منوعات علمية > منوعات

طموحاتُ اللاجئينَ السوريينَ تحتَ الأضواءِ.

على مدارِ السنواتِ القليلةِ الماضيةِ، ذُكر اسمُ اللاجئين عامةً - والسوريينَ خاصةً - كلَّ يومٍ تقريبًا، فهي أحدُ أكبرِ الأزماتِ التي واجهتِ البشريةَ بشكلٍ عام. وأُشبِعتْ هذهِ الظاهرةُ دراسةً وتحليلًا لأهميتِها البالغةِ وتأثيرِها الكبيرِ على العديدِ منَ الدول. نقدّمُ لكمُ اليومَ نتائجَ الدراسةِ الّتي قامَ بها أكاديميون بريطانيون، وأظهرتْ نتائجَ إيجابيةً تتعلقُ باللاجئينَ السوريين.

استطلعَ مجموعةٌ من الأكاديميينَ في جامعةِ غلاسكو (Glasgow) الاسكتلندية، آراءً للاجئينَ سوريينَ تمَّت إعادةُ توطينهم في المملكةِ المتحدةِ منذُ عام 2015، وقُدّمتِ النتائجُ الأوليةُ لهذا المشروعِ في معرضِ التصويرِ الفوتوغرافيِّ الدوليِّ في غلاسكو.

حملَ هذا المشروعُ اسمَ "بناء المستقبل: تطلّعاتُ الفئةِ الشابّةِ من اللاجئين السوريينَ وردودُ فعلِ المُضيفين في لبنان، واليونان، والمملكة المتحدة"، وهو مشروعٌ بحثيٌ موّلهُ صندوقُ أبحاثِ التحدياتِ العالميةِ (GCRF) ، وهوَ التحليلُ الأكثرُ شموليةً حتى الآن للوقائعِ والفرصِ والتحدياتِ الّتي يواجهُهَا اللاجئونَ أثناءَ محاولتِهم بناءَ حياتِهم من جديد.

قامَ الباحثونَ خلالَ هذا المشروعِ بمقابلةِ 1511 من السوريينَ الشبّابِ المستفيدينَ من الحمايةِ الدوليةِ والّذينَ تراوحتْ أعمارُهم بينَ 18 و32 سنة. أُجرِيت المقابلاتُ في المملكة المتحدة ولبنان واليونان، بينَ نيسان وتشرين الأول من العام 2017. واكتَشَفتِ الدراسةُ قيمةَ هؤلاءِ السوريين ومهاراتِهم واحتياجاتِهم التدريبيةِ وتطلعاتِهم المستقبليّةِ فيما يتعلّقُ بالعمل.

عندما سُئل اللاجئون على سبيل المثال عمّا يريدونَ أن يقولُوهُ للبريطانيين، قال أحدُهم: "لدينا المهارات والتعليم اللازمان لبدءِ حياةٍ جديدةٍ و للمساعدة في تحسينِ هذا البلدِ، لذا نطلبُ منكم فقط أن تثِقوا بنا، وفي قدراتِنا ونوايانا الحسنة".

وقال آخر: "التسامحُ وقبولُ الآخر يحتاجانِ إلى الشجاعةِ والتعاطفِ، وهي سماتٌ أظهرَها المواطنون البريطانيون في كثيرٍ من الأحيان. لذلك؛ يُرجى مدُّ يَدِ المساعدةِ للسوريين في وقتِ الحاجة".

لم يكتفِ القائمون على المشروعِ بمقابلةِ اللاجئين، بل أجروا كذلك دراساتٍ استقصائيةً استهدفتِ السكّانَ الأصليين حولَ طموحاتِهم ومُثُلِهم العليا، ومواقفِهم تجاهَ اللاجئين، وأولوياتِها بالنسبة لسياساتِ اللاجئين. وكانتِ النتائجُ الرئيسيةُ لهذهِ الدراساتِ على النحو الآتي:

يتمتعُ اللاجئونَ السوريونَ الشبابُ في المملكة المتحدة بمهاراتٍ عاليةِ المستوى، وتدريبٍ جيّدٍ، وهم أكثرُ حماسًا للبقاءِ والإسهامِ في اقتصادِ الدولةِ المضيفةِ لهم، مقارنةً باللاجئين السوريين في اليونان ولبنان.

قرابة ثلثَي اللاجئين السوريين الشباب في بريطانيا إمَّا في العمل وإمَّا في خلالِ مرحلةِ الدراسة. المشكلةُ الرئيسيةُ لأغلبيةِ هؤلاءِ هي اللغةُ باعتبارها الحاجزَ الرئيسيَ الذي يمنعُهُم من الوصولِ إلى سوقِ العمل.

يُدعم اللاجئونَ السوريونَ في المملكة المتحدة بشكلٍ أفضلَ من أولئكَ الذين في اليونان أو لبنان.

في حين يواجهُ اللاجئونَ في كلِ مكانٍ بعضَ المواقفِ العدائيةِ، إلّا أنّ اللاجئينَ السوريينَ في المملكة المتحدة يقابلونَ هذهِ المواقفَ على نحوٍ أقل زملائِهم في أماكنَ أخرى.

لدى الشبابِ السوريين والمواطنين في المملكة المتحدة تنوّعٌ في وجهاتِ النظرِ حولَ الدينِ والسياسةِ والأخلاقِ الشخصية، لكنهم يتشاركونَ الآراءَ حولَ ما هوَ أكثرُ قيمةً لجعلِ واقعِ الحياةِ أفضل. تأتي هذهِ النتائجُ عكسَ المعروفِ بأنَّ الهجرةَ تشكلُ مشكلةً بسببِ عدمِ التوافقِ مع القيمِ "الغربية" أو "البريطانية": لكنْ في الواقعِ هناكَ أرضيةٌ مشتركةٌ واسعة.

ومن النتيجةِ الأخيرةِ نختم بأنَّ الأرضيةَ المشتركةَ موجودةٌ وهيَ بحاجةٍ فقط لقليلٍ من العمل لتوسِيعها وجعلِها أكثرَ وضوحًا، وستكونُ النتائجُ إيجابيةً للجميعِ بكلِّ تأكيد، فالأمرُ يحتاجُ إلى الشجاعةِ والتعاطف، لأنّ التسامحَ وقبولَ الآخر أساسُ هذه القاعدة.

هل تعيشونَ في أحدِ البلدانِ التي شملتها الدراسة؟

وهل كانتِ النتائجُ كما تريدونها؟

شاركونا آراءَكم.

مصادر المقال

مصدر الخبر:

هنا