الطب > أمراض المشاهير‬

مرضُ ستيفن هوكنغ.. "امشِ بدائِك ما مشى بك"

ستيفن هوكنغ؛ الفيزيائيُّ الذي طالَما أذهلَ العالمَ بإنجازاته؛ وافتْهُ المنيَّةُ اليومَ عن عمرٍ يناهزُ الـ 76 عاماً، وإضافةً إلى إنجازاتِه العديدة؛ فقد أبهرَ الأطباءَ تمكُّنُ هذا العالمِ - المُصابِ بالتصلُّب الجانبيّ الضموري - من العيش قرابةَ نصفِ قرنٍ بعد تشخيص إصابته، متخطيّاً جميعَ التوقعات الطبية التي استبعدَتْ أن يتمكَّنَ من الاحتفالِ بعيد ميلادِه الخامس والعشرين! فكيف تمكَّن من فعل ذلك؟!

عادةً ما يُشخَّصُ التصلُّبُ الجانبيُّ الضموريُّ لدى معظم المرضى بعدَ عمر الخمسين، ولا يعيشُ أغلبُ المرضى أكثرَ من خمسِ سنوات بعد تشخيص المرض، إذ إنَّ طولَ الفترة التي يُفترَضُ أن يعيشها المصابُ تعتمدُ على عنصرَين مهمَّين؛ أولُّهما الأعصابُ التي تحرِّك الحجابَ الحاجز؛ أي عضلاتُ التنفُّس، والتي إذا ما أُصيبَت بالشلل فسوف يفشلُ التنفُّسُ عند المريض؛ وهذا ما يؤدّي إلى وفاة أغلبِ المصابين بالتصلُّبِ الجانبيّ الضموريّ، وأمَّا العنصرُ الثاني فهو الشَّللُ الذي يصيبُ العضلاتِ المسؤولةَ عن البلع، والذي يُفضي الى سوء التغذية والتجفاف.

وهنا نستنتج أنَّ المريضَ الذي لا يعاني من إحدى هاتَين المشكلتَين يُمكنُه أن يعيشَ مدةً طويلةً على الرغم من تدهور حالته الصحية.

ويؤدّي كلٌ من نوعِ التّصلب الجانبي الضموري وعُمرِ المصاب عند التشخيص دوراً كبيراً في تحديد مدَّةِ البقاء، فإنَّ تشخيصَ الإصابة قبلَ سنّ الأربعين قد يُساعدُ في إطالة مدَّةِ حياة المريض، وقد يكون هذا هو حالُ ستيفن هوكنغ الذي شُخِّصَ مرضُه عندما كان عمره واحداً وعشرين عاماً، ويُرجّح أنَّ إصابتَه تشبه إلى حدٍّ ما الإصابةَ بالتصلب الجانبي الضموري لليافعين، والذي يكون تقدُّمُ المرض فيه بطيئاً جداً؛ وذلك بحسب قول الطبيب ليو مكلانسكي؛ البروفيسور في علم الأعصاب، والمدير الطبي لمركز التصلب الجانبي الضموري في جامعة بنسلفينيا.

لم يتمكّن مرضُ ستيفن هوكنغ مِن إبطاءِ عزيمته، وتخطَّى به كلَّ التوقعاتِ الطبية تخطّياً مدهشاً، ومع أنَّ حالتَه نادرةٌ جداً؛ ولكنَّها - وبكلّ تأكيد - تمنحُ أملاً كبيراً للمرضى الآخرين في جميع أنحاء العالم.

 

 

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

3 - هنا