علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

قوة العقل على الجسد

استمع على ساوندكلاود 🎧

ما هو الدواء الوهمي أو ما يدعى ال placebo؟

مصطلحُ الدَّواءِ الوهميِّ أو الغُفل (بلاسيبو- placebo) هو مصطلحٌ يُطلَقُ على أيّةِ مادةٍ تبدو كأنَّها دواءٌ حقيقيٌّ؛ ولكنَّها واقعاً ليست كذلك، ويمكنُ أن تكونَ حبَّاتِ دواءٍ أو شراب، أو أيَّ شكلٍ دوائيٍّ وهميٍّ آخرَ، وقد يختلفُ الشكلُ الدوائيُّ للدواء الوهمي ولكنَّها تشتركُ جميعُها بميزةٍ واحدة؛ وهي أنَّها لا تحملُ أيّةَ مادةٍ فعالةٍ أو تأثيرٍ على الصحة.

إذاً فهي مادةٌ تُعطى للمريض بهدفِ علاجه ولا يكونُ لها تأثيرٌ حقيقيٌّ في علاجِ المرض؛ إذ يوهَمُ  المريضُ نفسياً أنَّ العلاجَ يحملُ الشفاء، وتُسمَّى حالةُ التحسُّنِ التي يشعر بها بـِ (تأثيرِ الدواء الوهمي)، ويشيرُ هذا التأثير إلى أهميَّةِ الإدراك وَدورِ الدماغ في الصحة البدنية.

وقد كانت بداية استخدام هذا المصطلح عام 1772 على يدِ الطبيب الأسكتلندي "ويليام كولن" لإرضاءِ المرضى وليسَ لِعلاجِ أحوالهم.

ويستخدمُ الباحثون الدواءَ الوهميَّ باستمرارٍ أثناء الدراساتِ؛ لِيساعدَهم على فهمِ فعالية الأدوية وتحديدِها أو إدراكِ الإجراءات العلاجية الأُخرى على حالاتٍ معيّنة، وقد أشارتِ الأبحاث إلى امتلاكِ الدواءِ الوهميِّ التأثيرَ الكيميائي ذاتَه في حالاتٍ من قبيل: الاكتئابِ واضطرابات النوم  والكولون العصبي والألم والسعال وأعراض سن اليأس والباركنسون، وأحياناً يستجيبُ المرضى للدواءِ الوهمي، وقد تكون استجابتُهم هذه إيجابيةً أو سلبيةً، وكمثالٍ على ذلك؛ فقد تتحسَّنُ أعراضُ المريض أو تظهرُ أعراضٌ أُخرى لم تكن موجودةً من قبلُ.

* آلية عمله:

أظهرت الأبحاث على الدواء الوهميّ (الغُفل) علاقةَ العقلِ بالجسد، إذ يؤثّرُ هذا الدواءُ على توقُّعاتِ المريض، فعندما يتوقَّعُ المريضُ تحسُّنَ الأعراض أو أنَّ حبَّةَ الدواءِ ستخلّفُ تأثيراً دوائيّاً؛ يُمكِنُ أن يتغيَّرَ شيءٌ ما في كيمياءِ الجسم فتؤدِّيَ إلى مظاهرَ مُشابِهة لمظاهرِ تناولِ دواءٍ ذي فعاليةٍ دوائيةٍ، وأظهرَتْ تقنياتُ تصويرِ الدماغِ أنَّ العلاجَ الوهميَّ قد يتركُ آثاراً حقيقيةً وقابلةً للقياس.

وتوضِحُ الأمثلةُ الآتيةُ عملَ الدواءِ الوهميّ على بعضِ الأمراض:

- الاكتئابُ: أظهرتِ الدراساتُ أنَّ مفعولَ الدواء الغُفل يصل إلى اثني عشرَ أسبوعاً في حين أنَّ معالجةَ الاكتئاب لا تستطيعُ أن تتجاوز مفعولَه هذا.

- السُّعالُ: بيَّنتِ الأبحاثُ أنَّ 85% من مفعولِ أدوية السعالِ هي للدواءِ الغُفل وتعودُ 15% إلى فعاليةِ الدواء الحقيقي.

- الباركنسون: لاحظتِ الأبحاثُ أنَّ 75 % من المرضى الذين تلقَّوا علاجاً وهميّاً أفرزت أدمغتهم الدوبامين بكمياتٍ كبيرةٍ، وأمَّا الذين قيلَ لهم أنَّ لديهم فرصةُ 25-50-100% لتلقِّي علاجٍ جديدٍ كانَ إفرازُ الدوبامين لديهم أقلَّ.

- الألم: يُعتقَدُ أنَّ هناكَ طريقتين لعمل الدواءِ الغُفل؛ فالأولى هي الإفراجُ عن المسكنات الطبيعية كالأندروفين، والثانيةُ هي تغييرُ تصوُّرِ الفرد للألم.

-الدماغُ: لاحظتِ الأبحاثُ زيادةً في إفراز الدوبامين الذي يؤثر على الشعور بالمكافأة.

* الآثار السلبية للدواء الوهميّ: وقد أظهرتِ البحوثُ حدوثَ غثيانٍ وإسهالٍ أو إمساكٍ وقد سُمَّيت هذهِ الأعراضُ بالتأثيرِ الوهميّ السلبي (Nocebo).

وبالفعلِ فإنَّ العقلَ قد يكونُ أداة شفاءٍ فعّالةً عندما تُعطى كلّاً من الفرصةِ والطريقةِ المناسبة؛ إذ يُمكنُ للعقل أن يُقنعَ الجسدَ بفعاليةٍ دوائيةٍ كاذبةٍ بمساعدةِ الأدوية الوهمية (البلاسيبو)، وقد وجد الباحثونَ أنَّ تأثيرَ الدواءِ الوهميِّ قد يماثل تأثيرَ الدواء الحقيقي في ظروفٍ معيّنةٍ!

المصدر:

هنا

هنا

هنا