التاريخ وعلم الآثار > النهضة الأوروبية و أعلامها

ما هو دور مارتن لوثر في عصر النهضة؟

وُلِدَ مارتن لوثر في تشرين الثاني من عام 1483م في بلدةِ ايسلبين Eisleben الصغيرةِ من مقاطعة ساكسونيا في ألمانيا.

تخلَّى لوثر في عام 1505م عن كلية الحقوق وانضمَّ إلى سلكِ الرَّهْبَنة في مدينة إرْفورت Erfurt؛ إذ برزَ اسمُه لِفكرهِ المُمَيَّز ولاحترامِه قواعدَ الدَّير القاسية.

ذهب لوثر عام 1510م في رحلته الأولى والأخيرة إلى روما، حيثُ صُدِمَ بالفساد الأخلاقي والتدنيسِ الذي رآه ضمنَ الأوساط الدينية.

في 31 تشرين الأول من عام 1517م بدأ لوثر مسيرةَ الإصلاح عند نشرهِ إعلانَه الرَّافضَ لصكوك الغفران والمعروف باسم "القضايا الخمسُ والتسعون".

وفي عام 1520م صدرَ مرسومٌ بابَويٌّ أُعلِنَ لوثر بموجبه مُهَرطِقاً وحُرِم كنسيّاً.

وفي عام 1521م، شُكِّلَ مجلسٌ يُسمَّى Diet في بلدة Worm وسُئِل لوثر عن كتاباتِه وعمَّا إذا كان على استعداد للعدول عن آرائه، فرفضَ لوثر إنكارَ معتقداته، وُأعطي 21 يوماً للذهاب أينما أراد وإلّا سيُقبَض عليه بعدها ويُعاقَبُ! فاتَّخذَ لوثر حينَها قلعةَ فارتبورغ Wartburg ملجأً له.

خلال إقامته في القلعة، نشر لوثر أهمَّ عملٍ في حياته وهو ترجمةُ الكتاب المقدس إلى اللغة الألمانية، والذي اقتصرَ على اللغة اللاتينية فقط في ذلكَ الوقت.

إنَّ ترجمةَ لوثر للكتاب المقدس أدَّت دوراً كبيراً في الثقافة الألمانية، فقد تمكَّنَ الشعبُ الألماني من قراءة الكتاب المقدس بلغته الأمّ واقتنعَ بِحُجَج لوثر، وساهمت ترجمتُه في تطوير مبادئ الترجمة إلى اللغة الألمانية مباشرةً، وكذلك تركَت أثراً على ترجمةِ الكتابِ المقدس إلى الإنكليزية لاحقاً.

أدَّى انتشارُ أفكار لوثر عن المساواةِ والعدالة الاجتماعية إلى البَدءِ بالإصلاح البروتستانتي، ونُشوبِ العديد من الثورات ضمن المجتمعاتِ الأوروبية المتأثرِّةِ بقيم عصر النهضة آنذاك والقريبةِ من أفكار لوثر.

وبحلولِ نهاياتِ القرن السادس عشر؛ تحوّلت كلٌّ من السويد والنرويج والدنمارك وأسكتلندا وإنكلترا إلى البروتستانتية، في حين بقيت أوروبا الجنوبية كاثوليكية، وأمّا فرنسا فقد ضمّت البروتستانت والكاثوليك على حدٍّ سواء.

المصدر:

 هنا