الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

تقنية جراحية جديدة بواسطة الروبوت لعلاج ضعف التنفس

متلازمة انقطاع التنفس النومي Sleep Apnea هي انسداد الطريق التنفسي العلوي بسبب تقلص الجدار العضلي مما يؤدي إلى تنبه النائم لالتقاط أنفاسه ثم مواصلة نومه، وتشكل هذه الحالة مصدر أرق وإزعاج لكثير من المرضى بسبب شيوعها وإفسادها لساعات النوم الجميلة التي يرغب بها الجميع. وتترافق غالبا مع السمنة وتعتبر أحد أسباب الشخير. تنتشر هذه المتلازمة أيضا بين الأطفال بسبب كبر حجم الناميات عندهم.

وفي بحث عن علاج هذه المتلازمة قام باحثون من جامعة واين ستيت بتطوير استخدام مبتكر لأداة جديدة تجعل العمليّة الجراحيّة خيارًا أكثر قابليّة للتطبيق بالنسبة لمن يعانون من انقطاع النّفس الانسدادي النومي (انقطاع التنفـّس أثناء النوم) Sleep Apnea أو ما يسمى بمتلازمة ضعف التنفّس (OSAHS).

وذكر هو شنغ لين Ho-Sheng Lin، الحائز على زمالة الكلية الأمريكية للجراحين وأستاذ الطب وجراحة الرأس والعنق في كلية الطب ومعهد كارمانوس للسرطان، في مجلة Laryngoscope أن هناك نتائج واعدة لعلاج توقف التنفس أثناء النوم باستخدام الجراحة الروبوتية transoral robotic surgery (TORS)، وهي تقنية أنشئت مؤخرا لإزالة الأورام السرطانية في الجزء الخلفي من الحلق.

وعادة يتم التعامل مع المرضى الذين يعانون من OSAHS بواسطة الضّغط الإيجابي للهواء (PAP)، وهي آمنة وفعالة للغاية في كثير من الأحيان. ومع ذلك، لا يستطيع كل مرضى انقطاع التنفس النومي OSAHS تحمل واعتماد طريقة ضغط الإيجابي PAP وخصوصا عند النوم، فهذه الطريقة تحتاج لارتداء القناع أثناء النوم لإبقاء مجرى الهواء مفتوحا بواسطة الضغط حتى يتمكنوا من الاستمرار في التنفس دون انقطاع. وبسبب ذلك يتجه بعض المرضى إلى الجراحة التي تشكل بديلا مجديا للذين لا يستطيعون تحمل PAP.

و كإجراء شائع لهؤلاء الذين لا يتحملون طريقة الضغط الإيجابي، فإن البديل الجراجي Uvulopalatepharyngoplasty (UPPP) يهدف إلى استئصال جزء غير لازم من الحنك الرخو لإزالة العائق أمام جريان الهواء، لكن هذه الطريقة لم تكن فعالة في 50 في المئة من الحالات. وقال لين إن هذه النتيجة (والتي تعتبر أقل من المستوى الأمثل) من الجراحة التقليدية UPPP ليست مستغربة. فالمرضى الذين يعانون من OSAHS، يمكن أن تحدث إعاقة تدفق الهواء عندهم على مستويات متعددة من الحلق؛ بينما تعالج عملية UPPP فقط الانسداد على مستوى الحنك الرخو.

ويضيف أنه وللوصول للحد الأقصى من الفعالية، يجب على الجراح تقييم كل مريض على حدا لتحديد الموقع الدقيق لأماكن انسداد مجرى الهواء ومن ثم توجيه العلاج الجراحي لمعالجة تلك العوائق.

يمكن أن يكون للانسداد في الجزء الخلفي من اللسان (BOT) دور مهم في إحداث توقف التنفس أثناء النوم. إلا أن العمل الجراحي لعلاج انسداد خلف اللساني BOT يشكل تحديا كبيرا لأنه من الصعب على الأطباء التداخل والعمل في تلك المنطقة. ولكن وباستخدام جهاز روبوتي يسمى نظام دافنشي الجراحي da Vinci Surgical System، تمكن لين من تحسين الوصول إلى المنطقة BOT بأمان وبدقة لإزالة الأنسجة المفرطة (الزائدة) والمسببة لانسداد مجرى الهواء. وفي هذه الدراسة، قدم تقريرا عن نتائج 12 مريضا -تسع نساء وثلاثة رجال- خضعوا لاستئصال الزيادات خلف اللسان BOT عبر العملية الجديدة TORS دون أي عمليات أخرى مرافقة -خاصة على الطرق التنفسية العلوية-.

في وقت سابق تم إجراء دراستين، واحدة في أوروبا وأخرى في الولايات المتحدة، وكانتا حول نتائج العلاج بعد جراحة BOT بمساعدة TORS لمرضى توقف التنفس أثناء النوم أيضا. ومع ذلك فقد تم في هذه الدراسات إجراء عملية جراحية BOT بالإضافة لغيرها من جراحات الطرق التنفسية العلوية، مما جعل تقييم مدى فعالية إجراء BOT عبر العملية TORS لوحدها أكثر صعوبة. بينما خضع جميع المرضى في دراسة لين لعملية BOT عبر TORS فقط. وقال لين "على الرغم من خضوع المرضى فقط الإجراء BOT، ظهرت النتائج الجراحية لمرضانا مماثلة لتلك التي خضعوا لجراحة BOT بالإضافة إلى غيرها من جراحات الطرق التنفسية العلوية"

وفي دراسة النتائج، لوحظ تحسن كبير في المخطط البياني لمؤشر ضعف وتوقف التنفس أثناء النوم (AHI) لحوالي 75%من المرضى. المخطط البياني لمؤشر ضعف وتوقف التنفس (AHI) يقيم شدة الحالة أثناء النوم استنادا إلى عدد مرات توقف التنفس بشكل كامل أو ضعفه، والتي تحدث خلال كل ساعة من النوم. وقال لين إنه لاحظ تحسنا في من تبقى من المرضى أيضا، حيث أصبحوا أكثر قدرة على تحمل علاجات الـPAP.

ويقول لين على الرغم من أن نتائج دراسته تبدو واعدة، إلا أن الطبيعة الفريدة لكل من يعاني من OSAHS، وكذلك صغر حجم العينة، أدّى إلى الحاجة إلى مزيد من العمل مع مجموعات أكبر من أجل مواصلة تقييم فعالية جراحة BOT بمساعدة TORS، ويأمل الأطباء والباحثون الوصول إلى وضع معايير موحدة على النحو الذي يفيد المرضى في مثل هذه الحالات. ويضيف، إن استخدام هذه التقنية لا يزال في مراحله الأولى ولكن أصبح لدى الجراحين الآن تقنية جديدة وآمنة ودقيقة تضاف إلى خيارات علاج OSAHS

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا

هنا