الهندسة والآليات > المركبات والآليات

سيارات ذاتية القيادة والأخلاق أيضاً

استمع على ساوندكلاود 🎧

عند التعرض لحادثٍ ما، من الممكن أن يتضرر بعض الأشخاص ومن الممكن ألا يتضرر أحد، لكن في حديثنا اليوم سنتكلم عن سيارة ذاتية القيادة تحدِّدُ من تلقاء نفسها الأشخاصَ الذين سيلحق بهم الضرر أكثر من غيرهم عند وقوع الحادث.

توصل باحثون إيطاليون إلى ابتكار ما يسمى بـ"المقبض الأخلاقي" الذي يسمح لصاحبي السيارات ذاتية القيادة بضبط إعدادات أخلاق سياراتهم! حيث يختار الراكبُ رغبته بالتضحية بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين، أو التضحية بالآخرين من أجل إنقاذ نفسه عند وقوع حادث مروري.

تجدر الإشارة إلى أن كيفية اتخاذ السيارات ذاتيّة القيادة لقراراتها الأخلاقية تُعدُ واحدةً من أصعب التحديات التي تواجه الشركات المصنِّعة، فعندما يقود البشر سياراتهم فمن الطبيعي أن تدفعهم غريزتهم إلى اتخاذ ردة الفعل المناسبة لإنقاذ أنفسهم من الخطر، وبالتالي عند وقوع الحوادث المميتة سيكون واضحاً مَن هو المسؤول. لكن ماذا لو لم يوجد سائق وكانت السيارة ذاتية القيادة؟! هنا تكمن المصيبة، لأنها ببساطة لا تمتلك تلك الغريزة، بل تعتمد على تعليمات برمجية، وعند وقوع حادثٍ ما لا نستطيع تحديد المسؤول الحقيقي عنه، هل هو المهندس الذي كتب التعليمات البرمجية أم صاحب السيارة أم الشركة المُصنِّعة؟

في دراسة أجريت عام 2015، تبيَّن أن معظم الناس يؤيدون ذلك من حيث المبدأ ويعدُّون السيارة ذاتية القيادة جيدةً ومفيدةً في اتخاذ إجراءات لدفع الضرر والتضحية بأحد ركابها في حالات معينة، لكنهم في المقابل ليسوا مستعدين لركوب سيارة تضحِّي بحياتهم وتقتلهم!

يقول الباحث Guiseppe Contissa من جامعة بولونيا في إيطاليا، والّذي توصل مع زملائه إلى فكرة المقبض الأخلاقي:

"أردنا معرفة ماذا سيحدث إذا أعدنا إلى الراكب السيطرة على السيارة والمسؤولية التامة عنها"

لذلك صمم فريق الدراسة مقبضاً أخلاقياً يسمح بالتبديل بين وضعين، الأول هو "الإيثار الكامل" والثاني هو "الأنانية الكاملة"، مع وجود وضع إضافي "محايد"، من خلال هذه المقبض ستعرف السيارة ذاتية القيادة القيمةَ التي أعطاها الراكب لحياته مقارنةً مع القيمة التي أعطاها للآخرين، وبالتالي ستُستخدم هذه المعلومات لاتخاذ الإجراءات المناسبة عند وقوع الحادث.

هنالك شيء يجب أخذه بعين النظر وهو أن الكثير من الأشخاص قد لا يفضِّلون تحمل المسؤوليّة الأخلاقيّة وبالتالي سيتخذون الوضع المحايد، عندها لن يساعد المقبض الأخلاقي في حل المشكلة للأسف.

أخيراً، يقول Edmond Awad من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنه ما زال الوقت مبكراً لمعرفة ما إذا كان هذا الحل مجدياً أم لا، وهم يرحبون بأي أفكار داعمة.

المصدر:

هنا