الموسيقا > موسيقا

وداعاً باكو دي لوسيا

وداعاً باكو...

باكو دي لوسيا، أحد أعظم عازفي الغيتار في التاريخ، والذي كان من أهم المساهمين في نشر ثقافة الفلامينكو حول العالم ودمجها مع أنماط أخرى من الموسيقى، يفارق الحياة بشكل فجائي ليلة الثلاثاء في المكسيك، نتيجة أزمة قلبية أصابته.

ولد فرانسيسكو غوستافو سانشيز غوميز في ألجسيراس، مدينة صغيرة في أقصى الجنوب الاسباني، في 21 كانون الأول 1947، نشأ ليكون موسيقي على مستوى العالم، تدرّب على يد والده وأخيه منذ سن الخامسة، وأتقن فن غيتار الفلامينكو في عيد ميلاده الحادي عشر، عرف باسم باكو دي لوسيا، المؤلف وعازف الغيتار والمنتج لموسيقى الفلامينكو. كان من أبرز مؤيدي نمط الفلامينكو الحديث، حيث ساعد في إضفاء الشرعية على الفلامينكو في اسبانيا، وكان من أوائل عازفي غيتار الفلامينكو ممن نجح في إتقان ومزج أنماط موسيقية أخرى مثل الكلاسيك والجاز لموسيقاه.

كان باكو يحفظ المقطوعات سماعياً، إذ لم يتعلم قراءة النوتات الموسيقية، وكان يعطي الموسيقى طابعاً مميزاً من الفلامينكو.

عرف عن باكو إبداعه وتنوعه في العزف بانسجام، وبراعته وتقنياته الملحوظة بالإضافة إلى قوة وسلاسة يده اليمنى، هذه الإبداعات كانت تشير إلى دوره الرئيسي في تطوير موسيقى الفلامينكو التقليدية بل وفي تطوير موسيقى خاصة به حيث ساهم في ظهور وتطور المزيج بين موسيقى الفلامينكو الحديثة وموسيقى الجاز اللاتينية بدءاً من سبعينات القرن الماضي، وقد لاقت تسجيلاته مع مغني الفلامينكو Cameron de la Isla أصداءً كبيرة حيث قام الفنانان بتسجيل 10 ألبومات معاً في السبعينات.

من ضمن أحد أهم وأشهر تسجيلاته Río Ancho، Entre dos aguas، La Barrosa، Impetu، Cepa Andaluza، و Gloria al Nino Ricardo. وقد توسعت شهرته عالمياً عند مشاركته وعمله مع العديد من عازفي الغيتار مثل John McLaughlin، Al Di Meola، و Lary Coryell، قام بتأدية Paco de Lucia Sextet مع أخويه المغني Pepe de lucia وعازف الغيتار Ramon عام 1981، وعازف بيانو الجاز Chick Corea في ألبومهما المشترك Zyryab عام 1990. لاحقا في عام 2004 انخفض عدد جولاته حول العالم ليؤدي بضع حفلات في السنة، أغلبها في اسبانيا وألمانيا والمهرجانات الأوروبية، كما شارك في السنوات الأخيرة في العديد من الحفلات لبلدان لم يزرها من قبل من المغرب، تركيا، وتونس.

حاز باكو على العديد من الجوائز العالمية والتكريمات طيل حياته الفنية كان آخرها عام 2010 حيث قامت جامعة بيركلي للموسيقى في بوسطن بمنحه الدكتوراه الفخرية.

ستفتقد الموسيقى لعازف بارع ومبدع مثل باكو، الذي قال في مقابلة له أواخر التسعينات "لم أفقد أبداً جذوري في الموسيقى، لأني عندها سأفقد نفسي، ما حاولت فعله هو أنني تمسكت بالتقاليد بيد، وباليد الأخرى كنت أحاول البحث دوماً عن أشياء جديدة أضيفها إلى موسيقى الفلامينكو".

المصادر:

هنا

هنا