العمارة والتشييد > عمارة سورية المعاصرة

مكتبةُ الأسد الوطنيَّة.. صرحٌ معماريّ في ساحةِ الأمويِّين

استمع على ساوندكلاود 🎧

بدأت تجربةُ المكتباتِ الوطنيَّة في دمشق منذُ أوائلِ القرنِ العشرين معَ المكتبةِ الظَّاهريَّة (تربة الملك الظَّاهر بيبرس) التي بدأت عملَها بتجميعِ المخطوطاتِ القديمة، وظهرت الحاجة بعدَ الاستقلال لبناءِ مكتبةٍ وطنيَّةٍ حديثة واستقرَّ الاختيارُ على تخصيصِ أرضٍ في ضاحيةِ دمشق الغربيَّة مطلَّةٍ على ساحةِ الأمويِّين.

وُضِعت شروطُ المسابقةِ المعماريَّة بعدَ التَّنسيقِ بينَ وزارةِ الثَّقافة السوريَّة ومنظَّمةِ اليونيسكو والاتِّحاد الدُّوليّ للمهندسين المعماريِّين في باريس، ثمَّ طُرِحت عام 1974 وفازَ بها فريقٌ من المعماريِّين البولنديِّين هم يان ياسيك مايسنر Jan Jacek ومالغورزاتا مازروكيفيتش Małgorzata Mazurkiewicz ومارك دونيكوفسكي Marek Dunikowski وفويتشخ ميكزنيكوفسكي Wojciech Miecznikowski، وبدأ البناء عام 1978 واستغرق خمسَ سنواتٍ وانتهى في تشرين الثاني/نوفمبر عام 1983، ثمَّ افتُتِحت عام 1984.

 

 

تُعَدُّ مكتبةُ الأسد الوطنيَّة مبنىً صرحيَّاً مميَّزاً مستطيل الشَّكل يطلُّ على ساحةِ الأمويِّين، ويبلغُ طولُ ضلعِهِ الطَّويل الذي يواجهُ ساحةَ الأمويِّين قرابةَ 100م وبعمق 33م، ويُضافُ لهُ جناحٌ مُلحقٌ من الجهةِ اليُسرى لواجهتِه الأماميَّة يضمُّ مسرحاً ومقهىً وترَّاساً تعلوهُ قاعةٌ مغلقةٌ للمُطالعة ويمكنُ الوصولُ إلى هذا الجناح من داخلِ المكتبةِ أو من الخارج مباشرةً، كما تتقدَّمُ المكتبة ساحةٌ مبلَّطةٌ معَ مساحاتٍ خضراء ونوافير مياه.

يتألَّفُ المبنى من تسعةِ طوابق متضمّنةً طابقَي قبو باستثناءِ الجناحِ الجانبيّ، وقد استُخدِمَ الإكساءُ الرُّخاميّ  بكثرة في الداخلِ والخارج، ويخدِّمُ المبنى ستَّةُ مصاعد من الجهةِ الخلفيَّة إضافةً إلى ثلاثةِ أدراجٍ للخدمة.

يُقسَم المبنى من الدَّاخل إلى قسمين شماليّ وجنوبيّ، ولكلٍّ منهما فراغٌ داخليّ يتوسَّطهُ درجٌ حلزونيّ، وتعلو كلٌّ منهما قبَّةٌ داخليَّةٌ تحتَ السَّقفِ الأخير مزيَّنةٌ بزخارفَ إسلاميَّة.

 

 

 

الوظائفُ المختلفة التي تضمُّها المكتبةُ في كلِّ طابقٍ منها:

- الطَّابقُ الأرضيّ: يضمُّ بهوَ الدُّخولِ الرئيس والاستقبال، إضافةً إلى القسمِ الأكبر من المكاتبِ الإداريّة ومكتب مدير المكتبة، ويبدأُ الدَّرجان الحلزونيَّان من هذا الطَّابق ويؤدّي الجنوبيّ منهما إلى الطَّابق الرَّابع والشماليّ إلى الطَّابق الثَّالث.

 

 

- الطَّابقُ الأوَّل (شُرفة): يوجدُ في الجانبِ الجنوبيّ من المبنى فقط، ويصلُ إليه الدَّرج الحلزونيّ الجنوبيّ ويضمُّ صالةً صغيرةً للمعارض إضافةً لبعضِ المكاتبِ الإداريَّة.

 

 

- الطَّابقُ الثَّاني: يضمُّ قسمَ الفهرسةِ والتَّصنيف وقاعتَي الدّوريَّات القديمة والحديثة إضافةً إلى فراغاتِ الدَّعمِ التِّقنيّ.

- الطَّابقان الثَّالث والرَّابع: يضمَّان قاعات المُطالعة الرَّئيسة، إذ يحوي الطَّابقُ الثَّالث قاعةَ المكفوفين وقاعةَ الفنون والعمارة وقاعةَ اللُّغة والأدب والدِّين وقاعةَ العلومِ الاجتماعيَّة والمعارف العامَّة والتَّاريخ والجغرافيا والتَّراجم، وقاعة العلوم النَّظريَّة والتَّطبيقيَّة.

 

 

أمَّا الطَّابقُ الرَّابع فيحوي القاعةَ العامَّة المخصَّصة للطلاب والقاعة الرقميَّة وقاعة الوسائل السمعيَّة والبصريَّة وقاعة الأمم المتَّحدة والقاعة السُّوريَّة وقاعة المخطوطات.

- الطَّابقان الخامس والسَّادس: يضمَّان مستودعات الكتب إذ توضعُ الكتبُ العربيَّة في الطَّابقِ الخامس والكتب غير العربيَّة في الطَّابق السَّادس.

- طابقُ القبو الأوَّل: يدخلُ القرّاءُ المكفوفون وذوو الاحتياجاتِ الخاصَّة منه، ويضمُّ هذا الطَّابقُ قسمَ البريدِ الصَّادر والوارد إضافةً إلى مواقفِ ثلاثين سيَّارة.

- طابقُ القبو الثَّاني: يضمُّ فراغات الطِّباعة والتَّجليد معَ المعدَّات الثَّقيلة اللَّازمة لذلك.

- المُلحقُ الجانبيّ: يرتفعُ حتَّى الطَّابق الرَّابع ويضمُّ مدرَّجاً يتَّسعُ لـِ 328 شخصاً وبارتفاعِ الطَّابقين الأرضي والأوَّل، والترَّاسُ المغلق بنوافذ زجاجيَّة على مستوى الطَّابق الثَّاني، وتتّصلُ بهِ الكافتيريا من الدَّاخل، وقاعة المُطالعة المغلقة من الخارج على مستوى الطَّابق الثَّالث.

 

 

ومنَ الخدمات التي تقدِّمُها المكتبة:

- التَّصفُّحُ الالكترونيّ لمجموعةٍ ضخمةٍ من المجلَّات والصحف والدوريَّات المتخصِّصة يتجاوزُ عددُها 13000 مجلَّة.

- الحصولُ على نسخٍ ورقيَّة ورقميَّة لمواد المُطالعة.

- ترميمُ المخطوطاتِ القديمة.

- الاطِّلاعُ والحصولُ على صورِ المخطوطات.

- تأمينُ غرفِ مطالعةٍ إفراديَّة خاصَّة بالباحثين.

- إقامةُ المعارضِ والنَّدوات والمحاضرات.

- خدمةُ القراءة عن بعد عن طريقِ الإنترنت.

- إقامةُ دوراتٍ متخصِّصة في تصنيفِ وفهرسةِ المكتبات.

 

 

 

تلعبُ هذهِ المكتبةُ دوراً هامَّاً في توفيرِ المراجعِ العلميَّة للقرَّاء عموماً ولطلَّابِ البحثِ العلميّ خصوصاً، إضافةً إلى دورِها في الحفاظِ على التُّراثِ الثَّقافيّ السُّوريّ واحتوائِها على مجموعةٍ قيِّمةٍ من المخطوطاتِ والكُتُبِ النَّادرة التي انتقلت إليها من المكتبةِ الظَّاهريَّة العريقة.

فهل زُرتَ هذه المكتبة وتعرَّفتَ على أقسامِها التي ذكرناها أم لم تزُرها بعد؟! شاركنا تجربتَك.

 

 

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا

4 - هنا

5 - هنا

 

/p>