الطب > مقالات طبية

ضربةٌ جديدةٌ تصيبُ المُعالَجة المِثليَّة والأدوية العُشبيَّة

استمع على ساوندكلاود 🎧

تَعرَّضَتِ المُعالَجةُ المِثليّةُ والأدويةُ العُشبيّة لِضربةٍ جديدةٍ حين أصدَرَتْ مؤسّسة (NHS)* في إنجلترا وثيقةً تشاوريّةً حدَّدَتْ فيها ثمانيةَ عشرَ علاجاً طبيّاً لن يعودوا مُتاحين للتداول في الوصفات الطبية، وقد شَمَلتِ العلاجَ المِثلي والأدويةَ العشبيّة، إذ تقول (NHS) أنَّ ملايين الجنيهات الإسترلينية ستوفَّرُ في حال توقَّفَ الأطباءُ عن اللجوء للمعالجة المِثليّة.

والمعالجةُ المثليّةُ هي معالجةٌ بديلةٌ عن المعالجة الدّوائيّة، وتعتمدُ على استعمالِ جرعاتٍ قليلةٍ جدّاً من موادَّ ضارّةٍ قد تُسبِّبُ ضرراً عند الأصحّاء بهدف معالجة المرضى الّذين بدت عليهم الأعراضُ نفسُها الخاصّة بالمرض.

وللمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع يمكنك قراءةُ مقالٍ سابقٍ كنّا قد تحدثنا فيه بالتفصيل عن المعالجة المثليّة عن طريق هذا الرابط: هنا 

يشمُل هذا الاستغناءُ الّذي تضمَّنتْهُ الوثيقةُ حوالي 3200 مادّةٍ متاحةٍ للبيع دونَ وصفةٍ طبّيةٍ في الصّيدليات وبعض الأسواق، وذلك بسعرٍ أرخصَ ممّا هو عليه في الوصفة الطبية، وتشمُلُ هذه الموادُّ خلطاتِ السُّعال، ومعالِجات الزكام، والقطرات العينية، والواقيات الشمسية، والمليِّنات.

تقولُ الهيئات الصحّيّة إنَّه من المنطقي منعُ العلاجات غير الفعَّالةِ، وفي الوقتِ ذاتِه يشعرُ البعضُ  بالقلق من أنَّ بعضَ المرضى قد يجدون صعوبةً في الحصول على الأدوية الخاصّة بهم إذا نُفِّذَت هذه التغيّرات.

ذكر تقرير عام 2010 من قبل لجنة العلوم والتّكنولوجيا البريطانية أنّه لم يَجِدْ أيَّ دليلٍ على فائدة المعالجة المِثلية، وأوضَحَ الرئيسُ التّنفيذيُّ لمنظّمة (NHS) سيمون ستيفينز عبرَ وثيقة تشاوريّة نُشِرَت سابقاً أنَّ المعالجةَ المثليّةَ علاجٌ وهميٌّ في أفضل الأحوال، وإساءةٌ لِاستخدام أموالِ المؤسَّسة.

علماً أنَّ المعالجةَ المثليَّة تُكلِّفُ المؤسَّسة آلاف الجنيهات الإسترلينية سنوياً.

وقالت الرّئيسةُ التّنفيذيّة لمؤسّسة (NHS) "راشيل باور" في بيان لها أيضاً أنَّه من غير المعقول أن تصرِفَ المؤسَّسةُ جنيهاً على دواءٍ يحصلُ عليه المواطنُ بالسِّنتات، ومع ذلك فإنَّ هناكَ الكثيرَ من الأفراد الّذين سيعانون من هذه التّغييرات؛ إذ إنّ المدفوعاتِ الصّغيرة وحتّى العادية ستُمثِّلُ تكلفةً عاليةً بالنّسبة إلى المعالجةِ طويلةِ الأمدِ.

وقد تبايَنت الرُّدود حول هذا القرار، إذ يقولُ "دون ريدنغ" - عضوٌ في ائتلافِ الجمعيّات الخيريّة للصحة والرعاية - أنَّ العلاجاتِ الّتي مُنِعَ صرفُها كوصفةٍ طبيةٍ لن يستطيعَ الجميعُ تحمُّلَ تكاليفِ شرائِها، ووقفُ مثلِ هذه الوصفات يُخِلُّ بمبادئِ NHS، ويؤسِّسُ لنظامٍ يعتمِدُ فيه العلاجُ على قدرة الشخص على الدّفع.

وتكمنُ أهمُّ انتقاداتِ هذا المشروعِ في أنَّ المؤسّسة لن تغطّيَ تكاليفَ علاج الأطفال المصابين بالقمل، أو علاج حالاتِ الإمساكِ المُستعصية.

 

الحاشية:

NHS: National Health Service

هي مؤسَّسةُ رعايةٍ صحيّةٍ تُقدِّمُ الخدماتِ الطبيّةِ في كل من إنجلترا، وويلز، وأسكتلندا، وإيرلندا الشمالية.

 

المصدر:

 هنا 

مصادر الحاشية: 

هنا 

/p>