الطب > الجراحة

جراحةُ البدانةِ وأنواعُها، وما هي الجراحة المناسبة لك؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

قد تكونُ الجراحةُ هي الجواب الشافي عن سنينَ طويلةٍ من الحمياتِ الغذائية؛ فربّما هي الحلُّ النهائيُّ للبدانةِ، والخيارُ الأمثلُ لِمَن لديهم مُشعِرُ كتلة الجسم BMI (الوزن مقدراً ب كغ\مربّع الطول مقدراً بالمتر) ≥40، أو لِمَن يعانون من انقطاعِ النَّفَسِ أثناءَ النوم أو السُّكَّري أو أمراضِ القلب مع ( BMI  ≥35 ).

وتُساعِدُ أغلبُ العملياتِ المتَّبعةِ في التخلُّصِ من 60% من الوزنِ الزائدِ للمريض، وذاكَ بواسطةِ تشارُكِ آلياتٍ عدَّةٍ؛ سواءٌ أكانَت ميكانيكيةً بتصغيرِ حجمِ المعدة، أم هرمونيَّةً تتحكَّمُ بشعورِ الشَّبَعِ، أم امتصاصيّةً تقلّل امتصاصَ الدَّسَم.

وتتطلّبُ كلُّ الجراحاتِ حميةً غذائيةً وتمارينَ مُرافِقة، إضافةً إلى متابعةٍ دوريّةٍ للمريض بعد العمل الجراحي مدَّةً قد تصلُ إلى سنواتٍ.

وفيما يخصُّ أهمَّ العمليَّاتِ المُتَّبعةِ فهي العمليّاتُ الآتية:

1.تكميمُ المعدة (السليف) Sleeve gastrectomy:

وتقوم العمليّةُ على إزالةِ قرابةِ 75% من المعدة عبر التنظير، وإعادةِ خياطةِ الجزءِ المتبقِّي على شكلِ جيبٍ مُتطاوِل، ويُنصَح بها لمرضى السكري من النمطِ الثاني، ولِمَن لديهم BMI مرتفعٌ فوق الـ 40 أيضاً.

وتكميمُ المعدةِ إجراءٌ دائمٌ مدى الحياة، وقد تصلُ الخسارة في الوزن بواسطته حتَّى 50% من الوزن الزائدِ خلال مدة تتراوحُ بين 3-5 سنوات.

وتعتمدُ آلية النزولِ في الوزن على الكميات القليلة الواردةِ من الطعام نتيجةً لصغرِ حجمِ المعدة المتبقي؛ ويؤدّي النسيجُ المَعِديّ المتبقي إلى إفرازِ كمياتٍ أقلَّ من السابق لهرمونِ الجوع (الغريلين) الذي يؤدّي دوراً في استقلاب السكر؛ ممَّا يُخفِّضُ من سُكَّر الدم.

وتصلُ فترةُ المكوث في المشفى إلى يومَين أو ثلاثة، وتتطلَّبُ الفترةُ التاليةُ للجراحةِ تدرُّجاً في إدخال الأطعمة، والبَدءَ بإدخال السوائل فقط؛ ومن ثَمَّ الاطعمة الطرية، ومن التوصيات الموجَّهةِ للمرضى بعد الجراحة هي المضغُ ببطءٍ وتجنُّبُ الشربِ مع الأكل، والابتعادُ قدرَ الإمكان عن المشروباتِ والوجباتِ العاليةِ السُّعراتِ الحرارية.

وفيما يخصُّ مُضاعفاتِ هذا الإجراء فهي قليلةٌ، وأهمُّها عوَزٌ في الفيتامينات على المدى الطويل، ممَّا يُلزِمُ المريضَ بالاعتمادِ على المُكمِّلاتِ الغذائية.

2.المَجازة المعدية Roux-en-Y (Gastric Bypass):

ترتكزُ إلى تشكيلِ مسارٍ هضميٍّ جديدٍ يصلُ الجزء التالي للعفَج من الأمعاءِ الدقيقةِ مع الجزء الأعلى من المعدة بعد فصلها عن باقي النسيج المعدي، ممّا يُشكِّلُ تحويلةً بطول 75 سم؛ فتقلُّ قدرةُ المعدة على استيعاب كمياتِ الطعام؛ نظراً إلى صغرِ الجزءِ المتبقي منها؛ ويقلُّ امتصاصُ المواد الغذائية أيضاً، وتؤدّي إلى ضبطِ سُكَّرِ الدم، ممَّا يجعلُها عمليةً مناسبةً لمرضى السكري من النمطِ الثاني.

تُعدُّ المجازةُ أكثر الإجراءاتِ شيوعاً في الولايات المتحدة الأمريكية، فهي الأكثرُ إنقاصاً للوزنِ بنسبةٍ قد تصل حتى 60-80% من الوزن الزائد، ولكنَّها إجراءٌ غيرُ دائمٍ، ومن أهمِّ مضاعفاتِها حدوثُ "مُتلازمةِ الإغراق" عند تناول وجباتٍ عاليةِ السكر،  فضلاً عن أنّها قد تُسبِّبُ عوَزاً فيتامينيّاً على المدى الطويل.

3.التحويلة المعدية البنكرياسية الصفراوية((Biliopancreatic diversion with duodenal switch gasrtic bypass:

تتشابهُ مع عملية تكميمِ المعدة؛ إذ يُستأصَلُ 75% من نسيجِ المعدة، وتُعادُ خياطةُ القسم المتبقي على شكلِ كُمٍّ، وتكونُ الخطوةُ التالية للعمل هي قَصُّ الجزءِ البعيد من الأمعاء الدقيقة وإعادةُ ربطه مع البواب؛ وتتركّزُ الآليةُ الأساسية لنزولِ الوزن في سوءِ امتصاصِ الدّسم والبروتينات.

وما يميز هذا الإجراء عن تحويلة Roux-en-Y هو عدمُ حدوث "متلازمة الإغراق" نتيجةَ المحافظة على البواب، ممَّا يمنعُ حدوثَ أيّةِ قرحةٍ هامشيةٍ أيضاً.

وفيما يتعلّقُ بالنتائجِ فتُعدُّ من أكثر العمليات إنزالاً للوزن خلال مدةٍ تصل إلى 5 سنوات، مع احتمالٍ أقلَّ من غيرها في استرجاع هذا الوزن في المستقبل.

4.ربط المعدة برِباطٍ قابلٍ للتعديل(Adjustable Gastric Band):

يُعَدُّ ربطُ المعدة أقلَّ خطورةٍ من الإجراءات السابق، إذ لا يتضمَّنُ قَصَّ مسارٍ هضميٍّ أو تغييره، ويُمكِن للمريض مغادرةُ المشفى في يومِ العمل الجراحي ذاتِه، ويُعَدُّ من الإجراءات المتَّبعة في أوروبا وأستراليا وجنوب أمريكا.

تستندُ العملية إلى التنظير؛ إذ تُركَّبُ حلقةٌ حولَ الجزءِ القريب من المعدة؛ تاركةً جيباً صغيراً من المعدةِ أعلاها.

ويمكن التحكُّمُ بقطر الحلقةِ عن طريق حقنِ محلولٍ مِلحيٍّ عبرَ قثطرةٍ تصلُ الحلقةَ بحاملٍ موضوعٍ تحت الجلد.

ويُعَدُّ نزولُ الوزن في هذا الإجراء بطيئاً نسبياً، ويتطلَّبُ تعديلَ قطرِ الحلقةِ عدَّةَ مراتٍ سنوياً، وكذلك فمن المهمّ الالتزامُ بكمياتٍ محدَّدةٍ من الطعام.

5.البالون المعدي(Gastric Balloons):

إن كنت ممّن يملكون BMI أقلَّ من 27 فإنَّ البالونَ المَعِديَّ هو الإجراءُ المناسِبُ لك.

ويُدخَلُ بالونٌ مملوءٌ بمحلولٍ مِلحيٍّ دونَ جراحةٍ؛ لِيأخذَ مساحةً واسعةً من المعدة، ويُدخَلُ عن طريقِ منظارٍ عبرَ الفم، ويُزالُ البالونُ بعدَ 6 أشهرٍ بالطريقة نفسِها.

وإنَّ أهمَّ الأنواعِ المُستخدَمة والمرخَّصة من قِبَلِ FDA هو Orbera  المُعتمَدُ في الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد تصلُ نسبةُ الخسارةِ في الوزن إلى حدودِ 15% من الوزن الزائد؛ حتَّى بعدَ إزالةِ البالون.

وجميعُ هذه الاجراءاتِ فعَّالةٌ، إنَّما تُعَدُّ الخطوةَ الأولى في طريق تغييرِ أسلوبِ حياة المريض، فإنّه من المهمّ أن يلتزِمَ المريضُ بتعلمياتِ الأطباء خلال السنوات اللاحقةِ للعمل الجراحي؛ سواءٌ بالكمياتِ المتناولةِ أو بممارسةِ التمارين الرياضية، وذلك لأجلِ الحصولِ على النتيجةِ المُثلى.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا