الطب > مقالات طبية

فرط كالسيوم الدّم بسببِ استعمالِ دواء

استمع على ساوندكلاود 🎧

يُعَدُّ الثيازيد Thiazide أحدَ المُدِرّاتِ البوليةِ الشائعةِ الاستعمال لمعالجةِ وتدبيرِ ارتفاعِ ضغطِ الدّم. ويُعدُّ فرطُ كالسيوم الدّم Hypercalcemia أحدَ الأعراضِ الجانبيةِ الشائعةِ الحدوثِ نتيجةَ استعمالِ هذا الدّواء.

  تعملُ المُدرِّاتُ الثيازيدية Thiazide diuretics على زيادةِ امتصاصِ الكالسيوم في الأنابيبِ الكُلويةِ؛ ممّا يُؤدي إلى ارتفاعِ تركيزهِ في الدّم وحصولِ فرطِ كالسيوم الدّم Hypercalcemia، وتُدعَى هذه الحالةُ فرطَ الكالسيوم المُحدَّث بالثيازيد Thiazide-Associated Hypercalcemia.

ومن جهةٍ أخرى فإنّ فرطَ نشاطِ جاراتِ الدّرّق الابتدائي (الأولي)* Primary hyperparathyroidism (PHPT) قد يوجَدُ عندَ هؤلاءِ المرضى، ولكن ليسَ على نحوٍ دائمٍ.

  دراسةٌ جديدةٌ أنجزَها باحثونَ في مركزِ Mayo clinic، استخدموا فيها البياناتِ الموجودةَ لديهم مُسبَقاً بين عامَي 1992 و 2010 في منطقة Olmsted County، Minnesota، وقد تقصَّوا الحالاتِ التي أبدَت زيادةً في كالسيوم الدّم المُحدَّث بسبب الثيازيد، والتي بلغَ عددُها 221 حالةٍ بين العامَين المذكورَين، وخلَصَتِ هذه الدراسةُ إلى إمكانيةِ تتبُّعِ فرطِ كالسيوم الدّم المُحدّث بالثيازيد لكشفِ وجودِ فرطٍ في نشاطِ جارات الدّرّق البَدئي PHPT غير المُكتشفِ لدى هؤلاء المرضى، أو وجودِ تطوُّرٍ لحدوثِ PHPT أثناءَ المعالجةِ بالثيازيد.

  يُعدُّ فرطُ  كالسيوم الدّم المُحدَّث بالثيازيد أكثرَ حدوثاً عند النساءِ مقارنةً مع الرجال (20:4  في كل 100 حالةٍ سنوياً)، ويزدادُ معدلُ الإصابةِ مع التّقدمِ في العمر، وقد لوحِظَ وجودُ فرطِ كالسيوم الدّم بعد 4 سنوات وسطياً من بدءِ المعالجةِ بالثيازيد، وكانَ متوسطُ ارتفاعِ الكالسيوم في المصل 10.7 مغ/دل (أعلى قيمة سُجِّلت كانت 12.5 مغ/دل)، وَارتفعَ مستوى هرمون جارات الدّرّق في المصل عند 34% من المرضى، وكانت هذه القيمُ في النصفِ العلوي من الحدّ الطبيعي عند 43% منهم، وقد عادت نسبةُ الكالسيوم إلى الحد الطبيعي عند 24 مريضاً من أصل 83 مريضاً توقفوا عن تناولِ الثيازيد، وبقيَت مرتفعةً عند 59 مريضاً، وفي وقتٍ لاحق شُخِّصَ وجودُ PHPT عند 48 مريضاً من أصلِ 59 مريضاً بَقِيت عندهم مستوياتُ الكالسيوم مرتفعةً.

  وبلغَ عدد بقيةِ المرضى الذين تابعوا استعمالَ الثيازيد  138 مريضًا؛ وقد عادت نسبةُ الكالسيوم إلى المستوى الطبيعي عندَ نصفِ هؤلاء المرضى، وبقيَتْ مرتفعةً ارتفاعًا بسيطًا عندَ النّصفِ الآخر.

  وفي تعليقٍ أخيرٍ حولَ نتائجِ هذه الدّراسة يجبُ القول أنّه بسببِ الطريقةِ غير المنهجيةِ التي قُيِّمَ بها فرطُ كالسيوم الدّم عندَ هؤلاء المرضى، فإنّ هذه النتائجَ التي خَرجَت بها الدراسةُ هي نتائجُ تقريبية، ومع ذلك فهناك نقطتان يجب الأخذ بهما:

  أولاً: فرطُ نشاط جارات الدّرّق البَدئي الكامن، ويوجَدُ لدى شريحةٍ واسعةٍ من المرضى الذين يعانون من فرط كالسيوم الدّمِ المُحدَث بالثيازيد.

 ثانياً: يميلُ فرط كالسيوم الدّم لِأن يكونَ خفيفًا وغيرَ قابلٍ للتطور، لذلك بإمكانِنا استعمالُ الثيازيد للمعالجةِ إنْ توافَرَت أسبابٌ مقنعةٌ تدعونا لاستعماله (كارتفاعِ ضغطِ الدّم الذي يتطلَّبُ المعالجةَ بالمُدِرّات لكي نتمكّنَ من ضبطه جيّداً).

 الحاشية: فرطُ نشاط جاراتِ الدّرّقِ البدئي (الأولي)* Primary hyperparathyroidism (PHPT) هو خللٌ في عملِ الغُدَدِ جاراتِ الدّرق، وبإمكانكم معرفة المزيد عن جارات الدرق وعملها من خلال هذا المقال: هنا

المصدر:

هنا

هنا