منوعات علمية > منوعات

وزارةٌ لزرعِ الحبِّ في المملكة المتحدة !!

استمع على ساوندكلاود 🎧

"انظروا إلى أولئك الوحيدين" أحد مقاطع أغنية Eleanor Rigby لفرقة Beatles  والتي تذكُر أشخاصاً عاشوا وماتوا دون وجود أحدٍ بجانِبِهم، فهل من مُبرّرٍ مُقنعٍ لاستحداث وزارةٍ جديدةٍ للوحدة في المملكة المتحدة؟

استُحدِث هذا المنصبُ الوزاريُّ الجديدُ للفت انتباه المجتمع للأشخاص الوحيدين، فقد تجاوز عدد الأشخاص الذين يشعرون بالوحدةِ في المملكة المتحدة 9 ملايين شخصٍ وفقاً لتقريرٍعن الوحدة أجرّته لجنة Jo Cox في تشرين الأول من عام 2017، كما أظهرت الأبحاث أنَّ للوحدةِ تأثيرٌ ضارٌّ على الحالة الصِحيّة في المجتمع، وهو ما دفع رئيس وزراء المملكة المتحدة السيدة Theresa May لاستحداث منصبِ "وزير الوحدة" في 17 كانون الثاني 2018 وتسليمه للناشِطةِ السياسيّةِ السيّدة Tracey Crouch.

وفقاً لدراسةٍ نشرتها "National Academy of Sciences" عام 2015 فإن الشعور بالوحدة يرفع خطر الإصابة بالأمراض، ويحرّض هذا الشعورُ -إنّ كان مزمناً- كما ذكرت "Live Science" على حدوث تغيّراتٍ خلويّةٍ تقلّل من قدرة الفرد على مواجهة العدوى الفيروسية، كما أكدّت دراسةٌ أجريت عام 2017 أنَّ الوحدة تزيد من شِدَّةِ مرض الرّشحِ عند الإصابة به.

كما أنَّ الشعور بالعزلة قد يؤدّي لنتائجَ خطيرةٍ، فقد يزيد خطر حدوث الموت المبكّر بنسبة 26% وفقاً لدراسةٍ تحليليّةٍ نشرتها مجلّةُ Perspectives on Psychological Science عام 2015.

علاوةً على ذلك، يُربك هؤلاء الأفرادِ الكوادرَ الطبيّةَ ونظامَ الرعايةِ الصِحِيّةِ، إذ يتوجّه بعض الأشخاص الذي يشعرون بالوحدة إلى المشافي في أيّام الأعياد والعطل، ويشتكون من إصابتهم بأمراضَ مختلفةٍ رغم كونهم بصِحةٍ جيّدةٍ، وذلك وفقاً لدراسةٍ نشرتها مجلّةُ The Lancet الطبيّة عام 2010.

أشارت وزيرة الوحدة May إلى أنَّ الوحدة من وجهة نظر الكثير من الناس هي الوجهُ المظلمُ للحياة الحديثة، وأنّها ستبذل ما بوسعها لمواجهةِ هذه المُعضلةِ التي يعاني منها كِبارُ السِنِّ ومقدّمو الرعايةِ الصِحِيّةِ والأشخاصُ الذين فقدوا أحد أحبّاِئهم وكذلك الذين لا يجدون أحداً يتحدّثون معه ويشارِكونه أفكارَهم وتجارِبَهم.

وممّا يجدر ذِكرهُ أنَّ منصب وزير الوحدة ليس المنصبَ الوحيدَ الذي يُعنى بالمشاعر الإنسانيّة، إذ أُحدِث منصب وزير السعادة مؤخّراً في العديد من الدول كالهند والإمارات.

مصادر المقال

هنا

هنا