الفنون البصرية > مواقع سورية على لائحة التراث العالمي

دمشق عاصمة الزمن

انضمت سورية ووقعت وثيقة التراث العالمي عام 1975 ، بعدا بأربع سنوات تحديدا عام 1979 انحط أول موقع سوري على لائحة التراث العالمي، كان هالموقع بالتأكيد دمشق نظرا لكتير عوامل و معايير فيكون تقروها بهالمقال :

تأسست دمشق في الألف الثالث قبل الميلاد، و مثلت آنذاك مركزا ثقافيا و تجاريا مهما بحكم موقعها الجغرافي على مفترق الطرق بين الشرق و الغرب، بين أفريقيا و آسيا .

الحفريات الأُثرية التي أجريت في تل الرّماد الواقع على بعد 20 كم جنوب شرق دمشق، أُثبتت أن دمشق كانت مأهولة في فترة مبكرة جدّا ( من 10000 ق.م إلى 8000 ق.م) لكن على الرّغم من ذلك لم تكتسب دمشق أهميّة حتى مجيء الآراميين حيث أصبحت مركزا مهما و مزدهرا للصناعات الحرفية و التي تنوعت و تركزت في مناطق مختلقة من المدينة، و بذلك تعتبر دمشق من أقدم المدن المأهولة باستمرار حتى الآن و بالتأكيد أقدم عاصمة ممثلة بذلك مرجعية تاريخية لمقارنة أنظمة الهندسة المعمارية و تخطيط المدن على مدى عدّة آلاف من السّنين

يحدّ دمشق من الغرب جبل قاسيون، و من الشّرق البادية السّوريّة، ارتبط اسم دمشق باسم تدمر أيضا، من حيث تأسيس كلّ منهما في واحة خصبة ، و في حالة دمشق يعود الفضل إلى نهر بردى و الّذي شكّل شريانا لواحة كبيرة و خصبة شكلت بدورها مكانا للقاء الثقافات و القوافل.

بين القرنين الحادي و السّابع عشر قبل الميلاد (11th-7th centuries BC) شكلت دمشق عاصمة للمملكة آراميّة ، و الّتي خاضت كثيرا من الحروب مع ملوك إسرائيل، و احتلت لفترة قصيرة من الملك دواوود. بعدما هزم مرتان من قبل الآشوريين، كما أنّها احتلت بالتأكيد من قبل نبوخذنصر 600 ق.م و سيطر عليها الفرس 530 ق.م، أمّا في عام 333 ق.م فقد ضمّت إلى مملكة الاسكندر المقدوني.

ما بين 197-217 م و في عهد القيصر الروماني سبتيموس سفيروس و ابنه كراكلا، تمّ بناء سور للمدينة و الّذي يمكننا تحديده حتى الآن، بعد فترة من حكم البارثيين الساسانيين عام 636 م، فتحت دمشق من قبل العرب لتصبح حاضرة الأمويين وجزءا مستمرّا حتى الآن ثمّ بدأت دمشق بالتّوسع خارج السّور و تتمتّع بازدهار اقتصادي، و الّذي استمرّ حتّى بعد خسارتها لموقعها كعاصمة في الفترة المملوكية و التّدمير الواسع الّذي لحق بها عند توغّل المغول .

تحافظ المدينة القديمة على عدد قليل من الآثار من الفترة ما قبل الفتح الاسلامي، بالأخص من الفترة الرّومانية، كالشارع الطويل الّذي يعبر المدينة من الشّرق إلى الغرب Decumanus Maximus و المذكور في سفر أعمال الرّسل ، بالطّبع نتحدّث هنا عن الشارع البادئ بباب شرقي و الذي لا زال محافظا على واحد من الأقواس الأثرية الثلاث.

في نهاية القرن الرّابع الميلادي، و تحديدا في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس، تمّ بناء كنيسة بيزنطيّة مكرّسة ليوحنا المعمدان، و منذ عام 705 ميلادي، تم بناء الجامع الكبير و الّذي بني بأمر من الوليد الخليفة الأموي السّادس. و على الرّغم من أن ترتيب العناصر المكوّنة له يذكرنا نوعا ما بالكنائس المسيحية في سورية و أرمينيا إلا أنه يشكل بلا شك نموذجا هاما من الفن الأموي و الذي شكل أيضا امتدادا للفن البيزنطي من خلال الحرفيين العاملين فيه.

خضع النسيج الحضري في دمشق إلى تحوّلات هامة مع صعود العباسيين إلى السلطة، حيث توقفت مركزية الحاضرة و قسمت إلى أحياء مختلفة كلّ منها مزوّد بالمؤسسات الخاصة و المساجد و الحمامات و الأسواق و هيئة الشرطة ، و بذلك تحولت كتل مستطيلة من الشبكة الهلنستية إلى نسيج إسلامي مميز. مع مرور القرون تحول السّوق حول المسجد الأموي إلى مركز للحرفيين و التجار، كما أدّى تماسك الأقلية المسيحية آنذاك إلى تمركزهم في الحيين الشّمالي و الشرقي من المدينة و حفظهم للمعالم و الكنائس المرتبطة بالقديس بولس .

عكست مدينة دمشق بشكل رائع الحضارات التي مرت عليها و كونت نسيجها الحالي من الحضارات الهلنستية و الرّومانية إلى البيزنطية و الإسلامية، و على الرغم من أن الخلافة الأموية اعتمدت دمشق كعاصمتها طابعة دمشق بالطابع العربي الإسلامي الذي حدد في ما بعد الخط العريض لتطورها المستقبلي،و الذي نجح باستمراره في نفس الاتجاه حتّى بعد موت السلالة الأمويّة.

تعود أقدم البنى الماديّة المؤرخة في المدينة إلى الفترة الرّومانيّة، ممثلة ببقايا معبد جيوبيتر Jupiter و بقايا مختلقة من البوابات إضافة إلى قسم غير صغير من أسوار المدينة الرّومانية. و على الرّغم من المسجد الأموي الكبير الّذي بني فوق كنيسة بازيليكا، بنيت بدورها فوق المعبد الرّوماني إلا أنّ هذا يشكل جزءا صغيرا من التاريخ المرئي للمدينة. الأسوار القديمة ، القلعة، بعض المساجد و المقامات الباقية من العصور الوسطى تشكّل جزءا رائعا شاهدا على المدينة ، إلا أن أكبر قسم من النسيج العمراني و المعالم المعماريّة يعود إلى ما بعد فترة الاستعمار العثماني في بدايات القرن السّادس العشر.

تحقّق دمشق كثيرا من المعايير الّتي أهلتها للانضمام على قائمة التّراث العالميّ، هذه المعايير هي:

المعيار 1 : تجسّد دمشق تمثيلا جماليا فريدا للحضارات التي خلقتها. المسجد الكبير هو تحفة العمارة الأموية و الّذي يجاوره معالم أخرى من حضارات أخرة كالقلعة ، قصر العظم ، الخانات و الحمامات العامة ، و المساكن الخاصة.

المعيار 2: كعاصمة للخلافة الأموية، كانت دمشق مثالا لتطوير المدن العربية المتتالية بعدها، بمخططها الحضري المستمد من التخطيط الهلنستي الروماني القديم ، قدّمت دمشق مثالا يحتذى به لتخطيط المدن العربيّة الإسلاميّة

المعيار 3: تدلنا المصادر الأثرية و التاريخية على أن دمشق القديمة عرفت من الألف الثّالث قبل الميلاد و ذكرت في النّصوص القديمة، كما أنّه من المعروف على نطاق واسع أن دمشق تعد من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم .

المعيار 4: كواحد من أكبر المساجد في العالم و وواحد من أقدم مواقع الصلاة المستمرة منذ ظهور الإسلام يشكل الجامع الأموي إضافة إلى أهميته المعمارية و التاريخية ، أهمية ثقافية و فنية نادرة.

المعيار 5: ترتبط المدينة بشكل وثيق مع الأحداث التاريخية الهامّة و الأفكار و التقاليد خصوصا من الفترة الإسلامية و قد ساعدت كل هذه العوامل على خلق صورة وهوية واضحة للمدينة.

في عام 2009 تم تحديد خط جدران المدينة القديمة على أنّه الخط المحدد للمنطقة ضمن الحماية الأثرية، و تحدد المناطق المحاذية للأسوار و التي هي مناطق التوسع التاريخي خارج الأسوار في القرن الثالث عشر الميلادي .

متطلبات الحماية والإدارة2009 :

مسؤولية التخطيط و إدارة المدينة القديمة تعود ليد اثنين من الدوائر الحكومية ( لجنة حماية المدينة القديمة والمديرية العامة للآثار والمتاحف ( DGAM ) .. يتم توفير الحماية القانونية بموجب قانون الآثار 222 المعدلة في عام 1999 بالإضافة إلى القرار الوزاري رقم 192 لسنة 1976 بتعيين المدينة المسورة كجزء من التراث الثقافي و التاريخي ل سورية.

وقد أنشئت لجنة ل حماية وتنمية دمشق القديمة ، مع ممثلي مختلف الهيئات لتنسيق أنشطة التخطيط والبناء بالإضافة إلى كونها المسؤولة عن التخطيط الاستراتيجي للمدينة القديمة .

وكان مشروع الخطة العمرانية المتكاملة للمدينة القديمة تمت الموافقة رسميا بقرار وزاري رقم 37 / أ من عام 2010. كما تم ترسيم المنطقة العازلة و لكن لا موافقة رسمية حتى الآن .

يا حزركون شو هو الموقع التاني و كمان بلا ما تشوفو المراجع

Source: UNESCO/CLT/WHC

هنا

هنا

• Fischer Weltgeschichte Bd II: Das Ende des 2. Jahrtausends. Fischer، Frankfurt 1966.