الفيزياء والفلك > أطلس الكون المصوّر

لماذا سترسلُ ناسا غوّاصةً تستكشفُ قمرَ زُحَل

 يُعَدُّ قمرُ زُحَل "تيتان" الجِرمَ الوحيدَ في المجموعةِ الشمسيَّةِ - سوى الأرضِ - الذي يحتوي سطحُه على بحيراتٍ وبحارٍ ومحيطات.

 خلافاً للأرضِ تتكوَّنُ تلك البحيراتُ والمحيطاتُ من سوائلَ يدخل في تكوينها الكربونُ والهيدروجينُ، وبالأخصّ الميثان. 

 القمر "تيتان" واحدٌ بين 62 من أقمارِ زُحَل، وهو أكبرُها، ويُعَدُّ ثاني أكبرَ قمرٍ في النظام الشمسي (بعد قمر المشتري جانيميد)، ويحوي غلافُه الغازي على النتروجين أساساً؛ وعلى نحوٍ مُشابِهٍ للغلافِ الغازيِّ الأرضي إلى حدٍّ ما.

 اكتُشِفَ القمرُ أوّلَ مرَّةٍ من قِبَلِ الفلكيّ الهولندي "هويجنز" عام 1655 وأسماه قمر زحل، لكن الفلكيّ"جون هرشل" أعاد تسميته لاحقاً باسم "تيتان" شقيقِ ساتُرن حسبَ الأساطير الأغريقية. 

 يبلغُ قطرُ "تيتان" 5،151 كلم، ممَّا يجعلُه أكبرَ بمرَّةٍ ونصف من قمرِ الأرض، ويُكمِلُ دورةً حولَ زُحَلَ في قرابةِ 16 يوماً أرضيّاً، وتبلغُ درجةُ الحرارةِ على سطحهِ حوالي -176 درجةً مئوية. . 

  تتضمَّنُ الرحلةُ إرسالَ غوَّاصةٍ إلى قيعانِ البحيراتِ والبحارِ المُتشكِّلةِ على سطح القمر "تيتان"؛ لاستكشافِ مكوِّناتها وخواصِّها ودراستِها تفصيليّاً.

 تمثِّلُ هذه الرحلةُ الاستكشافيةُ محاولةً مهمَّةً لفهمِ تاريخِ تطوُّرِ المُركَّباتِ العضوية في النظام الشمسي، وبذلك تكونُ خُطوةً حاسمةً على طريقِ فهمِ تطوُّرِ الحياةِ على الأرض وإمكانيةِ تطوُّرِ حياةٍ مُحتمَلةٍ في أماكن أُخرى من المَجرَّة.

 إنجازُ رحلةٍ استكشافيةٍ كهذه سيُتيحُ للمهندسين والعلماء اختبارَ تقنيَّاتِ الاستكشافِ في بيئاتٍ مُتطرِّفةٍ في المجموعة الشمسية، وستُمهِّدُ الطريقَ لرحلاتٍ مستقبليةٍ إلى قيعانِ أقمارٍ أُخرى كقمرِ المشتري "أوربا" الذي يحوي تحت سطحِه محيطاتٍ جوفيةٍ من السوائل الهيدروكربونية التي قد تستضيفُ بعضَ أشكالِ الحياة البدائية.

 

المصادر: 

1 - هنا

2 - هنا;