ والفواكهِ بانخفاضِ خطرِ الإصابةِ بالسّمنة، والسّكّري، وأمراضِ القلب وغيرِها من المشاكلِ الصّحّية، فضلاً عن أهمّيتها في تزويدِ الجسمِ بالطّاقة، والمساعدةِ في خسارةِ الوزن.

ومقالنا اليوم هو حول أهمِّ الفوائدِ الصّحّية للبطاطا الحلوة الّتي قد تجعلكمُ ترغبونَ بإضافتها إلى قائمةِ الأطعمةِ الخاصّةِ بكم.

تحوي الحبّةُ الواحدةُ من البطاطا الحلوة بوزن 114 غ حوالي 103 سعرةٍ حرارية، و4 غ من الألياف، و2.3 غ من البروتين، و24 غ من الكربوهيدرات (تشكّل النّشويّات حوالي نصفها)، وتبلغ نسبةُ الماءِ فيها حوالي 77 %. كذلك فإنّها تحتوي على عدّةِ عناصرَ معدنيةٍ هامّةً كالكالسيوم، والحديد، والمغنيزيوم، والفوسفور، والزّنك، والبوتاسيوم، وعلى عدّةِ فيتامينات مثل A، B1، B2، B6، C، E. وتوفّرُ الحبّةُ الواحدةُ ذات الحجمِ المتوسّطِ منها الحاجةَ اليوميّةَ الكاملةَ من فيتامين A وربعَ الحاجةِ اليوميّةِ من فيتامينِ C و B6. ولعلَّ أحدَ أهمِّ العناصرِ الغذائيّةِ الموجودة في البطاطا الحلوة هو البيتا كاروتين ذو الخاصّيةِ المضادةِ للأكسدة، والّذي يمكن أن يحمي من تطوّرِ الإصابة ببعضِ أنواع السرطان. كذلك فإنَّ نسباً هامّةً من بعض تلك العناصرِ الغذائيّةِ كالألياف والبوتاسيوم والكويرسيتين تتركّزُ في قشرتها، لذلك قد يكونُ من الأفضل لكَ تناولُها دونَ أن تقشّرها.

ويختلفُ لون البطاطا الحلوة بين الأبيضِ والأصفرِ والبرتقاليِّ والأحمرِ وحتى البنفسجيِّ، وتأتي تلك الألوانُ من مضاداتِ الأكسدة الموجودةِ فيها، إذ ترتبط شدّةُ اللّونِ الأصفرِ أو البرتقاليِّ بمحتوى البطاطا من البيتا كاروتين، وتلك الّتي تملك لّوناً بنفسجيّاً غنيّةٌ بالأنثوسيانينات.

ما هي الفوائدُ الصّحّية للبطاطا الحلوة؟

- مرض السكري:

تُعَدُّ البطاطا الحلوة من الأطعمةِ ذات المُشعِر الغلاسيمي المنخفضGlycemic Index ، وتُظهرُ دراسةٌ أُجريت مؤخّراً أنّها قد تساعدُ في خفضِ احتمالِ حدوثِ نوباتِ انخفاضِ السّكّر ومقاومةِ الإنسولين لدى مرضى السّكري، كما أنّ احتواءها على الأليافِ أمرٌ مهمٌّ لهؤلاء المرضى، فقد أظهرت دراساتٌ انخفاضَ مستوى السّكر في الدّم لدى مرضى النّمط الأوّل من السّكّري الّذين يتناولون أطعمةً غنيّةً بالألياف، كذلك فق أظهرت تحسّناً في مستوياتِ كلٍّ من الشّحومِ والكوليسترولِ منخفض الكثافة LDL-cholesterol وزيادةً في حساسيّةِ الإنسولين لدى مرضى النّمطِ الثّاني من السّكّري، ويُنصَح هؤلاء المرضى بتناولِ البطاطا الحلوة ذاتِ اللّون الأبيض، وتبقى هناك حاجةٌ لإجراءِ دراساتٍ أكثر توسّعاً لمعرفة مدى فعاليّتها في معالجةِ النّمط الثّاني من السّكّري.

- ضغط الدم:

تُعَد البطاطا الحلوة مصدراً جيّداً للبوتاسيوم، إذ توفّرُ الحبّةُ الواحدةُ منها 542 ملغ من البوتاسيوم، ومن المعروفِ أنَّ خفضَ الواردِ الغذائيِّ من الصّوديوم يساهم في الحفاظِ على ضغط دمٍ سوي، إلا أن زيادة الوارد الغذائيِّ من البوتاسيوم قد يكونُ على نفس القدرِ من الأهميّة. هذا وينبغي عدم الإكثارِ منها لدى المرضى الّذين يتناولون حاصرات بيتا (وهي نوعٌ من الأدويةِ الّتي تُعطى لمعالجةِ الأمراض القلبية) لكونِها تزيد من نسبةِ البوتاسيوم لديهم، وكذلك في حالِ وجودِ خللٍ في وظائفِ الكلى. يذكَر أنَّ المقدارَ الّذي يُنصَح به من البوتاسيوم هو 4 – 700 ملغ يوميّاً.

- الخصوبة:

يمكن أن تفيد البطاطا الحلوة في زيادة الخصوبةِ لدى النّساءِ في سنِّ الإنجاب، إذ يؤدّي البيتا كاروتين الموجود فيها (والّذي يتحوّل إلى فيتامينA  في الجسم) دوراً أساسيّاً في ابتناءِ الهرموناتِ في فترةِ الحملِ والإرضاعِ كما تُظهرُ الدّراسات.

- الالتهابات:

يُعدُّ الكاولين Choline الموجودُ في البطاطا الحلوة عنصراً غذائيّاً هامّاً، فهو يساعد على النّوم، وحركةِ العضلات، ويحسّن القدرةَ على التّعلم، ويقوّي الذّاكرة أيضاً، كذلك فهو يحافظ على بنيةِ الأغشيةِ الخلويّة، ويساعد في نقلِ التّدفّعات العصبيّة، ويسهّل امتصاص الدّسم، ويخفّف من الالتهابِ المزمن. و تبيّنَ دراسةٌ أنَّ خلاصةَ البطاطا الحلوة ذاتِ اللّونِ البنفسجيِّ تمتلكُ خواصَ مضادةً للالتهاب وذاتَ فعاليَةٍ في التّخلّص من الجذورِ الحرّة.

- الرؤية:

تحتوي البطاطا الحلوة على نسبٍ عاليةٍ من فيتامين A الهام جداً لسلامة الرّؤية، فنقصُ فيتامين A قد يؤدّي إلى تضرّرِ وظيفةِ الرّؤية بسببِ جفافِ القرنيّةِ الّذي يسبّبُ تغييمَ الرّؤية، كذلك قد يمنعُ إنتاجَ الأصبغةِ الأساسيّة، بالإضافةِ إلى أنّ فيتامين C وفيتامين E ذوي الخاصيّةِ المضادةِ للأكسدةِ يؤدّيان دوراً في الحفاظِ على صحّة العين، وقد تبيَّنَ أنَّ تناولَ ثلاثَ حصصٍ أو أكثر من البطاطا الحلوة يوميّاً يقلّل من خطرِ تدهورِ الإصابةِ بالتّنكّس البقعيِّ مع تقدّمِ العمر.

- السرطانات:

لاحتواءِ البطاطا الحلوة على نسبٍ هامّةٍ من مضادات الأكسدة، وخاصّة ذاتِ اللّونِ البنفسجيِّ الغنية بالأنثوسيانينات anthocyanins، فإنّها قد تملك تأثيراً فعّالاً في خفضِ خطرِ الإصابة بالسّرطانِ لكونها تخفّفُ من التّخرّب التّأكسديّ للخلايا، ولقدرتها على تعديلِ الجذورِ الحرّةِ -وهي موادُ مؤذيةٌ يمكن أن تزيدَ خطرَ الإصابة بالسّرطان- كما أظهرت الدّراسات، وقد ارتبطت مضاداتُ الأكسدةِ بانخفاضِ خطرِ الإصابةِ بسرطانِ المعدة، والكلى، والثدي. كما يؤدّي البيتا كاروتين دوراً أساسيّاً في ذلك، إذ أثبتت دراسات أنه قد يقي من سرطان القولون والبروستات. إلى جانب احتوائها على بروتينٍ فريدٍ يُدعى مثبّطَ البروتياز والّذي أُثبت بالتجارب أنّه قد يساعد في منعِ النّمو الزّائد للخلايا.

- الحديد:

تُعدُّ البطاطا الحلوة مصدراً جيّداً للحديد، لذا فإن تناولَها هو خيارٌ جيّدٌ للنّباتيين، فبالرغم من أنّ الحديدَ اللّاهيمي الموجودَ في الفاكهة والخضار والمكسّرات أصعبُ امتصاصأ من الحديدِ الهيمي الموجودِ في اللّحوم، إلّا أنّ تناولَ أطعمةٍ غنيّةٍ بفيتامين C كالبطاطا الحلوة من شأنهِ أن يسهّل امتصاص هذا النّمط من الحديد.

- المناعة:

يساعد فيتامين C ذو الخاصّيةِ المضادةِ للأكسدةِ على تعزيزِ مناعةِ الجسم، وتقليل فترة الإصابةِ بنزلات البردِ والحفاظ على صحّةِ الجلد.

- الهضم:

تعدُّ البطاطا الحلوة صديقةً لجهاز الهضم وذلك لارتفاعِ محتواها من الأليافِ، فهي تحافظ على صحّته، وتبطئ عمليّة الهضم، وتساعدُ على الشّعور بالشّبع، وتقي من الإمساك.

بالإضافة لفوائدها، فإن للبطاطا الحلوة مذاقاً لذيذاً، ويمكن تناولها مقليّةً أو مسلوقةً أو مشويّة، وننصحك بتناولها مشويّةً دون إضافاتٍ لتستمتع بمذاقها الحلو الكريميّ، أو أن تضيفَ لها بعضَ التّوابلِ كالقرفةِ والكمّونِ والكاري.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا