الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

لا تغسلوا الدجاج النيء قبل طهيه! لكن.. لماذا؟

يعدّ غسل الدجاج النيء قبل طهيه في المنزل عاملاً أساسياً لزيادةِ خطر التسمّمِ الغذائيّ بالجراثيمِ الملتوية Campylobacter، إذ يمكن أن يتناثر الماء الناتج عن غسل الدجاج النيء، والمحمّلُ بهذه الجراثيمِ، على اليدين والملابسِ ومعداتِ الطهي وسطوحِ التحضيرِ والتقطيعِ في المطبخ. كما يُمكن لقطراتِ الماء أن تنتشرَ لمسافةٍ تزيدُ عن 50 سنتيمتراً في جميع الاتجاهات. وتعود أهمية هذه الجراثيم إلى قلة العدد القادر على إحداث التسمم الغذائي.

وتعدّ الجراثيم الملتوية Campylobacter السببَ الأكثرَ شيوعاً لحالاتِ التسمّمِ الغذائي في العديد من البلدان، ويمكن أن يصل عدد الوفياتِ إلى 100 حالة من أصل 280 ألفِ حالةٍ سنوياً. وتسبب الدواجن بشكلٍ خاص حوالي 80% من حالات التسمّمِ بالجراثيم الملتوية Campylobacter.

يسبب التسمم بهذه الجراثيمِ ألماً في البطن، وإسهالاً شديداً، وحمى، وإقياء. وتتطور الأعراض عادةً خلالَ يومين إلى خمسة أيام من تناولِ الطعام الملوّث، علماً أن معظم المصابين يتعافون دونَ علاج مع انتهاء هذه المدة.

يُذكر أن هذه الجراثيم تؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بمتلازمةِ القولون العصبي (أو المتهيّج) Irritable Bowel Syndrome، والتهابِ المفاصل التفاعلي (أو الارتكاسي) Reactive arthritis، والإجهاضِ Miscarriage، ومتلازمة غيلان-باريه Guillain-Barré syndrome (التي تسبب شللاً في الأعصاب المحيطية نتيجة التهاب الغشاءِ المحيط بها والذي يسمى بالنخاعين). ويمكن للتسمماتِ الغذائية بهذه الجراثيم أن تكون قاتلةً للأطفال الصغار وكبارِ السن والأشخاصِ المصابين بضعفِ الجهاز المناعي، كمرضى الإيدز والسرطان.

ومن الجديرِ بالذكرِ أن تنظيفَ الدجاج النيء أو غسلَ بقعِ الدماءِ المرئيةِ لا يجعلُ الدجاج أكثرَ سلامةً، كما أنّه لا يساهم في إزالةِ الجراثيم من على سطحه كما هو متوقّع، وهو أمرٌ لا يمكن تحقيقُهُ إلا بالطبخِ الجيّدِ والمكثف فقط.

إنّ النصيحة المتعلقةَ بعدمِ غسلِ الدجاج ليست جديدةً على آذاننا، لكن وكالةَ المواصفات الغذائيةFood Standards Agency (FSA) أجرت مؤخّراً مسحاً لسكانِ المملكة المتحدة، وجدت فيه أنّ 44٪ من الناسِ ما زالوا يغسلون الدجاج قبل الطبخ. كما وجدت الدراسة أن 90٪ منهم قد سمعوا بالسالمونيلا Salmonella، وجراثيم الإشريكية القولونية Escherichia coli، لكنّ 28٪ فقط هم من لديهم معرفةٌ مُسبقةٌ بالجراثيم الملتوية Campylobacter. علماً أن الجراثيمَ الملتوية Campylobacter تتسبب بحالات تسمم غذائي أكثرَ من حالاتِ التسمم بجراثيم E.coli، والليستيريا Listeria، والسالمونيلا Salmonella مجتمعةً.

الوقاية من التسمم بالبكتيريا الملتوية Campylobacter:

لتجنب الإصابة بهذا النوع من التسممات يجبُ مراعاة مايلي:

-تغطيةُ وتبريدُ الدجاج النيء:

لا بدّ من تغطيةِ الدجاج النيء، وتخزينِهِ في الجزء السفلي من الثلاجة، فمن شأن ذلك أن يمنعَ سقوطَ قطراتٍ من عصارة الدجاج على بقيةِ الأطعمة المجمدة، فيحميها من انتقال التلوّث إليها.

-عدمُ غسل الدجاج النيء:

إن الطبخ الجيدَ كفيلٌ بقتل الجراثيم في حال تواجدها في الدجاج، لذا لا داعي للغسلِ وخاصةً في حالةِ الدجاج المنظف مسبقاً في المتاجر، إذ يُسبّب غسلُ الدجاج في المطبخ انتشارَ الجراثيم بشكلٍ أكبر عن طريقِ رذاذ الماء.

-غسل الأواني المستخدمة:

يجبُ أن تُغسل جميعُ الأواني وألواحِ الفرمِ والأسطحِ المستخدمةِ في إعدادِ الدجاجِ النيء بشكلٍ جيّد، إضافةً إلى غسلِ اليدين جيداً بالصابونِ والماء الدافئ بعد الانتهاءِ من التحضير.

-الطهي الكامل للدجاج:

تأكد من أنّ جميع أجزاءِ الدجاج قد طُهيت بشكلٍ جيد وتعرّضت للحرارةِ والبخار بشكل كافٍ قبل التقديم، ويمكنُ القيام بذلك من خلالِ قَطْعِ الأجزاءِ السميكة من اللّحمِ والتحقّقِ من أنّها مطهوةٌ بشكلٍ جيد مع عدمِ وجودِ أجزاء زهريةِ اللون وغيرِ ناضجة إضافةً إلى شفافيّة عصارة اللحم.

علاج التسمم بالبكتيريا الملتوية Campylobacter:

تتضمّن المعالجةُ الذاتيةُ في الإصاباتِ الخفيفةِ شربَ الكثير من الماء، وأخذَ أملاحِ الإماهةِ الفمويّةِ Oral rehydration salts لتجنّبِ التجفاف، والراحةِ، وتناولِ الأطعمةِ سهلةِ الهضم. كما يُمكن استخدامُ المضاداتِ الحيوية لعلاجِ الاتهاباتِ الحادة.

ولكن، وفي الحالاتِ الأكثرِ خطورة، عليكَ طلبُ المشورةِ الطبيةِ، وذلك عند حدوث أي من الأعراض التالية:

-استمرارُ التقيؤ لأكثر من يومين.

-استمرارُ الشعورِ بالغثيان والتقيؤ حتى عند تناولِ السوائلِ فقط لأكثرَ من يوم.

-استمرارُ الإسهالِ لأكثرَ من ثلاثةِ أيام.

-خروجُ دمٍ أثناء التقيؤ.

-خروجُ دمٍ مع البراز.

-النوبات.

-تقلباتُ الحالة النفسية، مثل الارتباك.

-الرؤيةُ المزدوجة.

-صعوبةٌ في الكلام (التلعثم).

-ظهورُ علاماتِ التجفاف الشديد، مثل جفافِ الفم، واغوِرارُ العينين، وعدمُ القدرةِ على التبول، أو التبوّلِ بكمياتٍ قليلةٍ مع خروجِ بول داكنٍ ذي رائحةٍ قوية.

لا بدّ من اتخاذِ قدرٍ أكبر من الحيطةِ في حالِ إصابةِ المرأة الحامل بأيّ نوعٍ من أنواعِ التسممات، ولذلك يجب عليها مراجعةُ الطبيب النسائي بشكل دائم.

المصدر:

هنا