الموسيقا > موسيقيون وفنانون سوريون وعرب

فرانسوا رباط....باغنيني الجديد

ولد فرانسوا رباط في حلب عام 1931، في عائلة موسيقية له 5 اخوة و3 اخوات، بدأ حبه لآلة الكونترباص عندما كان عمره 13 عاماً عندما احضرها احد اخوته الى البيت و سمح له بالعزف عليها، بعد فترة انتقلت العائلة للعيش في بيروت، حيث وقع بين يديه بمحض الصدفة نسخة من كتاب إدوارد ناني التعليمي لهذه الآلة عند أحد الخياطين فبدأ بالتعلم رغم الصعوبة الناجمة عن عدم معرفته كيفية قراءة النوطة، و قراءة الكتاب باللغة الفرنسية. بعد مضي تسع سنوات استطاع رباط جمع مال كاف للذهاب الى باريس، حيث ذهب الى المعهد الموسيقي في باريس لكي يقابل ادوارد ناني حيث كان مدرسا في المعهد ولكن للاسف ناني كان قد توفي عام 1947، الا ان الفرصة لم تفته فعند زيارته للمعهد الموسيقي في باريس علم رباط ان امتحانات القبول كانت بعد ثلاثة ايام وقيل له انه لن يستطيع انهاء المقطوعات المطلوبة للامتحان في الوقت المحدد، ولكنه اصر على اخذ المقطوعات وتحضريها، وبعد ثلاثة ايام ذهب رباط الى امتحان القبول ليكون الاول بين المقدمين، و أحد أبرز الناجحين ولكنه لم يبقى كثيراً في المعهد حيث مكنته موهبته من اجتياز الكثير من الطلاب وبعض الاساتذة ايضاً.

عندما كان في باريس كان يعمل مرافق لكثير من المغنيين المشهورين امثال جاك بريل، تشارلز ازنافور وجيلبرت باكو وغيرهم. في عام 1963 سجل اول البوم خاص به تحت عنوان Bass Ball، حيث لم يكن لهذا الألبوم اي ترويج او دعاية ولكنه كان من اكثر الالبومات المرغوبة و المطلوية في ذلك الوقت.

منذ عام 1964 بدأ رباط بالتأليف للمسرح والسينما، وبنفس الوقت بدأ بالعزف في الحفلات الموسيقية لمؤلفاته، حيث كانت له حفلات في فرنسا، واوروبا وفي عام 1975 كان له حفلة في كارنيغي هول في الولايات المتحدة.

يستمد فرانسوا رباط تميزه من رفضه لقبول الحدود المرسومة بين الانماط الموسيقية المختلفة، وهو قادر على استقطاب جمهور مستمعيه عند عزف مؤلفاته أو عند أداء مقطوعات كلاسيكية لمؤلفين عالميين وذلك لكونه موسيقياً مميزاً وعازفا مبدعا.

كان لرباط اسهام كبير في مجال التعليم لهذه الآلة، حيث كتب كتاب "التقنيات الجديدة للكونترباص" شرح فيه تقنيات العزف على هذه الألة حيث كان الفرق الاساسي بين هذا الكتاب وكتاب فران سيماندل تركيز رباط على اليد اليسرى وتفاصيل مسك القوس عند العزف. وكان لرباط عدة طلاب من اشهرهم رينو غارسيا-فونس، الذي أصبح من اشهر العازفين والمؤلفين على آلة الكونترباص.

في عام 1978 اجتمع رباط مع المؤلف الامريكي فرانك بروتو، حيث تطورت بينهما صداقة حميمة عندما اكتشفا ان بينهما تشابه في فلسفتهما الموسيقية، حيث لم يعترفا بالحدود الموسيقية المرسومة بين الموسيقية الكلاسيكية، الجاز وانواع الموسيقى الاخرى. كانا يستطيعان أداء مقطوعات كلاسيكية على المسرح في يوم وفي اليوم التالي يرتجلان على انغام الجاز على مسرح اخر. في عام 1980 طلبت فرقة سينسيناتي السيمفونية من بروتو تأليف كونشيرتو لرباط وكانت النتيجة الكونشرتو الثاني للكونترباص والاوركسترا حيث كان عرضه الاول عام 1981. بعد عامين طلبت فرقة هيوستن السيمفونية من برتو كتابة عمل آخر ايضاً لرباط، وكان العمل فانتاسيا للكونترباص والاوركسترا وكان عرضه الاول في هيوستن عام 1983. ومنذ ذاك الوقت عزف رباط هذه الاعمال حول العالم، كان عمل رباط وبروتو الثالث هو فانتاسيا كارمن، حيث بدأ العمل عليها كمقطوعة للكونترباص والبيانو، وايضاً عرض هذا العمل لاول مرة في سينسيناتي في تموز عام 1992، وقد سجلت كل هذه الاعمال.

يمكن مقارنة اهمية رباط لما قدمه لعالم الكونترباص، باهمية باغانيني وماقدمه لآلة الكمان، حيث عندما أظهر باغنيني في أوائل القرن التاسع عشر تنوع و قوة ألة الكمان، بدأ العازفين الاهتمام بجوانب الألة اكثر وحاولو تطوير العزف عليها، في حين آلة الكونترباص كانت مهملة بعض الشيء، حيث لم تكن تعتبر محط اهتمام المؤلفين في القرن التاسع، ولكن فرانسوا رباط استطاع تجديد نظرة الموسيقى لهذه الألة و كسر طريقها المسدود.

مصادر:

هنا

هنا

هنا