الطب > أمراض نسائية وتوليد

الولادَةُ تحتَ الماءِ.

استمع على ساوندكلاود 🎧

تُعرَفُ الولادةُ تحتَ الماءِ بأنَّها طريقةٌ تلدُ فيها الأمُّ طفلَها في حوض ماءٍ دافِئ؛ أيْ إنَّ جزءاً مِنَ المخَاضِ أو الولادةِ أو كلَيهِما يحدثُ عندَ وجودِ الأمّ في الحوضِ المُخصَّصِ للولادَة، ويمكنُ حدوثُ ذلكَ في المُستشفى أو المَراكِز المُخصَّصة للولادَة أو في المَنزِل، ويساعدُ فِيها إمَّا الطَّبيبُ وإمّا المُمرِّضُ وإمّا القابِلَة.

وسُجِّلتْ أوَّلُ حالةٍ عامَ 1805 في فرنسا؛ وقدْ كانَت لامرأةٍ عانَت مِنْ مخاضٍ استمَرَّ مدَّةَ 48 ساعةً، وبعدَ وضعِها في حوضِ الماءِ استعادَت قِواهَا وتمكَّنَت مِن ولادةِ طفلِها على نحوٍ سَليم،  ومنذُ هذِه الحادِثة؛ باتت هذهِ الطّريقةُ تُستَخدَمُ لتخفِيفِ الألَم أثناءَ المَخاض.

وتُعدُّ الولادةُ تحتَ الماءِ بدِيلًا رائدًا للولادةِ التَّقليديَّةِ في السَّرِير؛ والّتي تُمارَسُ فِي معظمِ مستشفياتِ الولاياتِ المتَّحدةِ الأمريكيَّة، وعلى الرَّغم مِنْ عدَمِ وجودِ أرقامٍ دقيقةٍ فيما يخصُّ عدد الولاداتِ تحتَ المَاء؛ لكنّه بدءاً مِن عامِ 2001 كانَ هنالك مَا لا يقلُّ عن 143 مُستَشفى توفِّرُ هذهِ الخدمَة في الولايات المتحدة.

وفيما يتعلَّقُ بالأحواضِ المُخصَّصةِ للولادَة؛ فهيَ تتَّسعُ لشخصٍ واحدٍ أو شخصَين، ويُمكِنُ استِئجَارُها أو شراؤُها كي تبقى في المنزل أو استخدامُها في المُستشفى بهدفِ الحصول على رعايةٍ صحيَّةٍ أكبر؛ علمًا أنَّ العديدَ من النِّساءِ يخترْنَ إجراءَ الولادةِ في المنزِل لمَا تحملُه مِنْ خصوصيَّة ولأنّها لا تحتاجُ إلَى المراقَبَة الطّبّيةِ والمُسكِّنات؛ إذْ إنّ المخاوفَ الّتي يتسبَّبُ بِها وجودُ المرأةِ في المُستشفَى يمكِنُ أنْ يزيدَ الآلامَ لديهَا.

ويفيدُ استخدامُ أحواضِ الولادةِ في المرحلةِ الأُولَى مِن المخاض؛ والّتي تمتدُّ منذُ بدايَة التقلُّصَات إلى حينِ حدوثِ الاتّسَاع التَّام في عنقِ الرَّحِم في:

-تخفيفِ الألَم.

-إبقاءِ الأمِّ دونَ الحاجَة إلى التَّخدير.

-تسريعِ المخَاض.

-منحِ الشُّعورِ بالاسترخَاء، وحريَّةٍ أكبرَ في الحركةِ مقارنةً مع الحركَة في السَّرير.

وتقولُ الكليَّة الأمريكيَّة لأخصائييّ التَّوليدِ وأمراضِ النَّساءِ (ACOG) أنَّ الولادةَ تحتَ الماء قدْ يكونُ لهَا بعضُ الفوائِدِ في المرحلةِ الأولى منَ المخاض؛ ولكنْ عندَ إجرائها؛ يجبُ الأخذُ بالحسبانِ كلَّ المخاطرِ المُترتِّبةِ علَى ذَلك، ويقولُ بعضُ العلماءِ أنَّها يمكِنُ أنْ تُقلِّلَ من احتماليَّةِ حدوثِ تمزُّقاتٍ شديدةٍ، وقدْ تُحسِّنُ الجريانَ الدّمويّ في الرَّحم؛ لكنَّ الدِّراسَاتِ فيمَا يخصُّ هذهِ النّقاط ليسَت واضحةً بعد.

وأمَّا في المرحلَةِ الثَّانيةِ مِن المخاضِ (تمتَدُّ مِن الاتّسَاعِ التَّامّ في عنقِ الرَّحم إلى ولادِةِ الطّفل)؛ فَلا يُوجَدُ ما يكفِي مِنَ المعلوماتٍ لاتِّخاذِ القرارِ عنْ مقدارِ السَّلامةِ والفعَّاليَّةِ في هذهِ المرحلة. ويقولُ الدُّكتور "Aaron Caughey" المتحدِّثُ باسمِ الـ(ACOG) أنَّ وجودَ المرأةِ خارجَ الماءِ في المرحلةِ الثَّانيةِ منَ المخاضِ يُسهِّلُ التَّحرُّكَ على نحوٍ أسرَع في حال حدوثِ أيِّ سُوء .

هَلْ أنتِ مُرشَّحةٌ جيّدَةٌ لإجراءِ الولادَةِ تحتَ الماء؟؟ وَهَل مِنَ الأفضلِ اللجوءُ إلِيهَا؟؟

في الواقِعِ؛ فيما يخصُّ النِّساءَ اللواتِي ليسَ لديهنّ أيّة مُشكِلاتٍ صحيَّةٍ؛ ويُتوقَّعُ أن تسيرَ ولادتهنّ على نحوٍ طبيعيّ؛ فإنَّ الولادَة تحتَ الماءِ إجراءٌ آمنٌ ومريحٌ جدًّا، ويمكنُ أنْ يُخفِّفَ من الألمِ كثيرًا.

ويُترَكُ الخِيارُ للأمّ ما بينَ الولادَةِ تحتَ المَاء أو بالطَّريقَة التَّقليديَّة؛ مَعَ أخذِ سلامةِ اختيارِها بعينِ النّظر؛ إذْ إنّ النِّساءَ اللواتي ليسَ لديهنّ عواملُ خطورةٍ تُجرَى بعضُ الاختباراتِ الإضافيَّةِ مثلُ اختبارِ التهابِ الكبد C؛ لأنَّ إيجابيَّتَهُ تمنعُ مِنْ إجراءِ الولادةِ تحتَ الماء خوفًا مِنْ انتقالِ الفيروسِ عبرَ الماء، ولذلك أُوجِدَت بروتُوكولاتٍ تُتَّبَعُ للحفاظِ عَلَى سلامةِ الأمِّ والجنين، وهذِه بعضُ العوامِلِ الّتي تمنعُ إجراءَ الولادةِ تحتَ الماءِ فِي حالِ وجودِها:

-عمرُ الأمِّ أقلُّ مِن 17 أو أكثرُ من 35.

-وجودُ بعضِ المُشكلاتِ لدى الأمِّ كالسُّكريّ أو الانسمَام الحَملِيّ.

-حالةُ الحملِ التَّوءَميّ والمُتعدِّد.

-كونُ الجنينِ في وضعيَّةِ التَّدخُّل في الحَوض.

-حالةُ الولادَةِ المُبكِرة (الخِداج).

-كونُ الجنينِ عَرطَل (كبير الحجم).

-إصابةُ الأمِّ بالهِربِس أو بعضِ الإنتاناتِ المعيَّنَة.

-حاجةُ الأمِّ إلى مراقبةٍ لا يُمكِنُ القيامُ بِها في حالِ وجودِها داخلَ الحَوض .

مَخاطرُ الولادةِ تحتَ المَاء :

يمكِنُ حدوثُ بعضُ هذِهِ الاختلاطَاتِ النَّادرَة في أثناءِ الولادَة تحتَ الماء:

-انتقالُ إنتانٍ إلى الأمِّ أو إلى الطّفل.

-انثناءُ الحبلِ السِّريّ وانغلاقُه قبلَ إخراجِ الطّفلِ مِن الماء.

-ارتفاعُ أو انخفاضُ حرارةِ جسدِ الطّفل.

-استنشاقُ الطّفلِ الماءَ.

-إصابةُ الطّفلِ بنوبةِ صرعيّةٍ أو عدمُ قدرتِهِ على التّنفس.

ومن أجلِ الحدِّ مِنْ هذهِ الاختلاطَات يمكنُ أخذُ بعضُ التَّدابيرِ الوقائيَّةِ بالحُسبان مثل:

-وجودِ أخصَّائيّ الرّعايَة الصّحيَّة والطَّبيبِ لمساعدتِكِ في أثناءِ المخاضِ والولادَة.

-التَّأكُّدِ من اتّخاذِ أشدِّ معاييرِ النَّظافةِ والتَّعقِيم للحَوض.

-المُراقبَةِ الجيِّدةِ للأمِّ وطفلِها في الحوض.

-ضبطِ حرارةِ الماءِ جيّدًّا بينَ F ه( 97-100 ) أيْ بينَ (36.1- 37.77) ̊C.

-شربِ الماءِ في أثناءِ الولادةِ لتجنُّبِ حدوثِ التَّجفَاف.

ومِنَ المُمكِنِ أنْ تطولَ فترةُ المخاضِ في حالِ الدُّخولِ إلى حوضِ الماءِ الدَّافِئ في مرحلَة مُبكرةٍ جدًّا.

وعلى الرَّغمِ مِنْ أنَّ الدِّراساتِ أظهرَت أنَّ مدَّةَ الطَّورِ الأوَّلِ للمخاضِ انخفَضَت كثيرًا عندَ إجراءِ الولادَةِ تحتَ الماء؛ لكنَّ القرارَ الحاسِمَ يبقَى للأمِّ؛ وذلكَ لأنَّ العلومَ الطِّبيَّة فِي الوقتِ الرَّاهنِ غيرُ قادرةٍ على تقديمِ إجابةٍ قاطعةٍ فيما يخصّ هذِه المَسأَلَة.

المصدر:

هنا

هنا

هنا