الطب > مقالات طبية

فائدةُ حاصراتِ ألفا (تامسولوسين) في علاجِ الحُصَيَّاتِ البولية

أُجرِيَتِ العديدُ من التجارُب لدراسة فعالية (حاصراتِ ألفا) في علاجِ الحُصَيَّاتِ البولية، ولكنَّ فعاليَّتها لم تكن واضحةً، ففي عام 2014م وفي إحدى الدراسات برزَ تأثيرٌ للتامسولوسين Tamsulosin وهو أحدُ حاصرات ألفا؛ إذ أظهرَ دوراً في تقليل مدة عبور الحصاة عبر الطرق البولية وخروجِها. ولكن لم تُعتَمد هذه الدراسةُ على نحوٍ واسعٍ، ففي دراسةٍ أُخرى في عام 2015 لم يُظهِرِ التامسولوسين أيَّ تفوُّقٍ أو فعاليةٍ على دواء الغُفل أو ما يعرف بـ (placebo).

 وسنتحدَّثُ في مقالنا هذا  - بإيجازٍ - عن الحُصَيَّاتِ الكُلَوية، ثم سنتطرَّق إلى آخرِ نتائجِ الأبحاث...

  تُعَدُّ الحُصَيَّاتُ البوليةُ أو ما يُعرَفُ عند العوامّ بـ "البَحص" أو "الرَّمل" من أكثرِ أمراضِ الإنسانِ شيوعاً،  وتتظاهرُ الحُصيات بالألم على نحوٍ رئيسٍ، ويختلفُ مكانُ توضُّعِ الألم تبعاً لموقعِ الحصاة؛ فإذا كانتِ الحصاةُ مُنحَشِرةً في القسم العلوي من الحالب فسوفَ تُسبّبُ ألماً في القسم العلوي من البطن، ومع نزولها إلى لأسفل ينزلُ الألم معها لينتشرَ إلى أعلى الفخذ والخصية أو الشَّفَر الكبير في الجهة نفسها الّتي تووضّعُ فيها الحصاةُ، وقد تسبِّبُ في بعض الأحيان أسراً بولياً حاداً، أو يترافقُ الألمُ مع غثيانٍ وإقياءٍ، أو تُسبِّبُ في بعض الحالات إنتاناتٍ بوليةٍ متكرِّرةً.

 علاجُ الحصيات البولية:

أثبتت مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية NSAIDs فعاليّةً واضحةً في تدبيرِ الألم المُصاحِبِ للحُصَيَّاتِ البولية، بالإضافة إلى أدويةٍ أخرى تُؤخَذُ لتدبير الغثيان والإقياء، أو حالات الإنتان التي قد تَحدُثُ نتيجةً للحصيات.

 يمكنك الحصولُ على معلوماتٍ أكثرَ عن الحُصيَّات البولية من مقالٍ سابقٍ منشورٍ على موقع "الباحثون السوريون" تجدونه هنا:

هنا

 آخرُ التَّوصياتِ في علاج الحُصيَّاتِ البولية:

  في دراسة حديثةٍ أُجريت عامَ 2016 في أستراليا - أُكِّدَ فيها وجودُ الحُصيَّاتِ عند المرضى بواسطة التصوير الطبقي المحوري CT - كانَ حجمُ الحُصيَّاتِ في هذه الدراسة أصغرَ من 5 مم في 74% من الحالات، ويتراوحُ بين 5-10 مم في 26% من الحالات، وقد استُبعِدَ المرضى الذين يتجاوزُ حجم حُصَيَّاتهم 10 مم، وأُعطِيَ المرضى في هذه التجربةِ تم في هذه التجربة إمَّا Tamsulosin أو Placebo مدَّةَ 28 يوماً.

 أظهرتِ الدراسة أنَّ Tamsulosin كان له فعلٌ وتأثيرٌ مشابهٌ للـ Placebo على الحُصيَّاتِ الصَّغيرةِ (أصغر من 5 مم)، إذ خرجت هذه الحُصيَّاتُ عند 90% من هؤلاء المرضى، وقد أُثبِتَ ذلك بواسطة الـ CT بعد 28 يوماً.

  وأمَّا عند المرضى الذين كان حجم حُصيَّاتهم بين 5-10 مم فقد أثبتَ Tamsulosin فعاليَّةً أكبرَ (83% من الحُصيَّات خرجَت) مُقارَنةً مع Placebo (61%)، وقُدِّرَ الوقتُ التقريبي لخروج الحصاة بـِ 7 أيامٍ عند استعمال Tamsulosin و 11 يوماً عند استعمال Placebo، وعند نهاية التجربة (بعد 28 يوماً) كان هناك 13 مريضاً (5 مرضى من مجموعة Tamsulosin و 8 مرضى من مجموعة Placebo) لم تَخرُجِ الحَصاةُ منهم، وقد تساوَت درجة الألم عندَ كلٍّ مِمَّن استعمل Tamsulosin ومَن استعمل Placebo.

خَلَصت الدراسة إلى فعاليةِ الـ Tamsulosin -وهو أحد حاصرات ألفا كما ذكرنا آنِفاً- في زيادة احتمالية عبورِ الحصيات البولية التي يتراوح حجمها بين 5-10 مم، وتكمُنُ أهميَّةُ هذه الدراسة في المساعدةِ على تقليلِ الحاجةِ للتداخلِ على مثل هذه الحُصيَّاتِ في المستقبل.

المصدر:

هنا

هنا

هنا

هنا