الغذاء والتغذية > أطباق صحية

الكراوية الشامية

تُعزف الألحان مبشَّرةً باقتراب موعد قدومه، ويتزيَّن البيت، ويُنتقى أثاثٌ خاصٌ من أجله، ويتراكَضُ الأهل والجيران لرؤيته، وتتعالى الزغاريد فرحًا بمجيئه، ثم يعلو صوت بكائه المحبب معلنًا وصوله إلى عالمنا -فضائِهِ الخارجي- لقد كان امبراطورًا في مملكتِهِ القديمة، فلا عملَ له بها سوى الأكل والنوم الهانئ! نعم إنه ضيفنا الجديد الذي وصل إلى الدنيا للتو..

هكذا نُعبِّر عن بهجتِنا بقدوم فردٍ جديدٍ إلى العائلة، وتستمر الاحتفالات العارمة طوال فترةِ نفاس الأم، ومن أهم الطقوس التي تشهدُها هذه الاحتفالات تقديم الحلويات اللذيذة، ونخصَّ بالذكر أحد أنواع الحلويات المشهورة في الشام وخاصةً في فصل الشتاء؛ إنها الكراوية المطحونة والمطبوخة بالماء مع السكر والأرز المطحون، التي تقدَّم ساخنةً ومزينةً بطبقةٍ من جوز الهند المبشور، والمكسرات المقطعة، كالفستق، واللوز، والبندق..

فهل يمكننا أن نعدَّ الكراوية طبقًا صحيًّا؟

القيمة الغذائية:

يوفر هذا الطبق بعض العناصرِ الغذائية من مكوناته الغنية؛ فالكراوية مصدرٌ جيدٌ للألياف، ولها خصائصُ مدرةٌ للبول وطاردةٌ للغازات، وغنيةٌ بالعناصر المعدنية كالكالسيوم، والحديد، والمغنيسيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم، والزنك، إضافةً إلى الفيتامين A والفيتامين C، وعددٍ من فيتامينات المجموعة B مثل الثيامين B1، والنياسين B3، والبيريدوكسين B6.

أما الأرز المطحون، فيحتوي على النشويات، والثيامين (فيتامين B1)، والمغنيزيوم، والفوسفور، والبوتاسيوم.

ويُقدِّم جوز الهند كميةً من الدهون، وخاصةً المشبعة، فضلًا عن البوتاسيوم، والفوسفور.

وللتزيين؛ لدينا المكسرات الغنيةُ بالدهون غير المشبعة، والفيتامين E، والألياف الغذائية، والنحاس، والمنغنيز، والنياسين (فيتامين B3)، والفوسفور، والمغنيزيوم.

هل يمكن أكل الكراوية في أثناء اتباع حميةٍ غذائيةٍ؟

على الرغم من احتواء هذا الطبق على العديد من العناصر الغذائية المفيدة لصحة الجسم، لكنَّه غنيٌّ جدًا بالسعرات الحرارية التي قد تتجاوز سعرات وجبةٍ رئيسيةٍ كاملة، فإن كنت تتّبِع حميةً لإنقاص الوزن، عليك الانتباه إلى كمية السكر المضافة في أثناء الطبخ، والمكسرات المستخدمة للتزيين، علمًا أنَّه بإمكانك تقليل جزءٍ منها لتخفيض مدخولِك من السعرات الحرارية.. وبالهناء والشفاء!

هنا-

هنا

هنا