الطب > مقالات طبية

فَحْصٌ دَمويٌّ لداءِ ألزهايمر

يُعَرَّفُ داءُ ألزهايمر على أنَّه تَدهورٌ مُترَقٍّ في الوظيفةِ المعرفيةِ، ويزدادُ بين المسنينَ بعمرٍ فوق الـ 65 عاماً، ويُؤثِّرُ على الذاكرةِ والّتفكيرِ واللغةِ والقدرةِ على التّعلُّم.

ويُعتَمَدُ حالياً في تشخيصِ داءِ ألزهايمر على مجموعةٍ من الفُحوصِ السّريريّةِ والعصبيّةِ، وتُفيدُ الفُحوصُ الشّعاعيّةُ كالطَّبقيّ المِحوريّ والرنينِ المغناطيسيّ في التّعرفِ على بعضِ التّغيّراتِ البنويةِ الّتي تُشيرُ إلى الإصابةِ بالدّاءِ، وبِغَرضِ استبعادِ الأسبابِ الطّبيةِ الأخرى للخَرَف؛ إذ إنّ التّغيراتِ المرضيّةِ الّتي تُوجَدُ في دماغِ المصابينَ بداءِ ألزهايمر هي تَغيّراتٌ مِجهَريّةٌ؛ وبذلك فإنّ التّشخيصَ الأكيدَ للمرضِ لا يَحدثُ إلا بفحصٍ نسيجيٍّ لخُزغةٍ دِماغيةٍ أثناءَ تَشريحِ الجثّة، الأمرُ الذي يَشرحُ الحاجةَ إلى واسمٍ مَصليٍّ قليلِ التكلفةِ وعالي الحساسيةِ، و يُمكِنُ الاعتمادُ على النّوعيةِ في التّشخيصِ الباكرِ لداءِ ألزهايمر، وفي إجراءِ الفُحوصِ المسحيّةِ بغرضِ البحثِ عن هذا الدّاء لدى المسنين. 

استطاعَ مجموعةٌ من العلماءِ اليابَانيين والأستُراليين استعمالَ واسماتٍ مَصليّةٍ للبروتينِ النّشوانيّ بيتا (Amyloid Beta Aβ) ، وهو بروتينٌ شاذٌّ يَتراكمٌ في دماغِ المصابينَ، ويُعَدّ أحدُ أوّلِ العلاماتِ التّشريحيّةِ المرضِيَةِ للإصابة، إذ اسْتَطاعوا استعمالَ هذه الواسماتِ المصليّةِ للتَنبُّؤِ بوجودِ البُروتينِ النّشوانيّ بيتا في الدّماغ.

وقد أظهرتْ هذه الواسماتُ كفاءةً عاليةً في التنبّؤِ بوجُودِ البروتينِ الهدف بدقةٍ تُقاربُ الـ 90% تقريباً، وذلك بعدَ التّأكدِ من النتائجِ بِمقارَنَتِها بفحوصِ التّصويرِ المَقطَعيّ بالإصدارِ البوزيتروني للبروتينِ النَّشوانيّ بيتا، ومستوياته في السّائلِ الدّماغيّ الشَّوكي، الأمرُ الذي يَبعَثُ الأملَ باستعمالِ هذه الواسماتِ مُستقبلاً للبحثِ عن هذا الدّاءِ وتَشخيصهِ الباكر، وكذلك تكلُفَتُها المنخفِضَةُ وسهولةُ البحثِ عنها مُقارنةً بإجراءِ الفُحوصِ المُعقَّدة الأخرى.

المصادر:

هنا

هنا