الغذاء والتغذية > الوزن واللياقة

عواملٌ غير تقليديةٍ تؤدي إلى زيادة الوزن

استمع على ساوندكلاود 🎧

إذا كنتَ تتناول كميّةً زائدةً من الطّعام، أو أنّك لا تمارس الرّياضة باستمرارٍ، فلن تكون زيادة الأرقام على الميزان أمراً مفاجئاً، ولكن ماذا لو ازداد وزنك على الرغم من عدم اتباعك عاداتٍ صحيةٍ خاطئةٍ؟ في الحقيقة، الغذاء ليس العاملَ الوحيدَ لزيادةِ الوزن، بل إنَّ هناك أسباباً أخرى عديدةً، نذكر منها:

- قلّة النّوم: فإن كنت تسهر لوقتٍ متأخّر، سيزدادُ احتمالُ تناولكِ لبعضِ الطّعامِ في وقتٍ متأخّرٍ من اللّيل، ممّا يعني المزيدَ من السّعراتِ الحراريّة، ومن ناحيةٍ أخرى: فإنّ التغيّراتِ في مستوياتِ الهرمونات الّتي تنتجُ عن قلّة النّوم تزيد من الجوعِ والشّهيّةِ وعدمِ الإحساسِ بالشّبع بعد تناول الطّعام.

- الضغط النفسيّ: عندما تزدادُ ضغوطُ الحياة، تستجيبُ أجسادُنا بطريقةٍ مختلفةٍ، إذ يزدادُ إفرازُ هرمون "الكورتيزول" أو "هرمون التّوتّر"، ممّا يؤدّي إلى زيادةِ الشهيّة، وقد يصل الأمر بنا إلى تناولِ الأطعمةِ ذاتِ السّعرات الحراريّة العالية، وبالطّبع سيشكّل هذا المزيج أساساً مثاليّاً لزيادة الوزن.

- مضادات الاكتئاب: تتسبّب بعضُ مضاداتِ الاكتئابِ بزيادةِ الوزن، فإذا كنت تعتقد أنّ وزنك يزدادُ بسببِ دوائك، فعليك التّحدّث مع طبيبك لإجراءِ تغييراتٍ على خطّةِ العلاج الخاصّة بك، ولكن لا تتوقف عن تناول الدّواء أبداً أو تغيّره من تلقاء نفسك، ولو لم يكن الدّواء هو السّبب، فإنّ الاكتئاب نفسه يمكن أن يسبّب تغييراتٍ في الوزن.

- مضادات الالتهاب الستيروئيديّة: تسبّب هذه الأدوية زيادة الوزنِ لما ينتجُ عن تناولها من احتباسٍ للسّوائلِ وزيادةٍ للشّهيّة، وقد يلاحظُ بعضُ النّاس تغييراً مؤقّتاً في الأماكنِ الّتي تتركّز فيها الدّهون عند تناول مضادات الالتهاب الستيروئيديّة كالوجه، والبطن، والجزءِ الخلفيِّ من الرّقبة، ولا يجبُ إيقافُ تناول هذه الأدويةِ إذا مرَّ أكثرُ من أسبوعٍ على تناولِها دون استشارة الطّبيب.

- أدويةٌ أخرى: وعلى رأسِ القائمةِ تأتي الأدويةُ المضادة للذهان (والّتي تُستَخدَم لعلاج الاضطرابات النّفسيّة كالفصامِ والاضطراب ثنائيِّ القطب)، كذلك أدويةُ الصّداع النّصفيّ، والاختلاج، وارتفاع ضغط الدّم، والسّكّريّ. ومن ناحيةٍ أخرى، وخلافاً للاعتقاد الشّائع، فلم يثبتْ تأثير الجمع بين حبوبِ منع الحمل المحتوية على الإستروجين أو البروجسترون على زيادة الوزن، وعلى الرغم من أنّ هذه الحبوبَ قد تؤدّي لزيادةِ الوزنِ بسببِ احتباسِ السّوائل، ولكنّها تبقى زيادةً قصيرةَ الأجل.

- قصور الغدّة الدّرقية: عدم إفرازِ الغدّة الدّرقيّة كمّيّاتٍ كافيةٍ من هرمونِ الثيروكسين يؤدّي إلى الشّعورِ بالتّعب، والضّعف، والبرد، فضلاً عن زيادة الوزن النّاتجة عن بطء الاستقلاب.

- انقطاع الطمث: معظمُ النّساء يعانين من زيادةِ الوزنِ في وقتِ انقطاعِ الطّمث، والّذي يعود إلى التّغيّرات الهرمونيّة الّتي تطرأ على جسمِ المرأة، وبطء الاستقلاب واستهلاكِ السّعرات الحراريّة.

- متلازمة كوشينغ: زيادةُ الوزنِ من الأعراض الشائعة لدى مرضى متلازمة كوشينغ، وذلك بسببِ الكمّيات المتزايدةِ الّتي يفرزها هرمون الكورتيزول، والّذي يؤدّي بدوره إلى زيادةِ الوزن، ويمكنُ أن يصابَ الإنسانُ بهذه المتلازمةِ عند تناولِ الستيروئيدات لمعالجةِ الرّبو، أو التهابِ المفاصل، أو الذّئبة، وكذلك عند إفرازِ الغددِ الكظريّةِ كمّياتٍ زائدةٍ من الكورتيزول، أو بسببِ تكوّن الأورام، وتتركّز الدّهون عادةً حول الوجه، والعنق، وأعلى الظهر، والخصر.

- متلازمة المبيض متعدّد الكيسات: وهي مشكلةٌ هرمونيّةٌ شائعةٌ لدى النّساء في سنّ الإنجاب، إذ تنمو العديدُ من الكيساتِ الصّغيرة على المبايض، ممّا يؤدّي إلى اختلالِ الهرموناتِ الّتي تؤثّر على انتظام الطّمث، ويؤدّي إلى زيادةِ نموِّ شعرِ الجسمِ وظهور حبِّ الشّباب أيضاً، وعادةً فإنّ النّساء المصاباتِ بهذه الحالةِ يعانينَ من مقاومةِ الأنسولين، ولذلك فقد تزداد أوزانهنّ، ويميل الوزن إلى التجمّع في منطقة البطن، مؤدّياً لازدياد احتمالِ خطورةِ الإصابةِ بأمراض القلب.

- الإقلاع عن التّدخين: على الرغم من كونه واحداً من أفضل الأشياء الّتي يمكن للمدخّن أن يفعلها من أجل صحّته، لكنّه قد يتسبّب بحدوث زيادةٍ في الوزن، وعادةً لا يتجاوز الوزن الزّائد خمس كيلوغرامات، وينبغي أن يقلّ الشّعور بالجوع بعد عدّة أسابيع، ممّا سيجعل من فقدان الوزن المكتسبِ أمراً سهلاً.

الآن وقد عرفت الأسباب، إليك بعض القواعد المهمّة:

القاعدة 1: لا تتوقّف عن تناول أيّة أدويةٍ دون استشارة الطّبيب.

القاعدة 2: لا تقارن نفسك بأشخاصٍ آخرين يتناولون الدّواء نفسه، فقد لا يعاني الآخرون من الآثارِ الجانبيّة نفسها للدّواء ذاته.

القاعدة 3: تذكّر أنّه إذا كانت زيادة الوزن مجرّد احتباسٍ للماء، فهي ليست وزناً دائماً أو دهوناً، وأنّه بمجرّد الانتهاء من تناول الدّواء، ستنقص الوذمةُ النّاتجة عن احتباس السوائل، وينصحُ باتّباع حميةٍ منخفضةِ الصوديوم في هذه الأثناء.

القاعدة 4: استشر طبيبك في حال كنت تريدُ تناولَ دواءٍ آخر، فقد يصف لك دواءً لا يحملُ نفس الآثارِ الجانبيّة.

القاعدة 5: قد تنتجُ زيادة الوزن عن بطء الاستقلاب، سواءً بسبب وجودِ حالةٍ مرضيّةٍ أو بسبب العلاجِ بدواءٍ ما، وفي الحالتين، عليك القيام بما من شأنه أن يزيد الاستقلاب لديك، والرياضة هي الحل الأمثل.

المصدر: هنا