الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

صفقة شراء واتساب بسعر خيالي!

أكيد كلنا سمعنا كيف أنو شركة الفيسبوك اشترت تطبيق الواتساب.

خلّونا نشوف كيف تمّت هيدي الصفقة، و شو السبب اللي خّلا مارك يشتري شركة بتحقق أرباح كتير بسيطة مقارنةً مع السّعر الخيالي اللي اندفع.

أعلنت شركة الفيسبوك أنها ستستحوذ على شركة الواتساب، و ذلك مقابل مبلغ 16 مليار دولار، مؤلف من أسهم و أوراق نقدية.

و كجزء من الصفقة، تلقّى موظفو الواتساب 3مليار دولار إضافية، على شكل أسهم مصدرة لهم و لكنّها مقيّدة (هذه الأسهم تصدر في حالة الاستحواذ أواندماج شركتين، و لا يمكن بيعها إلّا إذا تحققت شروط معيّنة محددة مسبقاً ).

و لكن على ما يبدو، مستثمري وول ستريت لم يكونوا مسرورين من حصول هذه الصفقة، ممّا أدى لانخفاض أسعار أسهم شركة الفيسبوك بمقدار 5% بعد إتمام الصفقة بعدّة ساعات.

من المحتمل أن يكون قلقهم بسبب خوفهم من احتمال حدوث "تخفيف للأسهم" ناجم عن الصفقة ( عندما تصدِر الشركة أسهم جديدة لدفع ثمن الاستحواذ، سيزداد عدد الأسهم، و بالتالي ستنقص نسبة ملكية السهم من الشركة، أي سيمتلك حامل السهم حصّة أصغر من الشركة، مما يجعل كل سهم أقل قيمةً، و سيحصل على حصّة أقل من الربح، و هذا سيؤدّي إلى انخفاض سعر السهم ).

ولكن على الأغلب أنّ المستثمرين مستائين من هذه الصفقة لأن هدف شركة الفيسبوك الأساسي منها هو شراء النمو في عدد المستخدمين، و إن كان على شركة الفيسبوك أن تنفق بهذه الكثافة لتأمين النمو في عدد المستخدمين، هذا يعني ضمنياً أن نقاط القوة الأساسية لهذه الشركة ( الانتشار الواسع والمشاركة العالية ) تتعرض لضغوطات.

خلال مكالمة أجريت للمستثمرين، استطاع المدير التنفيذي لشركة الفيسبوك "مارك زوكربيرغ" و المدير التنفيذي لشركة الواتساب "جان كوم" تهدئة مخاوفهم وإعادة رفع أسعار الأسهم قليلاً، فاقتصر انخفاض سعرها بالنتيجة إلى 2.46% فقط، بعد ساعات من التداول.

كما ناقشوا كيف أنّ الواتساب سيركز على تحقيق النمو بدلاً من "التّسييل" ( أي تحويل الأصول إلى سيولة، و لكن بما يخص المواقع الاكترونية فإنّ عملية التّسييل تكون بالحصول على عوائد باستخدام محتوى الموقع، و ذلك يتمّ عادةً عن طريق الإعلانات )، حيث أشار "زوكربيرغ" إلى أنّ الإعلانات لم تكن الطريقة الأفضل للتسييل عن طريق خدمات الرسائل، كما أشار المدير المالي للفيسبوك "ديفيد إيبرسمان" أنه لن يكون من أولويّات الواتساب زيادة قيمة رسم الاشتراك السنوي الحالي البالغ 0.99$ المطبّق حاليّاً في بعض الدول.

و هنا يشرح لنا الفيسبوك بنفسه لماذا يستحق الواتساب المبلغ الكبير الذي أنفق لشرائه، فأشار إلى أنّ شركة الواتساب قد أسّست خدمة رسائل فورية رائدة و متنامية بسرعة، حيث أنّ :

• أكثر من 450 مليون شخص يستخدمون هذه الخدمة شهرياً

• 70% من هؤلاء ينشطون يومياً

• حجم التراسل باستخدام هذه الخدمة يقارب حجم الرسائل النصية المرسلة في العالم بأكمله

• هذا النمو الكبير و المستمر يضيف حالياً اكثر من مليون مسجّل جديد في هذه الخدمة يومياً

أّما بالنّسبة للفيسبوك، فإنّ عدد المستخدمين يستمّر بالنمو بمعدّلات مقبولة، و لكن مع مرور الوقت بدأت المقاييس الرئيسية للشركة بالتحوّل لتتّخذ منحىً مالياً أكثر فأكثر.

من ناحية أخرى، التويتر، ما زال عليه بطبيعة الحال أن يقوم بتحوّل مماثل.

ولكن الفيسبوك برغم ذلك هو منتَج في طور النمو، يتوقّع المستثمرون منه باستمرار نموّاً على صعيد عدد المتسخدمين وعلى الصعيد المالي، مما يشكّل ضغطاً عليه.

عندما يتمّ التقييم على أساس مضاعفات النمو، فإن أي تذبذب في في معدّلات زيادة عدد المستخدمين تؤدّي إلى الإفتراض بأنّ التدفقات النقدية المستقبلية المتوقعة بناءً على المضاعفات الحالية قد تكون مبالغاً بها بشكلٍ كبير، و هذا سيؤدّي إلى انسحاب المستثمرين.

شركة تويتر أدركت هذا بطريقة قاسية عندما صدر التقرير الرّبعي الأخير لها ( تقرير يصدر كل ثلاثة أشهر عن الشركات العامة لإطلاع حملة الأسهم على كفاءة أداء الشركة خلال الفترة السابقة ) متضمناً أرباحاً مرتفعة و مفاجئة، لكنّها لم تكن كافية للمستثمرين الذين قاموا ببيع أسهمهم، و ذلك لأنّ معدّل النّمو االمتحقِّق كان أقل من النمو المتوقع بمعدّل 3.9%.

بالتالي، من المرجّح أنّ الفيسبوك أراد تحقيق نمو أكبر، و خاصةً في أسواق الاتصالات خارج الولايات المتحدة الأميريكية، فقام بإنفاق 19 مليار دولار للحصول على بعض منها.

إنّ انقسام الفيسبوك لعدة تطبيقات يجعل قياس مستويات الاستخدام أكثر صعوبةً.

الإنستاغرام، الواتساب، و تطبيقات الفيسبوك بحدّ ذاتها والتي يوجد المزيد منها على الطريق، تجعل من مفهوم "مستخدم الفيسبوك النشط شهرياً" بشكلٍ ما مفهوماً مرناً و غير قابلٍ للتّحديد بشكل دقيق.

ولكن، من ناحيةٍ أخرى، سيكون من الصعب على أيّ شخص أن يشعر بالقلق من انخفاض نمو عدد مستخدمي الفيسبوك بوجود موقعي الانستاغرام و الواتساب يعملان معه.

عليك أن توسّع في مفهوم "تجربة الفيسبوك" لتصل إلى ذلك، فالأمر الآن يمكن التعبير عنه كتجديد تمّ عن طريق إضافة قطع غيار جديدة !

نهايةُ، يمكن القول بأنها كانت فعلاً صفقة مكلفة بشكل لا يصدّق، ولكن خلافاً للإنستاغرام فإن تطبيق الواتساب ينطوي على عائد، فرسم الاشتراك السنوي للمستخدم الواحد يبلغ 0.99$ ( يدفع بعد السنة الأولى ( يعني أنّ الشركة لديها دخلاً إجمالياً ليس بقليل.

 

 

 

و هيك بوجود مليون مستخدم جديد لتطبيق الواتساب يومياً، ما من الغريب أنو نشوف الشركة بعائد مكّون من تسع أرقام !!

 

 

 

واللّه و نقشت معك يا مارك !

المصدر:

هنا