الكيمياء والصيدلة > علاجات صيدلانية جديدة

"البوتوكس" علاجاً لِآلام الشقيقةِ المُزمِنة!

لقد كانت الصدفةُ الخالصةُ خلفَ هذا الاكتشافِ؛ إذ لوحظَ أنَّ الناسَ الذين يتلقَّون حُقَنَ "البوتوكس" بغرضِ التخفيفِ من علائِم الشيخوخةِ قد خفَّت معاناتُهم من الصداعِ عموماً، وبناءً على هذهِ المُلاحَظةِ؛ بدأتِ التجارِبُ السريريةُ ووَصلت نتيجتُها إلى إمكانيةِ استخدامِ "البوتوكس" علاجاً لصُداعِ الشقيقةِ المُزمِن، ولكن؛ ما هو "البوتوكس" وكيف يُمكِنُه أن يُسِكَّنَ آلامَ الشقيقة؟

"البوتوكس" هو مُستحضَرٌ صيدلانيٌّ يُحضَّرُ ابتداءً من كمياتٍ صغيرةٍ جدّاً من السُّمِّ الوشيقي Botulinuim Toxin الذي يُفرَزُ طبيعيّاً من جرثومةِ Clostridium botulinum، وقد استُخدِمَ هذا المُستحضَرُ زمناً طويلاً بوصفِهِ علاجاً تجميليّاً لتجاعيدِ البَشَرةِ؛ بسببِ خواصِّهِ التي تشلُّ العضلاتِ الوجهيَّةَ في وضعيَّةِ التقلُّصِ مكانَ الحَقنِ الموضعي، ممَّا يجعلُ البشرةَ تبدو أكثرَ شباباً. وتستمرُّ هذه الفعاليةُ مُدَّةَ ثلاثة أشهُر.

وفي حين تُعرَّفُ الشقيقةُ المُزمِنةُ بأنَّها الشقيقةُ الَّتي تترافَقُ مع نوباتٍ صداعيةٍ تتكرَّرُ بُمعدَّلِ 15 يوماً في الشهر الواحد؛ باستمرارِ النوبةِ الواحدةِ مدَّةَ أربعِ ساعاتٍ؛ فإنَّ الآليَّةَ التي يُمارِسُ "البوتوكس" بها فعلَه المُسكِّنَ عندَ مرضى الشقيقةِ المُزمِنةِ لم تُعرَف بعدُ على نحوٍ كامل، ولذا فقد اقترحتْ بعضُ الدراساتِ أنَّ الفعلَ المُسَكِّنَ للألَمِ ليسَ له علاقةٌ بخاصيَّةِ الشَّلَلِ العضليّ الَّذي يُسبِّبُه العقار، وإنَّما يتعلَّقُ بفِعلهِ المُنقِصِ لإشاراتِ الألم العصبي.

وبناءً على الفوائدِ الَّتي قد لوحظَتْ عندَ الناس الذين استخدموا سابقاً حُقَنَ "البوتوكس" تجميلياً فيما يخصُّ تسكينَ الصداع؛ فقد استُقصيَت فعاليةُ هذه الحُقنِ عند مرضى الشقيقة المزمنة عبرَ دراسةٍ سريريةٍ كبيرة. وفي أثناءِ هذه الدراسة وُظِّفَ 1384 مريضاً وقُورِنَ فعلُ "البوتوكس" مع العلاجِ الوهميّ (دواء الغُفل)، وكانتِ النتيجةُ تخفيضَ مُعدَّلِ تكرارِ آلامِ الشقيقةِ المُزمِنةِ بمعدَّلِ النِّصفِ (50%) عندَ مجموعةِ المرضى الذين تلقَّوا العلاجَ بالبوتوكس بعدَ 12 شهراً من ذلك؛ علماً أنَّ المرضى تلقَّوا هذه الحُقَنَ بمعدل مرة/3 أشهر. وبالارتكازِ إلى هذه النتائج الإيجابية؛ فقد أُقِرَّتِ الموافقةُ على استخدامِ "البوتوكس" علاجاً لصداع الشقيقةِ المُزمِن في عام الـ 2010.

ولكن هل يُحقَن المرضى بالشقيقة المُزمِنة في المواضِع نفسِها المُستخدَمةِ تجميلياً؟

الجواب هو لا؛ إذ غالباً ما يُحقًن "البوتوكس" التجميليّ في أماكنِ وجودِ التجاعيد، في حين يُحقَنُ "البوتوكس" الطبّيّ العلاجي في 31 موضعاً مدروساً وموافَقاً عليها بِدقَّةٍ من قِبَلِ الهيئاتِ الطبية كالـ(FDA) كما هو مُوضَّحٌ بالشكل، ويتطلَّبُ ذلك قرابةَ الـ 15 دقيقةً ويجري في مراكزَ اختصاصية.

هنا

وأخيراً؛ من الجديرِ بالذكر أنَّه من أهمِّ آثارِ هذا العلاجِ الجانبية هو تيبُّسُ العُنقِ الذي لوحِظ عندَ قرابة الـ 9% من المرضى.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا