الطب > الجراحة

كسورُ الوَرِك .. عِبءٌ على الشُّبانِ والكِبار

تحدثُ كسورُ الوَرِكِ عندَ تَصدُّعِ القسمِ العلويِّ من عَظم الفَخِذِ أو كَسرِه في المنطقةِ الواقعةِ قُربَ مفصلِ الوَرِك (وهو مكانُ التقاءِ عظمِ الفَخِذِ مع الحوض)، وينجمُ ذلك عن إصابةٍ ما؛ كالوقوع أو تعرُّضِ الشخصِ لضربةٍ مباشرةٍ إلى جانب الوَرِك، وتتسبَّبُ بعضُ الحالاتِ من قبيلِ ترقُّقِ العظام والسرطاناتِ والإصاباتِ الناجمةِ عن تطبيق الجُهدِ stress injuries بإضعافِ العظمِ أيضاً، ممَّا يجعلَه أكثرَ عُرضةً للكَسر.

ولِكسورِ الوَرِك عدَّةُ أنواعٍ تُصنَّف بحسبِ موقعِ الكَسر، وأكثرُ هذه الأنواع شيوعاً:

1. كسرُ عُنُقِ الفَخِذ: يتَّصفُ موقعُ الكَسر بُقربهِ من المفصل، وقد يؤدي هذا النوعُ من الكسورِ إلى قَطْعِ الترويةِ الدمويةِ المُغذِّيةِ لرأسِ عظمِ الفَخِذِ والذي يُشكِّلُ جُزءاً من المفصل الوَرِكي.

كسرُ عُنُقِ الفَخِذ

2. كسرُ بين المَدوَرِين: يُعدُّ إصلاحُ هذا الكَسر أسهلَ نسبياً من سابقِه، إذ يأخذُ موقعاً أبعدَ عن المفصلِ الوَرِكي، ولا يتسبَّبُ بأيِّ قَطْعٍ للترويةِ الدموية أيضاً.

كسرُ بين المَدوَرِين

ويُوجَدُ نوعٌ آخرُ من كسورِ الوَرِكِ يُدعَى "الكَسرَ الإجهاديَّ Stress fracture"، وهو تصدُّعٌ شَعريٌّ* (شَرخيّ) في عظمِ الفَخِذ، ويحدثُ بسببِ المُمارسةِ المُتكرِّرةِ للأنشطةِ المُجهِدة؛ إذ يمتصُّ مَفصِلُ الوَرِكِ الضغوطَ الكبيرةَ التي يتعرَّضُ لها الجسم عند أداءِ التمارينِ الرياضيةِ العنيفة. ويشابهُ الكَسرُ الإجهاديُّ بأعراضهِ التهابَ الأوتارِ والشَّدَّ العضليَّ، ويزدادُ وضعُه سوءاً عندَ إهماله.

يشعرُ المريضُ المُصابُ بِكسورِ الوَرِك بآلامٍ شديدةٍ في منطقة الوَرِكِ أو العانة، وقد يتورَّمُ الجلدُ حولَ الإصابةِ ويَحمَرُّ لونُه، وقد يُصبِحُ المريضُ عاجزاً عن الحركة أيضاً، وأمّا المريضُ المُصابُ بكَسرٍ إجهاديٍّ فيشعرُ بألمٍ يزدادُ عندَ الركضِ ويزولُ عند الراحة، وقد يصبحُ مُستمِرّاً عند إهمالِ المعالجة.

كيف تُعالَجُ كسورُ الوَرِكِ؟

يكونُ الإجراءُ الجِراحيُّ - غالباً - هو الحلُّ العلاجيُّ الوحيد، وقد تتطلَّبُ نصفُ الحالاتِ تقريباً استبدالاً جزئياً أو كاملاً للوَرِك، في حين تحتاجُ الحالاتُ الأخرى إلى الجراحةِ بهدفِ إصلاحِ الكَسرِ باستخدامِ القُضبانِ أو الصَّفائح.

ويتّفقُ معظمُ الجرَّاحينَ على أهميةِ الإسراعِ في إجراءِ العمليةِ الجراحيةِ لتحقيقِ أفضلِ النتائج، ولكنّه من الضروري التحقّقُ من سلامةِ المريض وحالتِه الصحيةِ العامةِ قبل الجراحة بإجراءِ الفحوصاتِ والتحاليلِ المختلفة.

وتختلفُ الأخطارُ الناجمةُ عن كَسر الوَرِكِ باختلافِ نوع الكَسر؛ إذ يُمكِنُ أن يتسبّبَ الكَسرُ بأذيةِ أحدِ العناصرِ المُحيطةِ من عضلاتٍ وأوتارٍ وأوعيةٍ دمويةٍ وأعصابٍ؛ ممَّا يؤثِّرُ بدوره تأثيراً مديداً على قدرةِ الشخص على الحركة، فيكونُ المريضُ عندها مُعرَّضاً للعديد من الاختلاطات؛ من قبيل تشكُّلِ الجلطاتِ الدمويةِ في الساقَين والرئتَين، والإصابةِ بالتهاباتِ السبيلِ البوليِّ أو بذاتِ الرئةِ، وضمورِ العضلاتِ وضَعفِها نتيجةَ صعوبةِ الحركة، فضلاً عن تقرُّحِ الجسم بسببِ المُكوثِ في السرير فتراتٍ طويلة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا