الفنون البصرية > سلسلة الفن النسائي

سرقَ زوجُها لوحاتِها ونسبَها إليه، مَنْ هي مارغريت كين؟

وُلِدت الرسّامةُ الأمريكيَّةُ مارغريت كين (Margaret Keane) عام 1927، وارتبطَ اسمُها بالعيونِ الكبيرةِ الَّتي تَظهَرُ في رسوماتِها من لوحاتٍ للأطفالِ وشخصيَّاتٍ أُخرى، وعُرِفَت لوحاتُها لأول مرَّةٍ في سان فرانسيسكو في خمسينيّات القرن الماضي، وقد ظُلِمت مارغريت كرسَّامةٍ في بداية حياتها الفنية؛ ولكنَّها استمرت بالرَّسم ستين عاماً وحتَّى يومِنا هذا، وعلى الرغم من تعرُّض رسوماتِها للانتقاد، فقد أُعجِب الجمهور بفنّها المُستوحَى من معاناةِ الأطفالِ من الفقر والجوع.

صورة لمارغريت كين في شبابها

كان Amedeo Modigliani فنان مارغريت المفضّل؛ وقد تأثرت بأسلوبهِ في رسم النساء، ثمَّ تطوَّر فنُّها من ناحية استخدام الألوان والأبعاد والتكوين متأثراً بكلٍّ من Van Gogh، Henri Rousseau، Leonardo da Vinci، Gustav  Klimt، Edgar Degas، Picasso، Sandro Botticelli  وPaul Gauguin. وبدورِها أصبحَ أسلوبُها الخاص محطةً توقَّفَ عندها كثيرٌ من الفنّانين المعاصرين الذين اتَّخذوا من العيون الكبيرةِ سمةً تُميِّزُ لوحاتِهم أمثال Lee، Gig، Maio، Ozz Franca، Igor Pantuhoff و Eve. بل إنَّ بعضَ تصاميم الدُّمى والكرتون كانت من وحي رسوماتِ مارغريت كين مثل Little Miss No Name Dolls.

 

وفي مقتبل عمرها، تَزوجت مارغريت من "والتر كين" الذي ادّعى منذُ بداية انتشار فنّها رسمَه لوحاتِها. "كنتُ ضعيفة جداً، ولم أستطع أن أعرف ماذا يجبُ أن أفعل! وكلَّما كانت لوحاتي تشتهرُ أكثرَ ازدادَ الأمرُ تعقيداً" صَرَّحت مارغريت لِـ KQED Arts "ثمَ ازدادَ الضغطُ عَلَي، وتَحولَت حياتي إلى كابوس، وأخيراً قلتُ له خُذ أنتَ ما تريد وأنا سوفَ أطوِّرُ أسلوباً جديداً".

صورة للزوجين مارغريت ووالتر

تطلّقت مارغريت من زوجها عام (1965)، وانتقلت حينَها إلى هاواي مستمرّةً بالرسمِ، وأعلنت في عام (1970) بأنّها هي مَنْ رسمَتْ أولئك الأطفال ذوي العيون الكبيرة على مدى ذلك الوقت كلِّه؛ وليسَ والتر، ثمَّ أثبتت حقّها في منتصف الثمانينيات حين التقَيا عام (1986) في المحكمة، إذ طَلب منهما القاضي أن يَقوما برسم لوحةٍ كلٌّ على حِدة في قاعة المحكمة، فتهرّبَ والتر من الرسم بحجةِ أنّه يعاني من ألمٍ في كتفهِ، بينما رسمت مارغريت لوحتها في أقلِّ من ساعة ،وذهبت القضيّةُ لصالحِها، بالإضافة إلى تعويض مالي قيمتهُ 4 ملايين دولار أمريكي، لكنها لم ترَ شيئاً من ذلك.

عندما سُئلت من قبل KQED Arts عن أسلوبِها المُبتكَر قالت كين: "لا أعرفُ لماذا أرسمُ على هذا النحو، ولكنّني أظنّ أنّ شيئاً ما يخرجُ من اللاوعي، وما زلتُ أرسم أحياناً وجوهاً حزينةً بسبب كثرةِ الحزنِ في العالم، ولكن أعتقدُ أنّ رسوماتي الآن تميلُ إلى البهجة أكثر".

لدى مارغريت كثيرٌ من المُعجَبين ومن مُحبِّي اقتناءِ لوحاتها الفنية في أنحاءِ العالم، وهي ما تزال ترسمُ يوميّاً وعمرُها يناهزُ الـ 90 عاماً تقريباً.

وإليكم بعضَ المتاحف التي تقتني لوحات كين:

بروج - بلجيكا متحف البلدية للفنون الجميلة.

المتحف التذكاري للفن – هاواي.

مدريد - المتحف الوطني للفن المعاصر.

المكسيك - المتحف الوطني للفن الحديث.

ولاية تينيسي - متحف بروكس التذكاري ومتحف تينيسي للفنون الجميلة.

طوكيو - المتحف الوطني للفن الغربي.

متحف لاغونا للفن - شاطئ لاغونا – كاليفورنيا.

الولايات المتحدة -مدينة نيويورك (Our Children، Painting).

صورة لمارغريت كين وآيمي آدامز والتي لعبت دورها في فيلم عيون كبيرة

صُوِّرت قصةُ مارغريت كين في فيلمٍ سينمائي بعنوان "عيونٌ كبيرة" “Big Eyes” من وراء عدسة "تيم بورتون" وبطولة آيمي آدامز وكريستوف فالتز، وقد أُطلِقَ الفيلم في شهر ديسمبر عام (2014).

بين الفيلم والواقع

المصادر:

هنا

هنا