علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الفيسبوك والسعادة

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعطي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الناس شعوراً بأنهم متصلين فيما بينهم، ولكن توصلت دراسة جديدة في جامعة ميتشيغن الأمريكية أنه ليس بالضرورة أن يعطيهم السعادة بفضل هذا التواصل، بل وإن حجم استخدام الفيسبوك يتناسب طردياً مع تدني مستوى سعادة المستخدم.

تقول الباحثة إيثان كروس:

"يمثل الموقع ظاهرياً مصدراً ثميناً جداً لتلبية الرغبة البشرية بالتواصل الاجتماعي، لكن بدلاً من زيادة سعادة المرء، وجدنا أن استخدام الموقع ينبئ بالعكس من ذلك، أي إضعاف السعادة!"

وتبعاً للعالم جون جونايدس:

"إن نتيجة الدراسة ذات أهمية كبيرة فهي تشير إلى حد بعيد إلى الأثر الذي ممكن أن تتركه مواقع التواصل الاجتماعي في حياة البشر".

قام الباحثون بتجنيد 82 شاباً وشابة ذوي ديمغرافية متنوعة لمدة أسبوعين، كل منهم يمتلك حساباً على موقع الفيسبوك إضافة لهاتف ذكي.

ثم اتبعوا معهم أسلوب اختبار العينات، أحد أكثر الأساليب دقة والمتبعة في قياس الأحاسيس ومعرفة الأفكار والتنبؤ بتصرفات الناس بشكل مستمر، حيث قاموا بإرسال رسائل نصية للمشتركين خمس مرات يومياً طيلة الأسبوعين.

تحتوي كل رسالة على الأسئلة التالية:

1) كيف تشعر الآن في الوقت الحالي؟

2) كم مقدار شعورك بالقلق الآن؟

3) كم مقدار شعورك بالوحدة حالياً؟

4) ما هو مقدار الوقت الذي قضيته مستخدماً الفيسبوك منذ آخر رسالة؟

5) ما مدى تفاعلك "المباشر" مع من حولك منذ آخر رسالة؟

وجدت الدراسة أن زيادة استخدام الناس للفيسبوك في فترة متواصلة واحدة ازدادت، وبالتالي سوء شعورهم.

قام الباحثون بسؤال الناس إضافة للأسئلة السابقة عن مستوى رضاهم عن حياتهم مرتين، مرة عند بداية الدراسة وأخرى بعد نهايتها، فكانت النتيجة أن المشتركين الذين استخدموا الموقع أكثر انخفض لديهم مستوى الرضا بعد نهاية الدراسة!

ومن المهم الإشارة إلى أن الباحثين لم يجدوا أي دليل على أن التواصل المباشر مع الآخرين سواء وجهاً لوجه أو من خلال الاتصال الهاتفي، قد أثر سلباً على السعادة، بل على العكس.. وجدوا أن التواصل المباشر أدى إلى تحسن شعور الناس مع مرور الوقت.

والجدير بالذكر أن الدراسة وجدت أن المشتركين ألم يميلوا كثيراً لاستخدام الفيسبوك عند شعورهم بالسوء، بالرغم من أنهم يميلون لاستخدامه عند الشعور بالوحدة.

"هذه هي الفائدة من دراسة العلاقة بين استخدام الفيسبوك والسعادة كعمليات ديناميكية ستتكشف مع مرور الوقت، فهي ستسمح لنا برسم استنتاجات عن التسلسل السببي بين استخدام الفيسبوك والسعادة والرضا".

أظن أن الوقت قد حان كي نعيد النظر في مدى تعلقنا بالفيسبوك، ونعود للتواصل مع من يحيطون بنا من أهل وأصدقاء مستغنين فيهم ولو قليلاً عن التواصل الإلكتروني..أتوافقونني الرأي؟

المصدر:

هنا

/p>