الفنون البصرية > أساطير الشعوب

المستذئبون وما لم تخبرك به الأفلام الهوليودية!

بدأت أسطورة المستذئبين بالانتشار منذ زمنٍ طويل؛ إذ تروي لنا الأساطير الإغريقية قصة "لايكون"؛ الرجلِ الذي تحول إلى مستذئبٍ إثر أكله لحمَ إنسان، ومن المرجح أن أصل كلمة Werewolf أي المستذئب يعود لكلمة Wer والتي تعني إنسان.

وكما هو الحال لدى مصاصي الدماءِ، والأحياء الأموات، وغيرهم؛ فقد تلاشت أساطير المستذئبين في مواجهة البحث والتدقيق.

يمكن للفضَّة فقط قتلُ المستذئبين:

تربط الأساطير بين الفضة والقمر المكتمل مما جعل استخدامها في قتل وحشٍ تحوَّل إلى ما هو عليه تحت ضوء القمر منطقياً، وقد شملت الأسطورة لاحقاً جميع الكائنات غير الطبيعية مثل مصاصي الدماء Vampires والأحياء الأموات Zombies.

بينما لا يكفي في الحقيقة أن تستخدمَ أيّة أداةٍ فضيَّةٍ لتقتل المستذئب، بل يجب استخدام رصاصاتٍ مصنوعةٍ من الفضة؛ إذ تُطلقُ بقوةِ إيقافٍ هائلةٍ قادرةٍ على اختراق جلده الثخين، وتُصوَّبُ نحو الرأس أو القلب بالطبع.

يظهر المستذئبين أثناء اكتمال القمر فقط:

انتشرت العديدُ من الخرافات القديمة حول تأثير القمرِ المُكتملِ على الإنسان والحيوان، ومنها الأسطورة التي تعلِّلُ تحوُّل المستذئبِ باندماج مشاعره السلبية وضوء القمر المكتمل.

لكن الحقيقة مختلفةٌ قليلاً؛ إذ يمكن للمستذئب الظهور ومهاجمة ضحاياه في أيِّ وقت، ولكنَّ نشاطه يزداد ليلاً، دون أن يؤثرَ القمر المكتمل على تحوِّل المستذئب أو حالته العقلية.

المستذئب؛ ذئبٌ بعد غروب الشمس وبشريٌّ بعد شروقها:

غذَّت الأفلام الهوليودية في أذهاننا فكرة تحوُّل المستذئب إلى ذئبٍ عند غروب الشمس، وعودته لطبيعته البشرية عند شروقها أو موته.

بينما يحتاج التحوُّل في الحقيقة لأسابيع؛ فهو عمليَّةٌ بطيئةٌ وغير قابلةٍ للعكس. وعلى الرغم من الفائدة الدرامية للتحوُّل السريع، لكنَّه غير ممكن فعليَّاً؛ إذ تحتاج الكتلة البدنيَّة الزائدةُ إلى بروتيناتٍ، ودهونٍ، وسكّرياتٍ، وفيتاميناتٍ والتي إمَّا أن تكون مخزَّنةً في الجسم بكمياتٍ كبيرةٍ، أو تُستهلكَ فموياً خلال مرحلة التحوُّل. الجدير بالذكر أن التحول السريع سينتج عنه حرارةٌ خُلويَّةٌ هائلةٌ ستؤدي إلى شواء المتحوِّل وموته.

بإمكانك أن تغدو مستذئباً عبر القيام بطقوسٍ معينة:

وُلدت هذه الفكرة نتيجةً لربطِ أسطورة المستذئبين بالسِّحرِ الأسودِ والتنجيمِ والممارسات الشيطانيَّةِ.

وبالعودة للحقائق، بوسعكَ التحوُّلُ لمستذئبٍ إذا أُصبتَ بحطيطة الذئب  (Lupine Parvovirus)؛ والتي تنتج عن عضَّة ذئبٍ رماديٍّ مُصاب، وذلك نادرٌ للغاية لأنَّ مواجهة شخصٍ ما للمستذئب تعني في الغالب موته لا إصابته بالعدوى.

من شأن تسلقِ شجرةِ دردارٍ أو الركضِ في حقل جاودار أن يُبعد عنك المستذئبين:

تعدُّ حبوب الدردار والجاودار مباركةً بسبب تناول الرهبان لها، مما مكَّنها -بحسب الأسطورة- من درء المخلوقات الشيطانية كالمستذئبين ومصاصي الدماء.

في الواقع، إنَّ أنيابَ المستذئبين الطويلة وأجسامهم الثقيلة حالَت دون تسلقهم الأشجار، ولكنَّ الغلوتين الموجود في الجادوار لا يسبِّبُ أيَّ إزعاجٍ لهذه المخلوقات.

حقيقة الأمر، تُساعد حاسة الشمِّ القوية المستذئبِ من إيجاد ضحيته أينما كانت بسهولةٍ تامة.

تُبعدُ زهرةُ خانق الذئاب المستذئبين عنك:

تعدُّ نبتةُ خانق الذئاب؛ Monkshood أو Aconitum، واحدةً من أشدِّ النباتات ذات الأصولِ الأوروبيةِ سميَّةً على الإطلاق، وقد يؤدِّي لمسها باليدين مباشرةً إلى الموت، ولذلك استُخدمت السّموم المُستخرجة منها في قتلِ الذئاب، ووُضعت كذلك تحت الوسائد لإبعاد المستئذبين.

حسناً، إن استخدام هذه النبتة لإبعاد المستذئبين قد يجدي نفعاً في حالةٍ واحدة؛ وهي أن تدفن نفسك تحت كميةٍ هائلةٍ منها، ولكنَّ ذلك لا يقلُّ خطورةً عن مواجهة الوحش بدلاً من اجتنابه. لذلك، ننصحك باللجوءِ إلى بوق الهواء أو الرذاذ المستخدمين عادةً لإبعاد الدببة.  

عليك قتل المستذئب الذي عضَّك لتُشفى:

انتشرت هذه الطريقة بغرض تحفيز الناس وزرع الأمل الزائف في نفوسهم، وإقناع الأقوياء منهم بمحاولة اصطياد المستذئبين دون الخوف من العدوى؛ تماماً كالخرافة التي تقترح أن قتل سيِّد مصاصي الدماء يؤدِّي إلى موت أتباعه أو شفائهم.

لكن الحقيقة أنَّ تعرّضك للعض يجعل الموت الحلَّ الوحيدَ لتفادي التحوُّل.

أشكال المستذئبين والذئاب متطابقة:

لطالما ارتبط مفهوم مصاصي الدماء بالخفافيش، والمستذئبين بالذئاب لامتلاكهم العديدَ من السماتِ المتشابهة، وبالتالي نشأت أسطورة تشابه شكل المستذئبين والذئاب المصابة.  

أمَّا في الواقع، فإن المستذئب أشبهُ بهجين ضخم الحجم من البشر والذئاب.

المستذئب هو بشريٌّ ذو فرو:

نتج هذا الاعتقاد عن الخلط بين المستذئبين والأشخاص مفرطي الشعرانيَّة؛ إذ يغطي الشعرُ الزائد وجه المُصاب ليغدو مشابهاً للمستذئبفي مراحل التحوِّل الأولى.

في الواقع، إن المستذئبين مكتملي التحوِّل بالكاد يشبهون أشكالهم البشرية السّابقة وغالباً ما يُخلط بينهم وبين الدببة.

يتغذى المستذئبون على اللحوم البشرية:

أدَّت بعض الأحداث التاريخية والفلكلور بالإضافة إلى الخوف والجهل إلى انتشار هذا الاعتقاد بين الناس.

في الحقيقة، لا يُعدُّ اللحم البشريُّ الوجبة المفضلة بالنسبة للمسذئبين؛ شأنهم في ذلك شأن أسماك القرش، والدببة، والحيوانات المفترسة الأخرى؛ إذ تُفضَّلُ الحيوانات البريّة الكبيرة كالأيائل، وبعض النباتات كالتوت والأعشاب. ولكن لا بُدَّ للمستذئب أن ينتهز الفرصة المتاحة أمامه، أليس كذلك؟!

المصادر:

1- هنا

2- هنا