الطب > مقالات طبية

القلنسوات الباردة: حل ذكي لتساقط شعر مرضى السرطان

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبَرُ تساقطُ الشّعرِ المسبَّبِ بالعلاجِ الكيميائيِّ مشكلةً حقيقيّةً قد تتسبًبُ لمرضى السّرطانِ بالإجهاد (stress)، وهذا ما يدفعُ الباحثينَ إلى محاولة إيجادِ حلٍّ لهذه المشكلة مستخدمين وسائل مختلفة، وبعض تلك الوسائل فيزيائية، ولكن، ما مدى فعالية تلك الوسائل، وما هي قابلية استخدامها لدى المرضى؟

القلنسواتُ الباردةُ cold caps أو أنظمةُ تبريدِ فروةِ الرّأس، هي قبّعاتٌ مشابهةٌ لخوذِ الدّرّاجات، مملوءةٌ بمادّةٍ هلاميّةٍ ذاتِ درجةِ حرارةٍ منخفضةٍ قد تصلُ إلى الصّفرِ مئوية، ويمكنُ أن يساعدَ استخدامُ هذه القلنسواتِ على تقليلِ نسبةِ تساقطِ الشّعرِ لدى مرضى السّرطانِ الخاضعينَ للعلاجِ الكيميائيّ.

يعملُ العلاجُ الكيميائيُّ على قتلِ الخلايا الّتي تنقسمُ وتتكاثرُ بسرعةٍ في الجسم، وتكمن مشكلةُ أدويةِ العلاجِ الكيميائيِّ التّقليديّةِ في عدمِ قدرتِها على التّمييزِ بين الخلايا السّرطانيّة والخلايا الطّبيعيّةِ سريعةِ الانقسامِ في الجسمِ كالخلايا الموجودةِ في جريباتِ الشّعر، وبالتّالي فإنَّ مهاجمةَ أدويةِ العلاجِ الكيميائيِّ لهذه الجريباتِ تؤدّي إلى تساقطِ الشّعر.

كيف تخفّفُ هذه القلنسواتُ من تساقطِ الشّعر؟ عندَ ارتداءِ تلكَ القلنسواتِ، تتقبّضُ الأوعيةُ الدّمويّةُ نتيجةََ تبريدِ فروةِ الرّأس، ممّا يقلّلُ من وصولِ الدّمِ المُحمَّل بأدويةِ العلاجِ الكيميائيِّ إلى جريباتِ الشّعر، كذلك تقلّلُ البرودةُ من النّشاطِ الانقساميِّ لخلايا الجريبات، فتجعلها أقلَّ عرضةً للاستهدافِ من قبل الأدوية.

وتشيرُ بعضُ الدّراساتِ الحديثةِ الّتي استهدفتِ نساءً أُصِبنَ بسرطانِ الثّدي وتَلَقَّينَ العلاجَ الكيميائيَّ أنَّ ٥٠٪‏ من هؤلاءِ النّساءِ قد فقدن أقلَّ من نصفِ شعرِهنِّ بعد استخدامهنَّ للأجهزةِ الحديثةِ المُبرِّدة للرّأس.

ويبقى السّؤال، هل تمنعُ القلنسواتُ الباردةُ وصولَ أدويةِ العلاجِ الكيميائيِّ إلى الخلايا السّرطانيّةِ في فروةِ الرّأس؟ أشارت بعضُ الدّراساتِ السّابقةِ إلى ندرةِ إصابةِ مستخدمي القلنسواتِ الباردةِ بسرطاناتِ فروةِ الرأس، ولا يزالُ هذا الموضوعُ يخضعُ إلى مزيدٍ من الأبحاث.

ويعتمدُ نجاحُ هذهِ الآليّةِ على نوعِ الدّواءِ المُستخدمِ للعلاجِ الكيميائيّ، وجرعتِه، وقدرةِ الشّخصِ على تحمّل البرودة، وعلى المريضِ الخاضعِ للعلاجِ الكيميائيِّ ارتداءُ القلنسوةِ الباردةِ لما يقاربُ ٣٠ دقيقةً تقريباً قبل بدءِ جلسةِ العلاج، وكذلكَ خلالَ الجلسة، وبعدَها لحوالي ٩٠-١٢٠ دقيقة، ويُنصحُ بارتداءِ الثّيابِ السّميكةِ واستخدامِ البطّانيّات.

وتشملُ الأعراضُ الجانبيّةُ النّاتجةُ عن استخدامِ تلكَ القلنسوات: الصّداع، وآلامَ فروةِ الرّأس، والقشعريرة، والشّعورَ بالانزعاجِ في منطقتي العنقِ والكتف.

وإلى جانب استخدام تلك القلنسوات، يُنصحُ بالاهتمامِ بصحّةِ الشّعرِ للتّقليلِ من تساقطِه من خلالِ تجنّبِ غسلهِ ليومينِ بعد جلسةِ العلاج، واستخدامِ شامبو أو بلسمٍ غيرَ معطَّر، وغسلِهِ بالمياهِ الدّافئةِ بدلاً من الحارّة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا