الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

مكنسة ملوثة تُطيح بأكبر شركات الألبان الفرنسية... ملايين العبوات تُسحب من 83 دولة!

صَرّحَ وزيرُ الاقتصادِ الفرنسي  Bruno Le Maireأنّ شركةَ الألبانِ الفرنسيةِ Lactalis ستُوسِّعُ سحبَ مُنتجاتِها مِنَ السّوقِ لِيَشْمُلَ كلَّ حليبِ الأطفالِ المُصَنّعِ مِنْ قِبلِ أحدِ معامِلها بسببِ التلوّثِ بالسالمونيلا salmonella.

وتأتي هذهِ الخطوةُ في الوقتِ الذي تسعى فيهِ الحكومةُ الفرنسيةُ إلى احتواءِ الأضرارِ التي لحقَتْ بسُمعةِ صناعةِ الأعمالِ الزراعيةِ الاستراتيجيةِ في فرنسا في الأسواقِ الخارجيةِ بسببِ عدّةِ إصاباتٍ في فرنسا وأُخرى في إسبانيا واليونان.

وقالَ Le Maire فى مؤتمرٍ صحفيٍّ يومَ الجمعةِ الماضي أنَّ هدفَ هذهِ الخطوةِ الجذريةِ بسيطٌ، وهوَ تجنُّبُ التأخيرِ ومشاكلِ الفَرزِ بغَرضِ معرفةِ العيّناتِ الملوّثةِ، وخطرِ الخطأِ البشريّ.

وصرَح Emmanuel Besnier، سليلُ الأسرةِ المالكةِ لواحدةٍ مِنْ أكبرِ مجموعاتِ منتجاتِ الألبانِ في العالم، علناً للمرّةِ الأولى منذُ اندلاعِ الغضبِ حولَ المزاعمِ التي تقولُ بأنَّ الشركةَ أَخْفَتْ تفشّي بكتيريا السّالمونيلا في المصنعِ الذي يُصنَّعُ فيهِ هذا المُنتج؛ ووعدَ بسحبِ 12 مليونَ صندوقٍ مِنْ حليبِ الأطفالِ المُجفّفِ مِنْ رُفوفِ المحلّاتِ في 83 دولة. وقالَ أنّهَ تمَّ سحبُ جميعِ منتجاتِ شركةِ Lactalis  المُصَنَعَة في مصنعِ Craon  فيMayenne  بغضِّ النظرِ عن تاريخِ الصُنع.

وتُعدُّ قائمةُ مجلةِ فوربس Besnier ثامنَ أغنى شخصٍ في فرنسا، وقدْ لقَّبَتْهُ بـ "هوارد هيوز الفرنسي" لِسُمْعَتِهِ التقديرية.

وحتّى الآن تمَّ الإبلاغُ عن إجماليّ 37 حالةً مِنَ الرُضَّعِ الذين يعانونَ مِنَ السالمونيلا بعدَ تناولِهم المنتج، مِنها 35 حالةً في فرنسا؛ وذَكرَ المركزُ الأوروبيّ للوقايةِ مِنَ الأمراضِ ومكافحتِهَا The European Centre for Disease Prevention and Control  في 5 كانون الثاني (يناير) الحاليِّ أنَّ أحدَ الرُضَّعِ في إسبانيا أُصيبَ بعدوى السّالمونيلا المرتبطةِ بحليبِ الأطفالِ المُلوّثِ المُصنَّعِ مِنْ قِبَلِ شركةِ Lactalis  كما يُعتقدُ بوجودِ حالةٍ أُخرى في اليونان.

وتمّ التقاطُ آثارِ بكتيريا السّالمونيلا على مِكنسةٍ وبلاطٍ بالقُربِ مِنْ معدَّاتِ التجفيفِ في مصنعِ Craon  في آب (أغسطس) الماضي ومرّةً ​​أُخرى في تشرين الثاني (نوفمبر). وقالَ Besnier أنّهُ لمْ يَتِمَّ إِصدارُ أيّ إنذارٍ عامٍ لأنَّ الشركةَ لا تملكُ أيَّ عُنصرٍ يُظهرُ أنَّ مُنتجاتها تأثّرت؛ وبِمُوجِبِ القانونِ الأوروبي، فإنّ الشركةَ مُلزمةٌ فَقَطْ بالإبلاغِ عَنْ تقاريرِ التلوّثِ إذا كانتْ مُنتجاتُها مُتأثِّرةً ومِنَ المُمكنِ أنْ تُشَكِّلَ خطراً على الصحةِ العامة.

وتترأسُ عائلةُ Besnier شركةَLactalis  منذُ 17 عاماً، وتُنتِجُ 246 منتجاً ينتشرُ في 47 دولةً ومِنْ أهمّ علاماتِها التجاريّةِ Président  للزبدةِ و camembert وحليبُ Lactel  وجبنُ Société roquefort  المعروفة. وتقومُ الشركةُ بتصديرِ منتجاتِها إلى عشراتِ البُلدانِ عبرَ أوروبا وإفريقيا وآسيا.

وأعرَبَ Besnier عَنْ أَملهِ في أنْ يُعاودَ مصنعُ Craon  الذي يعملُ فيه 330 شخصاً والذي أُغلقَ منذُ كانونِ الأوّلِ (ديسمبر) الإنتاجَ خلالِ بِضعةِ أشهر.

وسيكونُ تنفيذُ عمليّةِ الاستدعاءِ أمراً صعباً، ويعكسُ هذا الإجراءُ الصّعبُ الإحباطَ على مستوى عالٍ في التعاملِ معَ الأزمةِ بعدَ أَنْ صَرَّحَتْ أكبرُ محلاتِ السُّوبر ماركت في فرنسا -بما في ذلك كارفور Carrefour وأوتشان Auchan وليكليرك Leclerc - هذا الأسبوعَ أَنَّ بعضَ مُنتجاتِ شركةِ Lactalis التي خضعَتْ للسّحبِ في كانونَ الأوّل (ديسمبر) وجدَتْ طريقها إلى رُفوفها.

وقدْ كانَ هذا الأمرُ مُحرِجاً بشكلٍ خاصٍ للحكومةِ بعدَ أنْ قامَ الرئيسُ الفرنسيُّ إيمانويل ماكرون Emmanuel Macron بدعمِ ودفعِ صادراتِ دولتِهِ مِنَ الموادِ الغذائيةِ خلالَ زيارتِهِ للصينِ هذا الأسبوع.

قدْ تكونُ عدوى السالمونيلا مهددّةً للحياة، ولا سيّما بالنسبةِ للأطفالِ الصغار، ولهذا السّحبِ ضررٌ كبيرٌ على سُمعةِ شركةِ Lactalis  في الصين. وتُعتبرُ الصينُ سوقاً سريعةَ النّموِّ لأغذيةِ الأطفالِ ومنتجاتِ الألبان، وهنالك حساسيةٌ خاصّةٌ لوضعِ استهلاكِ الحليبِ في الصينِ بعدَ أَنْ أدَّى حليبُ الأطفالِ الملوّثِ بالميلامينِ إلى وفاةِ ستةِ أطفالٍ فى عامِ 2008. وقدْ تسبّبتْ هذهِ الفضيحةُ في انعدامِ الثقةِ في تركيبةِ حليبِ الرُّضعِ المُنْتَجَةِ محليّاً ممّا أدّى إلى استفادةِ الموّردين الأجانبِ مثلِ نستله Nestle ودانون Danone ولاكتاليس Lactalis.

وبالعودةِ لموضوعِ سحبِ المنتجاتِ فقدْ صرّحَ Le Maire أنّهُ لا يستطيعُ أنْ يضمنَ أنّهُ لمْ يتمَّ تَرُكُ أيّ علبةِ حليبِ أطفال على رفِ أحدِ المستودعاتِ الكبيرةِ أو الصيدليات. ولم يُحدِّد Le Maire حجمَ الحليبِ الذي يُمكنُ أنْ يتمَّ سحبُهُ أيضاً بالإضافة للـ12 مليونَ علبةٍ التي تمَّ سحبُها الشهرَ الماضي.

وتُجرى تحقيقاتٌ قضائيةٌ في فرنسا حولَ هذا التلوّثِ، حيثُ صرّحَتْ مجموعةٌ مِنْ أهالي الرُّضعِ الفرنسيين المُصابين يومَ الجمعةِ أنَّهم يدرسون أمرَ رفعِ قضيةٍ مشتركةٍ على الشركة.

 ويمكنُ أنْ تُسبّبَ بكتيريا السالمونيلا Salmonella التسمّمَ الغذائي وتشملُ الأعراضُ الإسهالَ، وتشنّجاتِ المعدةِ وأحياناً القيء والحمّى، وتستغرِقُ في المتوسط، من 12 إلى 72 ساعة لتطوّرِ الأعراضِ بعدَ بلعِ جُرعةٍ مُلوّثةٍ بالسالمونيلا، وعادةً ما تستمرُّ الأعراضُ لمدةٍ تتراوحُ بينَ أربعةٍ إلى سبعةِ أيامٍ ويتعافى معظمُ الناسِ دونَ علاج. ولكنْ إذا تطوّرَ المرضُ فقدْ تحتاجُ إلى رعايةٍ طبيةٍ لأنَّ الجفافَ الناجمَ عن المرضِ يُمكنُ أنْ يُهدِّدَ الحياة. ويُمكنُ لأيّ شخصٍ الإصابةُ بالسالمونيلا، ولكنَّ الأطفالَ الصغارَ وكبارَ السّنِ والأشخاصَ الذين يُعانونَ مِنْ ضَعْفِ المناعةِ يكونُ خطرُ الإصابةِ عليهم أكبر.

وعادةً ما تتمُ الإصابةُ بالسالمونيلا عَنْ طريقِ تناولِ الطعامِ الملوّثِ، وتعيشُ السالمونيلا في أمعاءِ العديدِ منْ حيواناتِ المزرعةِ ويمكنُ أنْ تؤثّرَ على اللحومِ والبيضِ والدواجنِ والحليب. أمّا الأطعمةُ الأُخرى مثل الخضرواتِ الخضراءِ والفاكهةِ والمحارِ فيمكنُ أنْ تُصبحَ ملوّثةً عنْ طريقِ الاتّصالِ بالروثِ في التربةِ أو مياهِ المجاري في الماء.

وقدْ يحدثُ التلوّثُ أيضاً إذا تمَّ تخزينُ الأطعمةِ النيّئةِ والمطبوخةِ معاً، أو أنْ ينتشرَ من شخصٍ لآخرَ بسبّبِ سوءِ النظافة، عن طريقِ عدمِ غسلِ اليدينِ بشكلٍ صحيحٍ بعدَ الذهابِ إلى المرحاض، أو بعدَ تناولِ الطعامِ الملوّث.

المصادر:

1.      هنا

2.      هنا

3.      هنا

4.      هنا

5.      هنا

6.      هنا