الطب > قصة قصيرة

علماء الفرح (السكري) - الجزء الأوّل: أمواجٌ غريبة

استمع على ساوندكلاود 🎧

في أيِّ زمنٍ كنتُم تعيشون.. في أيِّ مكانٍ.. لم يَعُدْ مهمّاً أن نستخدمَ عباراتِ الماضي أو المستقبلِ في بدايةِ القصص، فقد استطعْنا أنْ ننتقلَ بين الأزمنة، وربّما ما زالت طرائقُنا بدائيةً ولا تخلو من المخاطرة؛ ولكنَّ أحلامَنا مستمرَّةٌ. لقد هاجر كثيرٌ منّا إلى جارِنا الكوكبِ الأحمرِ (المرّيخ).. وأصبحنا نهتمُّ بكوكبَين مختلفَين جدّاً.

تجاوَزْنا عقباتٍ كبيرةً على الأرض؛ بيتِكُم، فإنْ كنتُم تعيشون في أزمنة الصّراعات والحروب..  استمعوا إلى قصَّتي.. وأنتم أيها الكبار استمعوا إلينا نحنُ الصّغار.. فنحن نستمعُ إليكم جيّداً.. هناك في هذا الكون الرائع ما هو أهمُّ من صراعاتكم!!

أنا ورد المكتشفُ.. ما زلتُ في المدرسةِ الابتدائيّة.. ولكنَّ والدي علّمني صناعةَ الرجالِ الآليِّين.. لقد أهداني رجلاً آليّاً ضخماً يستطيع التحوّل إلى آلةِ زمنٍ واسمُه (رحّالة).. وامرأةً آلية تنجزُ مَهمّاتٍ كثيرةً؛ وتُميّزُ أغلبَ لغاتِ العالم الجديد والقديم، لذلك فهي تتحدَّثُ كثيراً ولكنَّها بارعةٌ في الاتّصالات واسمها (كليمة).. وهاهو كلبي الجميل (أورما)، وقد صنعْتُ بنفسي كلباً آلياً ليكونَ صديقاً له واسمُهُ (شيدو لاماسو) ويعني الثورَ المجنَّحَ باللغةِ الآشوريّة القديمة، وكلبي الآلي هذا ذكيٌّ جدّاً وها أنا سأحدّثه أمامكم:

"- كيف حالك اليوم يا شيدو؟

شيدو: مساء النور.. لقد ذهبوا جميعاً!

ورد: يبدو أنَّ هناك خطأٌ ما.. أيُّ نوعٍ من الحيوانات أنتَ يا (شيدو)؟

شيدو: أنا قطة!!"

كما أخبرتكم أصدقائي.. يبدو أنّ هناك خطأ صغيراً جدّا في برمجة كلبي الآلي.. لا تقلقوا.. إنّه لن يعضَّني.. فهو ما زالَ يعتقد أنه قطة!!

بدأَتْ قصَّتي عندما أخذْتُ أتعاونُ مع فريقٍ من الأطباء المهتمين بأمراض الأطفال.. إنّهم يعملون بجدٍّ كي يتمكّنوا من علاج جميع الأمراض التي تصيبنا. لا أستطيع أن أشرح لكم بدقّةٍ عن الأمراض كما شرحها لي الطبيب تميم قائد الفريق.. لقد أشرْتُ له برأسي أنّني فهمْتُ كلَّ شيءٍ.. لأنّني لا أريد أن أخسرَ عملي الإنساني هذا!!

اتّصلت بي الطبيبة لجين -مستشارة الفريق والمسؤولة عن عملي- وأخبرَتْني أنّنا سنذهب في رحلة استكشافية مع بعض الأطفال الذين يعانون من مرض (السكّري).. وأنّ لقاءنا سيكونُ في دمشقَ. وربّما أسمعُ أحياناً باسمِ هذا المرض؛ ولكنّني أعرف عنه القليلَ جدّاً..

إذاً يجبُ أن أتّصلَ بأصدقائي كي يأتُوا إلى دمشق.. أوّلاً سأتصلُ بصديقتي يانا.. وهي أصغر منّي بعامَين وتحبّ البحر جدّاً.. وتعرف معلوماتٍ كثيرة عن عوالمِ المحيطات والبحار.. إنّها تعيش في مدينة أبوظبي؛ سأطلب من كليمة أن تتصل بها.. وربما ستكون الآن في رحلة غوصٍ في الخليج العربي..

لا.. أعتقد أنّني مخطئٌ.. لقد أجابَت على الهاتف:

"- كيف حالك يا يانا؟

يانا: أنا بخير.. كيف حالك أنت؟

ورد: لقد ظننتُ أنّكِ في رحلة غوص!

يانا: لا ليس صحيحاً.. إنّني أتناول الشوكولا اللذيذة الآن.

ورد: إذاً لقد عُدْتِ الآن من رحلة الغوص!

يانا: لا .. كنتُ أتناولُ الشوكولا أيضاً!!

ورد: حسناً يا صديقتي.. يجب أن تسافري إلى دمشق.. لقد دعانا الطبيب تميم، ويريد أن يكلّفنا بمهمّة مع الأطفال المصابين بمرض السكّري، هل تستطيعين المجيء إلى دمشق؟!

يانا: طبعاً أستطيع، إنّه عملٌ رائعٌ.. سأُحضِر قطّتي الآليّة معي وأكياس الشوكولا!

ورد: شكراً لكِ.. إلى اللقاء."

لا تتعجبوا من ذلك يا أصدقائي.. لم نستطع أن نحلَّ جميع مشكلاتنا هنا.. ولكن أصبحتِ الأرضُ أكثرَ أمناً ونحنُ –الأطفالَ- نستطيعُ التنقُّلَ بحريّة أكبر.. فأغلبُ من يحبُّون أنفسَهم قد هاجروا إلى المريخ.. يتحاربون من أجل ثرواته!!

والآن يجب أن أتّصل بصديقتي جولي الفرنسية.. إنّها أكبر منّي بأربعة أعوام، وهي هادئة جدّاً وتحبّ الموسيقا، ولكنّها تستطيع قيادة آلات الزمن بدقّة عالية كأّنها تعزف على الغيتار..

"ورد: كيف حالُكِ يا جولي؟

جولي: أنا بخير.. كيف حالُكَ أنت؟ هل أتممْتَ صناعةَ كلبِكَ الآليِّ (شيدو)؟

ورد: نعم.. إنّه بارعٌ جدّاً الآن، ويستطيع النباح أيضاً !!

جولي: هذا رائع! إذاً فهو لم يعُد يعتقد أنّه قطة؟!

ورد: لا.. لا.. أبداً.. فقط في بعض الأحيان!!

جولي: حسناً؛ إن كنتَ تودّ أن تخبرني حول مهمّتنا الجديدة.. فأنا قادمة إلى دمشق .. لقد أخبرَني قائد فريقنا بالأمر!

ورد: أهلاً بكِ.. سأراكِ في دمشق إذاً!

جولي: إلى اللقاء!!"

ربّما قد يصيبكم الملل من اتّصالاتي.. ولكن يجب أن تعرفوا مَن هم أصدقائي الذين سوف يسافرون معي.. وفي كل الأحوال فأنتم تتصلّون ببعضكم كثيراً وعلى مدى ساعاتٍ طويلة لتتحدّثوا عن أيّ شيء.

وها أنا سأتصل بصديقي (زوانغ فُوْ) من الصين.. إنّه يحب البحث في الأمراض وعلاجاتها، ولا يتحدّث كثيراً عن أفكاره..

"- مرحباً زوانغ .. كيف حالك؟

زوانغ: لا أعرف حقّاً.. كيف حالك أنت يا صديقي؟

ورد: أنا بخير، أجهّز معدّات السفر.. لدينا مهمة جديدة في دمشق مع أصدقائنا الأطفال المرضى بالسكّري، هل تحبّ المشاركة معنا؟

زوانغ: لا أعرف حقّاً.. أرسِلْ لي عنوانَ الاجتماع.. وسأرى.

ورد: سأكون سعيداً جِدّاً إذا أتيتَ.. هل لديك عمل آخر؟!

زوانغ: لا أعرف حقاً.. إن كان لديَّ عمل.. لا أعرف حتّى إنْ كنتُ سأخبركَ!!

ورد: حسناً.. دمتَ بخير يا صديقي.. إلى اللقاء!"

صديقي زوانغ يحب التأكّد من كل شيء.. لكنّني أثق به جدّاً.. فهو سوف يأتي.

وبقي أن أتصل بصديقيّ التوءمَين الرّائعين.. إنّهما شجاعان جدّاً.. ويحبّانِ الغابات والحيوانات كما أحبّها أنا.. إنّهما من القارة الأفريقية من بلدٍ يُدعى جنوب أفريقيا.. صديقي مانديلا وأخته بيانكا.

    " - مرحباً.. كيف حالكما يا صديقيّ؟!

مانديلا: أهلا يا ورد.. كيف حالك.. إنّنا نشتاق إليك كثيراً!!

بيانكا: إنني أشتاق إليك يا ورد.. وأشتاق إلى كلبك الجميل (أورما).. كيف حاله؟

ورد: إنّه رائعٌ جدّاً.. لم يعُد يخيف أطفال الحي كما في السابق!!

بيانكا: هذا جميلٌ جدّاً.. لماذا لا تزورُنا؟ لقد ازدادَ عددُ النُّمورِ لدينا في المَحميّة.. وأبي يعتني بصغارِها جيداً.

ورد: إنّها أخبار سعيدة.. وأحب كثيراً أن أزوركم مجدّداً.. ولكنْ لدينا مهمّة جديدة.

مانديلا: إنّنا نعرفُ.. لقد أخبرتنا الطبيبة لجين بذلك.. وطبعاً نحن متحمّسون للمجيء!!

ورد: إنّني أنتظركم أصدقائي!! إلى اللقاء!"

هل أصابكم النّعاس؟ اطمئنّوا.. لقد اكتملت اتّصالاتي.. وأنتظر بفارغ الصبر أن أرى أصدقائي في دمشق.

كونوا معنا غداً في دمشق….

أجزاء قصة علماء الفرح

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا