الطب > مقالات طبية

سرّ الشباب يجري في العروق

استمع على ساوندكلاود 🎧

قد يبدو من المثيرِ للاهتمامِ بالنّسبةِ للبعضِ وجودُ علاجٍ يساعد إعادة نمو الشّعرِ دون اللّجوءِ إلى موادٍ غريبةٍ عن الجسمِ ليتمَّ حقنها فيه، بل باستخدامِ دمِ الشّخصِ نفسِه من أجل تنشيطِ الخلايا الجذعيّة، ممّا يسمحُ بتجنّبِ أيِّ آثارٍ جانبيّةٍ أو تحسّسيّة، وهذا ما قد تحقّقه تقنيّةُ العلاجِ بالبلازما الغنيّةِ بالصّفيحات، والّتي أشادَ الأطبّاءُ والعلماءُ بكفاءتِها في إعادةِ نموِّ الشّعر، إذ يمكنُ لهذه التّقنيّة أن تساعدَ في تنشيطِ الخلايا الجذعيّةِ الجريبيّةِ النّائمة، ومن الواردِ أن تشكّلَ هذه التّقنيّة خطوةً متقدّمةً في مجالِ علاجِ تساقطِ الشّعرِ وتحفيز نموّه، ورغم اعتبار البعضِ لتلك التقنيّةِ محاولةً تسويقيّةً لسرقةِ الرّجالِ والنّساء، بينما لا يزالُ كثيرون متحمّسينَ لمعرفةِ إمكانيّاتها. لنتعرّف على هذه التّقنيّة وعلى تأثيرِ استخدامها على الشّعرِ والبشرة.

 

ما هي البلازما الغنية بالصفيحات الدموية ؟

البلازما الغنيّةِ بالصّفيحاتِ الدّمويّة أو PRP Platelet Rich Plasma هي بلازما ذات محتوىً عالٍ من الصّفيحاتِ الدّمويّة، وتلك الأخيرة تؤدّي دوراً أساسيّاً في عمليّةِ إيقافِ النّزوف، وبالإضافةِ إلى ذلك، فهي تحتوي على العديدِ من البروتيناتِ وعوامل النّموِ والسّيتوكينات الأخرى المختلفةِ والّتي تحفّز التئامَ الأنسجةِ ونموّها.

 

وتُستخدَمُ تقنيّةُ حقنِ البلازما الغنيّةِ بالصّفيحات لهدفينِ أساسيّين: أوّلهما استعادةُ نضارةُ البشرة، وذلك من خلالِ تقليلِ خسارةِ الحجمِ في الوجهِ واليدينِ والرّقبة، وملءِ التّجاعيدِ والجلدِ المترهّل، وتخفيفِ التّندّبات النّاجمةِ عن حبّ الشّباب، والتّقليلِ من علاماتِ تمطّط الجلد stretch marks، وكثيراً ما تُستخدَمُ هذه التّقنيّة جنباً إلى جنبٍ مع العلاجِ بالكولاجين بالوخزِ بالإبرِ أو micro needling  للحصولِ على نتائَج أفضل.

 

وأما الهدفُ الآخر لاستخدامِ تلك التّقنيّة فهو علاجُ تساقطِ الشّعرِ وتحفيزِ نموّه مجدّداً، إذ تُحقَن البلازما مباشرةً في مناطقِ فروةِ الرّأس ذاتِ الشّعر الخفيف، وفي دراساتٍ أُجريت لمعرفة فعاليّةِ هذه التّقنية، ولدى استخدامِ هذا العلاجِ لأربعِ مرّاتِ على مدى أسبوعينِ وإجراءِ تقييمٍ للنّتائج، تبيّن أنّ العلاجَ قد ساعد في تحفيزِ بصيلاتِ الشّعر وزيادةِ كثافتِها، وأدّى إلى انقلاعِ شعرٍ عند إجراءِ اختبارِ الشّد. وتُعدُّ تقنيّة حقنِ البلازما الغنيّةِ بالصّفيحاتِ خياراً علاجيّاً بسيطاً وفعّالاً لعلاجِ الثّعلبةِ أو الحاصّة (وهي بقعةٌ خاليةٌ من الشّعر).

ورغمَ كون حقنِ البلازما الغنيّةِ بالصّفيحاتِ تقنيّةً حديثة الاستخدامِ نسبيّاً، إلّا أنّها تُعتبَر آمنةً ومنخفضةَ التّكاليف، كما أنّها لاقت قبولاً من المرضى، الأمرُ الّذي يجعل منها علاجاً واعداً لتساقط الشّعر.

يُذكَر أنّ العلاجَ باستخدامِ هذهِ التّقنيّةِ قد يسبّبُ بعضَ الألمِ والاحمرارِ والنّزوفِ النقطيّةِ في مكانِ الحقن. إنّما تبقى هذه التّقنيّةُ آمنة نسبيّاً لعدمِ وجودِ خطرِ حدوثِ ردِّ فعلٍ تحسّسيٍّ وذلكَ لأنَّ البلازما المحقونةَ مأخوذةٌ من الشّخصِ الّذي يتلقّى العلاج بها، وبالتّالي فإنّ الجسم بهذه الحالةِ يشفي نفسه بنفسه، ودون الحاجةِ إلى استخدامِ الموادِ الكيميائيّةِ الغريبةِ من أيِّ نوع.

المصادر:

هنا

هنا