الطب > مقالات طبية

هل تعلم مدى خطورة هاتفك المحمول؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

مَنْ مِنَّا لا يملكُ هاتفاً محمولاً؟ ذلك الجهازُ الصّغير الّذي يرافقنا في معظمِ أوقاتِنا لحاجتِنا المستمّرةِ له سواءً أكان ذلك من أجلِ العملِ أم بهدفِ المطالعةِ أو التّرفيه وغيرها، بل إنّنا نأكلُ ونشربُ وننامُ وهواتفنا معنا، ونصطحبُها معنا إلى أيِّ مكان، حتّى إنَّ البعضَ منا يستخدمونه في الحمّام! لكن، هل من الممكنِ فعلاً أن تكون أسطحُ هواتفنا مأوىً للعواملِ الممرضة؟

قبل كلَّ شيءٍ؛ نقصدُ بالعواملِ الممرضةِ: الكائناتِ الدّقيقةَ الّتي تسّببُ الأمراضَ للإنسانِ كالبكتيريا.

لم تكن فكرةُ فحصِ الهواتفِ فكرةً جديدةً، كذلكَ لم تكن حكراً على الهواتفِ المحمولة، إذ تحرّى بعضُ العلماءِ وجودَ عواملَ ممرضةٍ على أسطحِ الهواتفِ عام 1977، وكان الأمرُ كذلك بالنّسبةِ إلى الهواتفِ المحمولةِ عام 2005.

وفي دراسةٍ شملت 105 طلّابٍ في كلّيةِ الطّبِّ في جامعةِ الملكِ عبدِ العزيزِ في المملكةِ العربيّةِ السّعوديّةِ هدفتْ إلى الكشفِ عن وجودِ بكتيريا ممرضةٍ أو غيرِ ممرضةٍ على أسطحِ هواتفهم؛ تبيّنَ وجودُ بكتيريا مُمرِضةٍ في 101 من هواتفِ الطلّاب من أصلِ 105، أي بنسبةِ %96.2!!

إذاً، من الممكنِ أن توجدَ هذه البكتيريا على سطحِ هاتفِكَ الآن، وخاصّةً إن كان هاتفُكَ مزوّداً بأزرار، لاحتمالِ أن تحتويَ فراغاتُها على الأتربةِ والأوساخِ والبكتيريا وغيرها، كذلك قد توجَدُ هذه العواملُ المُمرضة على هواتفِ أصدقائِك أو عائلتِك الّتي تُمسِكُ بها أيضاً.

وعادةً ما تنتقلُ العواملُ الممرضةُ عن طريقِ اللّمس؛ أي يُمكِنُ لهذه العواملِ أن تنتقلَ من هاتفِك إلى هاتفِ غيركَ أو بالعكس، وبذلك ستكونُ أنت الوسيطَ في انتقالِ العدوى إلى أشخاصٍ آخرين، كذلك فقد تُعرّض نفسكَ لخطرِ انتقالِ العدوى حين تستعملُ هاتفكَ المحمولَ أثناءَ تناولِ الطّعام أو قبلَه مباشرةً دونَ غسلِ يديك، أو عندَ إعطاءِ هاتفكَ لطفلكَ الصّغير.

ويزدادُ الخطرُ إذا ما كنتَ طبيباً أو عاملاً في المجالِ الطّبي، أو حتّى مريضاً أو زائراً لمريضٍ في المشفى، إذ يزدادُ احتمالُ انتقالِ العواملِ الممرضةِ في المستشفياتِ وأماكنِ الرّعايةِ الصّحيّة، كما يكمُنُ الخوفُ الأكبرُ في انتقالِ البكتيريا المقاومةِ للمضاداتِ الحيويّةِ إلى أسطحِ الهواتفِ المحمولةِ ومنها إلى خارجِ المشفى.

إذاً، ما الّذي يمكنكَ فعلُه للتّقليلِ من هذهِ المخاطر؟

إنَّ تنظيفَ الأيدي وتعقيمَ الهواتفِ هما الإجراءانِ الأكثرَ سهولةً وأهميّةً في تقليل خطرِ العدوى عن طريقِ الهواتفِ المحمولة، إذ وُجِدَ أنّ تعقيمَ الهواتفِ بالكحولِ المخفَّفِ يوميّاً يساعدُ في إنقاصِ البكتيريا الموجودةِ على الهواتفِ بنسبةٍ ملحوظة. بل إنَّ التعقيم اليوميٍّ أمرٌ غيرُ مبالَغٌ به أبداً، فقد وجدت دراسةٌ أنّ البكتيريا الّتي نكافحُها بتعقيمِ هواتفِنا تعودُ بعدَ أسبوعٍ في أغلبِ الحالات!

وبذلك يمكنكَ عزيزي القارئ إضافةُ تنظيفِ هاتفِك إلى مجموعةِ الأعمالِ الّتي تنجزُها عندَ تنظيفِ المنزل، أو عندَ خروجكَ أو عودتكَ إليه، كما يمكنكَ وضعُ مناديلَ معقَّمةً بالقربِ من الأماكنِ الّتي تقضي فيها كثيراً من وقتكَ لتُذكِّركَ بتنظيفِ هاتفك.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا