الطب > مقالات طبية

الساركوئيد

يعودُ مُصطلَحُ "السّاركوئيد" إلى عام 1899؛ إذ اعتمدَهُ طبيبُ الجلديّةِ النّرويجيّ "سيزار بيك" لوصف عُقيداتٍ جلديّةٍ ذاتِ بنية نسيجيّة خاصّة؛ وذلك لاعتقادِه أنّها تُشبه "الساركوما"، فأطلق عليها اسم "ساركوئيد الجلدِ المتعدّد الحميد".

تعرّف معنا في هذا المقال على ماهيّة السّاركوئيد وأعراضِه وكيفيّةِ تشخيصه.

السّاركوئيد هو مرضٌ التهابيّ نادرٌ يُصيب عدّة أعضاء في الجسم، مسبّبًا ظهورَ كُتلٍ أو عُقيداتٍ غيرِ طبيعيّة تُدعى "الأورام الحُبيبيّة"، ويُعد تشكُّل هذه العُقيداتِ بكثرةٍ في الجسم المشكلةَ الرئيسة المُصاحِبة لداء السّاركوئيد، (إذ تتشكلُ الأورام الحُبيبيّة عادةً بهدفِ حجز وتقييد العوامل الممرضة، فهي بِنًى مُتراصّةٌ مُكوّنةٌ من خلايا مناعيّة تعمل على الحدِّ من انتشارِ الالتهاب وحماية النُّسُج المجاورة).

تتركَّزُ الإصابة في أغلب الأحيان في الرئتَين والعُقد اللّمفاويّة، لكنَّها قد تظهرُ في أعضاءٍ أخرى كالعين، والجلد، والقلب، والكبد، والجهاز العصبيّ، وغيرها.

ما سببُ الإصابة بالسّاركوئيد؟

يُعتقَد أنَّ حدوثَ الإصابة يكون نتيجةَ استجابةٍ شاذّةٍ للجهاز المناعيّ المسؤول عن الدفاع عن الجسم، وما زال المحرّضُ الأساسيُّ لهذه الاستجابة مجهولًا.

وهناك العديدُ من عواملِ الخطورة التي قد تزيد من احتمال الإصابة؛ إذ يُشخَّص السّاركوئيد في جميع الأعمار، لكنَّ الإصابةَ تشيعُ على نحوٍ أكبر عند الأشخاص بعمر 55 أو أكثر، وينتشر السّاركوئيد أكثرَ عندَ النّساء، وكذلك عند الأفارقة والمُنحِدرين من السلالات الإسكندنافيّة، وتزدادُ احتماليّةُ الإصابةِ أيضًا عند وجود العامل الوراثيّ؛ (أي: وجودِ أقرباء مصابين).

وتُعَدُّ المهنةُ أحدَ هذه العوامل؛ إذ يزدادُ خطرُ الإصابة عند العمَّالِ المتعرضين للموادِّ المُسبِّبةِ للالتهاب أكثرَ من غيرهم.

ما الأعراض؟

يختلفُ ظهورُ أعراض السّاركوئيد من شخص لآخر؛ إذ قد تظهرُ الأعراضُ عند بعض الأشخاص فجأةً؛ وبقوّة، ثم تهدأ بعدَ مدّة قصيرة من الزمن، أو قد تظهر الأعراضُ ببطء، وتستمر مدّةً زمنيّةً طويلة، أو تختفي؛ لتعودَ وتنكس من جديد، أو قد لا تظهر الأعراض على الإطلاق مع إصابة أعضاء الجسم.

قد يعاني المصاب أعراضًا عامّة مثل:

· تعب و وهن.

· نقصان وزن.

· اكتئاب.

· ألم وتورّم في المفاصل.

· حمّى.

· توعُّك عام، وشعور بالضّيق والانزعاج.

ولمّا كانت إصابة الرّئتين والعُقَدِ اللمفاويّة في الصّدر هي الأكثر شيوعًا فسوف نستعرض بعضًا من الأعراض الخاصةِ بذلك (ليس بالضرورة أن تظهرَ هذه الأعراضُ على المصابين بالسّاركوئيد في الرئتَين):

· أزيز.

· ضيق النَّفَس.

· ألم صدريّ.

· سعال.

و بالمثل؛ فإن أُصيبت أعضاءٌ أخرى فسوف يعاني المريض أعراضًا متعلّقة بتلك الأعضاءِ المصابة.

كيفيّة التّشخيص:

يعتمدُ التشخيص على عدة إجراءات؛ كالفحصِ السّريريّ، وتفصيلِ القصّة المرضيّة، وإجراءِ صورةٍ شعاعيّةٍ للصّدر، وتنظيرِ القصبات (ذلك لفحصِ القصبات وأخذ خِزعة)، واختبارِ وظائف الرّئة، وغير ذلك من الفحوصاتِ التي تهدف إلى استبعادِ الأمراض الأخرى؛ نظرًا لتشابه أعراض السّاركوئيد مع العديد من الأمراض.

كيفيّة المعالجة:

ليس هناك علاجٌ شافٍ للسّاركوئيد، ولا يحتاج جميع المرضى المصابين إلى العلاج؛ إذ قد تكون الأعراض خفيفة، أو قد تتحسّن وحدَها مع الزمن.

وتُقدَّرُ الحاجةُ إلى المُعالَجة ونوعِها بالاعتمادِ على شدة الأعراض، وعلى الأعضاءِ المصابة وفعاليّتها.

تُقسمُ المعالجةُ قسمين: الأولَ يعتمدُ على الالتزام بالعادات الصّحيّة السّليمة؛ كاتّباعِ نظامٍ غذائيٍّ متوازِنٍ، وشُربِ كميّاتٍ كافيةٍ من السّوائل، ومراجعةِ الطّبيب بانتظام، وممارسةِ الرياضة، والنومِ الكافي (6-8 ساعات)،والإقلاعِ عن التّدخين.

والثاني يعتمدُ المعالجةَ الدّوائيّة التي تُستخدَم للتّخفيف من الأعراض ومن الالتهاب في الأعضاء المصابة، وتُعَدُّ السّتيروئيدات القشريّة أكثرَ الأدويةِ استخدامًا للمعالجةِ (كالبريدنزون)، كما قد نلجأ لأدويةٍ أُخرى مثل الميتوتركسات، والهيدروكسي كلوروكوينات.

المصدر:

هنا

هنا

هنا